وسط انتقادات حقوقية.. الاقتصاد على رأس برنامج زيارة السيسي
٢ يونيو ٢٠١٥
قالت مصادر إعلامية مصرية إن برنامج زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا يشمل توقيع اتفاقيات مع شركات ألمانية في مجالي الطاقة والصناعة، فيما حثت منظمات المستشارة على ميركل على فتح ملف حقوق الإنسان في مصر.
إعلان
يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى الأربعاء زيارته الرسمية الأولى إلى ألمانيا بدعوة من المستشارة أنغيلا ميركل. وقالت صحيفة "اليوم السابع" الالكترونية الإخبارية إن الزيارة التي تستمر ليومين تشمل لقاءات بين السيسي والمستشارة الألمانية ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ونائب المستشارة ووزير الاقتصاد زيغمار غابريل.
زيارات السيسي إلى الخارج منذ توليه الرئاسة
يواجه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحديا كبيرا يتمثل في إعادة مصر دورها الريادي، فمنذ توليه الرئاسة يعمل على إعادة تنشيط العلاقات واستعادة صداقات مصر القديمة وتحالفاتها بعد الأحداث التي تلت تنحي الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم.
صورة من: picture-alliance/Egyptian Presidency/Handout
كانت الجزائر المحطة الأولى في جولات السيسي الخارجية على التوقعات، فقد وعد خلال حملته لانتخابات الرئاسة أن تكون السعودية أولى محطات زياراته الخارجية كرئيس، لتصبح أول زيارة لرئيس مصري إلى الجزائر منذ 5 سنوات. وأكدت خصوصية العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التصريحات خلال فترة الدعاية في انتخابات الرئاسة، والتي قُيل فيها أن الجيش المصري قادر علي اجتياح الجزائر في ثلاثة أيام وهو ما نفاه السيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
جاءت مشاركة الرئيس المصري في أعمال مؤتمر القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية، التي عقدت في 26 يونيو/ حزيران الماضي للتأكيد على عودة مصر للقارة الإفريقية التي سبق وأن أُهملت خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وجُمدت عقب إزاحة الإسلاميين عن الحكم. وشملت الجولة الإفريقية السودان وأثيوبيا لمناقشة ملف سد النهضة الذي تقيمه على النيل.
صورة من: Ashraf Shazly/AFP/Getty Images
أما زيارة السيسي إلى السعودية لما قدمته الأخيرة من دعم وفي إقناع المجتمع الدولي بأن إزاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 30 يونيو كانت تعبيراً عن إرادة شعبية، وبالتالي فكان لابد أن يعبر السيسي عن "الامتنان المصري للجانب السعودي".
صورة من: picture-alliance/AA
وشملت جولته الخليجية آنذاك الإمارات والكويت، اللتان قدمتما بدورهما إلى جانب السعودية دعماً مادياً لمصر بعد عزل مرسي، حيث ترك الإسلاميون خلال فترة حكمهم القصيرة اقتصاد البلد على حافة هاوية. وانعكس التقارب مع دول الخليج لاحقاً في مشاركة مصر في التحالف العربي بشن الحرب على اليمن.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press/Egyptian Presidency
في ظل الموقف الأمريكي من إزاحة الإسلاميين عن الحكم، كانت زيارة السيسي إلى موسكو ذات أهمية كبيرة. ومع دخول الطائرة الرئاسية إلى الأجواء الروسية رافقها سرب من المقاتلات الروسية. وانتهت الزيارة بالتأكيد على دعم التعاون العسكري والصناعي بين البلدين.
صورة من: Reuters
كانت زيارة السيسي إلي نيويورك محط اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لا سيما أنه الظهور الأول للرئيس المصري في الأمم المتحدة ناقلاً "رسالة مصر للعالم بعد ثورة 30 يونيو وما تبعها من حالة سوء فهم الحالة المصرية". لقاء السيسي بالرئيس الأمريكي أوباما حرك العلاقات التي تأزمت آنذاك بين الدولتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Anthony
وكانت أولى زيارات السيسي إلى دول الاتحاد الأوروبي في إيطاليا، وكان القضية الأكبر خلال الزيارة هي ليبيا، التي أضحت مسرحاً لحرب أهلية بين الجماعات المتشددة. وأيدت إيطاليا جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتوصل الجانبان إلى توافق بشأن التهديد الذي تشكله ليبيا ما بعد القذافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Campana
هذه الجولة الأوروبية قادت السيسي أيضاً إلى لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند. خلال الزيارة أُبرمت ثلاث اتفاقيات تتضمن أولها إعلان نوايا حول الشراكة الفرنسية المصرية تتعلق بمترو أنفاق القاهرة، بينما تهدف الثانية دعم البنية التحتية في مصر، والثالثة أطرت دعم التوظيف عبر تمويل الشركات الصغيرة في المناطق الأكثر فقراً.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Jocard
اللقاء الأول بين السيسي والمستشارة الألماني أنغيلا ميركل على هامش منتدى دافوس في سويسرا في يناير/ كانون الثاني الماضي. لكن زيارته الحالية استبقها رئيس البرلمان الألماني روبرت لامرت، إذ قرر إلغاء لقائه المقرر مع السيسي في احتجاج على ما وصفها بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Coffrini
جاءت زيارة السيسي الأولى إلى الأردن على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منتصف مايو/ أيار الماضي. وقال السيسي في المنتدى إن "الجمود الفكري الناجم عن التطرف والغلو الديني أو المذهبي تزداد حدته جراء اليأس والإحباط وتراجع قيم العدالة بمختلف صورها".
