من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو لإجراء مزيد من المباحثات بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتأتي الزيارة بعد اجتماع فلوريدا بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين قيل في حينه إنه أحرز تقدما كبيرا.
أرشيف: الرئيس الروسي فلادمير بوتين وهو يستقبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف (سانبترسبورغ، 11 أبريل 2025)صورة من: Gavriil Grigorov/Sputnik/Kremlin/AP Photo/dpa/picture alliance
إعلان
يلتقي المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهرالرئيس دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الثلاثاء الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2025) لإجراء محادثات حول مسار محتمل لإنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ترامب مرارا إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا لكن جهوده لم تفلح حتى الآن في إحلال السلام، بما في ذلك القمة التي عقدها مع بوتين في ألاسكا في أغسطس/ آب الماضي.
وأبدى مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون مخاوفهم الأسبوع الماضي بعد تسريب مقترح سلام أمريكي مؤلف من 28 نقطة رأوا أنه يرضخ لمطالب موسكو الرئيسية فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي وسيطرة روسيا على خُمس الأراضي الأوكرانية وفرض قيود على الجيش الأوكراني.
وقدمت القوى الأوروبية بعد ذلك اقتراحا مقابلا للسلام، ثم قالت الولايات المتحدة وأوكرانيا إنهما وضعتا "إطار عمل محدثا ومنقحا للسلام" لإنهاء الحرب خلال محادثاتهما في جنيف. وأشار بوتين إلى أن المناقشات لا تدور حتى الآن حول مسودة اتفاق بل حول مجموعة من المقترحات التي قال الأسبوع الماضي إنها "يمكن أن تكون أساسا لاتفاقات في المستقبل".
إعلان
الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية
ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أن اجتماع ويتكوف مع بوتين سيكون في النصف الثاني من اليوم، لكنه رفض الخوض في الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا قائلا إن دبلوماسية مكبرات الصوت ليست مفيدة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن كوشنر سينضم إلى ويتكوف في رحلته إلى روسيا. وأوضح الرئيس فلاديمير بوتين مرارا أنه مستعد لإجراء محادثات لإحلال السلام لكنه حذر من أن القوات الروسية ستتقدم أكثر وتستولي على المزيد من الأراضي الأوكرانية إذا رفضت كييف التوصل إلى اتفاق.
روسيا تسيطر على بوكروفسك وفوفتشانسك
وتظهر خرائط صادرة عن جهات موالية لأوكرانيا أن القوات الروسية تسيطر على أكثر من 19 بالمئة من مساحة أوكرانيا، أو 115600 كيلومتر مربع، بزيادة نقطة مئوية واحدة عن العامين الماضيين، وأنها تقدمت في عام 2025 بأسرع وتيرة منذ 2022. وأبلغ قادة عسكريون روس الرئيس بوتين أمس الاثنين بأن القوات الروسية سيطرت على بلدتي بوكروفسك وفوفتشانسك الأوكرانيتين الواقعتين على خط المواجهة. ويقول مسؤولون أمريكيون إن أكثر من 1.2 مليون شخص قتلوا أو أصيبوا في الحرب. ولم تفصح أوكرانيا أو روسياعن خسائرهما.
تفاؤل أمريكي بالتوصل إلى اتفاق
أبدى البيت الأبيض أمس الإثنين "تفاؤلا كبيرا" بإمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت "أعتقد أن الإدارة متفائلة جدا"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه "عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعا أن تنتهي هذه الحرب". وأضافت "في الأمس فقط، أجروا محادثات جيدة جدا مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا" حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي.
من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في البحث مع نظيره في "قضايا رئيسية" وصفها بأنها "صعبة للغاية"، متّصلة بخطة واشنطن، بعدما أفاد المفاوض الأوكراني رستم عمروف الاثنين بتسجيل "تقدم كبير" بشأن مسودة الخطة، مع أنه أشار إلى أن "تعديلات" لا تزال ضرورية. وشدّد زيلينسكي على أن إرساء "أمن حقيقي" يقتضي الحرص على عدم نيل روسيا "اي مكافأة" عن هذه الحرب. وتلقى زيلينسكي الذي يواجه ضغوطا سياسية وعسكرية متزايدة، جرعة دعم قوية الإثنين من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدد تأكيد استنفار الأوروبيين لضمان "سلام عادل ودائم" لكييف.
تحرير: عماد غانم
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.