في ظل الأوضاع التي تعيشها أفغانستان، وأيضا رفض بعض الأصوات الألمانية، هل تنجح وزارة الداخلية في زيادة وتيرة عمليات الترحيل نحو البلد الذي تسيطر عليه حركة طالبان؟
نفذت السلطات الألمانية نفذت عمليتي ترحيل إلى أفغانستان، وذلك منذ استعادة حركة طالبان لمقاليد الحكم في كابول في أغسطس 2021. صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
إعلان
أعلن وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت اعتزامه زيادة وتيرة عمليات الترحيل إلى أفغانستان. غير أن وزارة الداخلية الألمانية لم توضح ما إذا كانت هذه العمليات ستنظم كما في السابق بدعم من دولة قطر.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قالت متحدثة باسم الوزارة، اليوم السبت (السادس من سبتمبر/ أيلول 2025): "تعمل الحكومة الاتحادية بشكل مكثف على إرساء آلية دائمة لإعادة الترحيل"، مشيرة إلى أن برلين تدرس في هذا الشأن " جميع الخيارات من الناحيتين القانونية والعملياتية".
منذ 2021.. عمليتي ترحيل لا أكثر!
يذكر أن السلطات الألمانية نفذت عمليتي ترحيل إلى أفغانستان، وذلك منذ استعادة حركة طالبان لمقاليد الحكم في كابول في أغسطس/آب 2021. ففي أغسطس/آب 2024، أي في عهد حكومة ائتلاف "إشارة المرور" برئاسة المستشار السابق أولاف شولتس، تم ترحيل 28 مدانا بجرائم إلى العاصمة الأفغانية.
وفي يوليو/ تموز، أعادت طائرة 81 رجلا إلى أفغانستان قالت ولايات ألمانية عنهم إن لهم سجل جنائي يشمل ارتكاب جرائم قتل وجرائم جنسية وأعمال عنف وجرائم مخدرات.
وكما أوضحت الحكومة الاتحادية ردا على استفسار من كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني، فقد استخدمت أثناء عملية المناولة الأرضية في المطار وسائل تقييد مع 38 شخصا من هؤلاء بسبب سلوكهم.
وردا على سؤال من كتلة اليسار حول ما إذا كانت حركة طالبان حصلت على مقابل لقبولها عملية الترحيل في 18 يوليو/ تموز الماضي، أجابت الحكومة الاتحادية أن هذه العملية "تمت بوساطة دولة قطر في إطار الشراكة الاستراتيجية الأمنية المشتركة، من دون تقديم أي مقابل لذلك". ولم تفصح الحكومة عن تفاصيل التنسيق بدعوى سرية هذه الإجراءات.
انتقادات لعمليات الترحيل
وفي المقابل، انتقدت كلارا بونغر المتحدثة باسم كتلة حزب اليسار لشؤون السياسة الداخلية، ما تقوم به الحكومة، قائلة: "تنفق الحكومة الاتحادية مبالغ طائلة على رحلات الترحيل، وتتعاون مع أنظمة استبدادية، وتزعم أن ذلك يخلق مزيدا من الأمن، وهذا كذب".
وتعد أفغانستان حاليا البلد الرئيسي الذي ينحدر منه معظم الأشخاص المتقدمين بطلبات لجوء في ألمانيا. وخلال الشهور الثمانية الأولى من العام الحالي، لم يستفد سوى 33 أفغانيا من عروض العودة الطوعية المدعومة من الحكومة الألمانية.
وكما أوضحت وزارة الداخلية الألمانية ردا على استفسار، فقد جرى دعم خمس حالات إضافية من العودة الطوعية إلى أفغانستان عبر برامج تابعة لولايات ألمانية. ولا تتوفر بيانات حديثة حول حالات العودة الطوعية غير المدعومة من الدولة.