صورة من: picture-alliance/dpa
تبلورت التوترات بين مصر والمحور القطري-التركي بعد عزل مرسي، فقد سحبت القاهرة سفيريها لدى الدوحة وأنقرة، في أعقاب المواقف القطرية والتركية المنددة بسياسات الدولة المصرية، ودعم البلدين لتنظيم الإخوان المسلمين، ما نتج عنه حملات إعلامية حادة متبادلة بين الجانبين.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
أما عن برنامج الزيارة فقد أوضحت الصحيفة المصرية أنه سيركز أيضاً على التعاون الاقتصادي بين مصر وألمانيا، إذ سيتم توقيع اتفاقيات اقتصادية بين شركات ألمانية والحكومة المصرية، من بينها توقيع عقد تنفيذ محطات الكهرباء لتغطية نحو ثلث احتياجات مصر من الكهرباء، أي بقدرة تصل إلى 13 غيغاواط من قبل شركة سيمنس الألمانية ومصر، وهو ما تم توقيع مذكرات التفاهم بشأنه خلال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ.
كما كشفت صحيفة "الأهرام اليوم" أن مصر ستوقع اتفاقيات مع "أكبر شركة ألمانية متخصصة في تصميم وتصنيع ماكينات حفر وبناء الأنفاق... كجزء من المشروعات القومية العملاقة التي تنفذها الدولة المصرية، ومنها حفر عدد من الأنفاق أسفل المجرى الملاحي لقناة السويس الجديدة".
يُذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين سجل أكثر من أربعة مليارات يورو خلال العام الماضي، محققاً نمواً بنحو 13.6 بالمائة مقارنة بعام 2013، كما كشفت صحيفة الشروق المصرية.
انتهاكات حقوق الإنسان
لكن من جانب آخر تلقي انتهاكات حقوق الإنسان بظلالها على الزيارة، إذ طالبت منظمات حقوقية دولية الاثنين المستشارة ميركل بإثارة قضية انتهاكات حقوق الإنسان في مصر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما. وفي بيان مشترك، دعت خمس منظمات دولية من بينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ميركل إلى أن "توضح" خلال لقائها مع السيسي أن "تطور العلاقات بين مصر وألمانيا يتوقف على اتخاذ السلطات المصرية إجراءات ملموسة وسريعة لوضع حد للسياسات الحكومية التي تنتهك بانتظام التزامات مصر بموجب القانون الإنساني الدولي والدستور المصري الصادر عام 2014".
وطالب البيان ألمانيا بضرورة "الاستمرار في تجميد توريد كل أنواع الأسلحة والاحتياجات الأمنية التي يمكن استخدامها في القمع إلى أن تقوم السلطات المصرية بتحقيقات قضائية محايدة في مقتل مئات المتظاهرين على يد قوات الأمن والشرطة". وأكد البيان أن الحكومة التي يترأسها السيسي مسؤولة عن "أخطر أزمة تمر بها حقوق الإنسان في مصر منذ عقود".
وبعد إطاحة الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013 شنت السلطة حملة قمع دامية ضد الإسلاميين، أسفرت عن مقتل المئات وتوقيف أكثر من 15 ألفاً. كما أن كوادر وقيادات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي يحاكمون محاكمات جماعية وسريعة أدت إلى صدور أحكام بالإعدام على العشرات منهم وهي محاكمات وصفتها الأمم المتحدة بأنها "غير مسبوقة في التاريخ الحديث".
وبعد أن كانت الزيارة مثقلة بترقب النطق بالحكم على مرسي في قضيتي التخابر واقتحام السجون، قررت محكمة مصرية الثلاثاء مد أجل النطق بالحكم عليه حتى 16 يونيو/ حزيران لاستكمال المداولات. وكانت المحكمة قد أحالت أوراق مرسي لمفتي الجمهورية الشهر الماضي لإبداء الرأي في الحكم بإعدامه. وقال القاضي إن رد المفتي وصله صباح اليوم لذا قرر مد أجل النطق بالحكم لاستكمال المداولة.
من جانب آخر قالت مصادر أمنية مصرية إن السلطات المصرية ألقت القبض على عضوين قياديين في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بعد أكثر من عام من اختفائهما وإنها تحقق معهما. وأضافت المصادر أن قوات الأمن قبضت على القياديين في الجماعة محمود غزلان وعبد الرحمن البر.