تحرير: عارف جابو
بالصور: مئات الآلاف من الأفغان في مواجهة الترحيل
في إطار التهديد بترحيل جماعي من باكستان، غادر أكثرمن 200.000 أفغاني بالفعل البلاد في جنوب آسيا. وفي أفغانستان يتهدد العائدين البرد والجوع ومختلف الخدمات الأساسية.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
وصول الآلاف إلى مرفأ حدودي
وصل الآف الأشخاص إلى منطقة تورخام الحدودية شمال غرب باكستان بعد أن بدأت السلطات الباكستانية بنقل الأفغان الذين ليس لديهم أوراق رسمية صالحة إلى معسكرات لترحيلهم. وتستضيف باكستان حوالي أربعة ملايين شخص من أفغانستان. وبحسب البيانات الحكومية هناك 1.7 مليون أفغاني يقيمون بشكل غير قانوني في البلاد.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
مستقبل غير آمن
بعد استعادة حكم طالبان مرة أخرى في عام 2021، هرب حوالي 600.000 أفغاني إلى البلد المجاور. وكان عشرات الآلاف من الأشخاص قد غادروا بالفعل أفغانستان خلال النزاعات في السبعينيات والثمانينيات وذهبوا إلى باكستان وأنجبوا أطفالهم هناك. كما أن الكثيرين من هؤلاء لم يزوروا أبدًا بلد آبائهم.
صورة من: Esmatullah Habibian/Middle East Images/abaca/picture-alliance
شاحنات تغص بالأمتعة والعائلات
عائلات أفغانية على متن شاحنات تنتظر على الحدود الباكستانية قبل السماح بدخولها إلى الوطن الأم. وقد أفادت وكالات الأمم المتحدة عن زيادة حادة في عدد الأفغان العائدين إلى ديارهم منذ أن شنت باكستان حملة قمع ضد الأشخاص الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني.
صورة من: Muhammad Sajjad/AP/dpa/picture alliance
الخوف من العودة
أقامت الحكومة في كابول مخيمين على الجانب الأفغاني من تورخام لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الأشخاص. وقد حددت حكومة إسلام آباد مهلة للأفغان انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول. ويقول القرار الباكستاني على أنه يجب على المهاجرين غير الشرعيين مغادرة البلاد بحلول 1 نوفمبر/ تشرين الثاني. ومع ذلك يخشى العديد منهم العودة إلى البلاد التي هربوا منها.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
تحت سيطرة طالبان
يقوم مقاتلو طالبان بحراسة مكتب تسجيل للوافدين الجدد من باكستان. وقد حذرت منظمة "مراسلون بلا حدود" من أن حوالي 200 من الأفغان العاملين في وسائل الإعلام معرضون لخطر الترحيل. وبعد استيلاء طالبان على السلطة، هرب العديد من الصحفيين خارج البلاد إلى باكستان خوفًا من التضييق عليهم وملاحقتهم.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
ظروف حياة سيئة للعائدين
تعبر العديد من منظمات الإغاثية الدولية عن الوضع الصعب للعديد من الأفغان الذين تم ترحيلهم من باكستان إلى منطقة الحدود بين البلدين. ويفتقر الجانب الأفغاني من الحدود إلى مأوى، وإمدادات غذائية، ومياه الشرب، ووسائل التدفئة ومرافق النظافة. والعديد من الأشخاص يجدون أنفسهم مضطرين للنوم في العراء.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
مواقد نيران للتدفئة
في الليل تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من عشر درجات مئوية. ولا يمكن للنازحين الحصول على بعض التدفئة إلا من خلال مواقد نيران صغيرة في العراء. قرار باكستان بترحيل الأفغان يثير انتقادات شديدة. وتحذر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) من كارثة إنسانية في فصل الشتاء القادم، لاسيما وأن العديد من العائلات ليس لديها مكان يمكنها العودة إليه في أفغانستان.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
انتظار المجهول
حثت منظمة الحماية للاجئين "برو آزيل" الحكومة الألمانية على استضافة الأفغان المهددين . وقالت أليما أليما، المسؤولة عن قضية أفغانستان: "اضطر العديد من الأشخاص إلى الفرار إلى باكستان بحثا عن إجراءات الاستقبال في ألمانيا وبلدان أخرى. ويجب على وزارة الخارجية العمل على إخراجهم بسرعة".
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance