وسط توتر مع تركيا.. اليونان تؤسس "درعا وطنيا" بتجنيد الآلاف
١٣ سبتمبر ٢٠٢٠
فيما أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إبرام صفقات أسلحة ونجنيد عشرات الآلاف وسط تصاعد التوتر مع تركيا، حض وزير الخارجيّة الأميركي بومبيو أنقرة على وقف الأنشطة المثيرة للتوتر في شرق البحر المتوسّط.
إعلان
أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن "برنامج مهم" لتعزيز القدرات العسكرية للبلاد وخصوصا شراء أسلحة بينها 18 مقاتلة رافال فرنسية، سيتم الإعلان عن مزيد من تفاصيله في مؤتمر صحافي الأحد.
ووسط تصاعد التوتر مع تركيا في شرق المتوسط، قال ميتسوتاكيس أن اليونان ستحصل على 18 طائرة رافال فرنسية وأربع فرقاطات متعددة المهام وأربع طائرات مروحية إضافة إلى تجنيد 15 ألف جندي وضخ مزيد من التمويل في قطاع صناعتها الدفاعية.
ويقضي برنامج التسلح الذي وضعته الحكومة أيضاً تحديث أربع فرقاطات أخرى وشراء أسلحة مضادة للدبابات وطوربيدات وصواريخ، حسب ميتسوتاكيس. وقال رئيس الوزراء في كلمة في مدينة تيسالونيكي: "آن أوان تعزيز القوات المسلحة (...) هذه المبادرات تشكل برنامجاً قوياً سوف يتحول إلى درع وطني"، مؤكداً أن البرنامج سيسمح بإحداث آلاف الوظائف.
وأفاد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أنه سيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول كلفة البرنامج ومشتريات الأسلحة في مؤتمر صحافي الأحد. ورحبت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي في بيان باختيار اليونان طائرات رافال. وقالت إنّ "هذا الاختيار (...) يأتي ليُعزز الصلة بين القوات المسلحة اليونانية والفرنسية، وسيسمح بتكثيف تعاونها العملياتي والاستراتيجي".
من جانب آخر، حض وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو خلال زيارة إلى لقبرص، تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير توتّرا في شرق البحر المتوسّط، داعياً جميع الأطراف إلى دعم السبل الدبلوماسيّة.
وقال بومبيو للصحافيّين في نيقوسيا السبت بعد اجتماع مع رئيس جمهوريّة قبرص نيكوس أناستاسيادس ووزير الخارجيّة نيكوس خريستودوليدس: "ما زلنا نشعر بقلق عميق من عمليّات الاستكشاف التي تقوم بها تركيا في مناطق تؤكد اليونان وقبرص أنها تخضع لسلطتها في شرق المتوسط".
وأضاف "إنّ التوتّر العسكريّ المتزايد لا يساعد أحداً سوى الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة" دول الحلف الأطلسي، مؤكدا أن الشراكة الإقليميّة "ضروريّة للغاية لأمن الطاقة الدائم".
وتصاعد التوتر بين البلدين عندما أرسلت تركيا في العاشر من آب/ أغسطس سفينة للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية إلى منطقة بحرية تطالب بها اليونان، مما دفع أثينا إلى تنظيم مناورات بحرية، بدعم من فرنسا خصوصاً.
وحذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول في خطاب بثه التلفزيون السبت من "العبث" مع أنقرة. وقال إردوغان "لا تعبث مع الشعب التركي، لا تعبث مع تركيا"، متوجها إلى ماكرون الذي وجه انتقادات حادة لأنقرة بشأن الخلاف اليوناني التركي.
وكان ماكرون وقادة دول الجنوب الأوروبي الست قد دعوا تركيا إلى وقف سياسة "المواجهة" في شرق المتوسط وهددوا أنقرة بفرض عقوبات أوروبية، إذا واصلت إنكارها لحقوق قبرص واليونان في الغاز في شرق المتوسط.
وقال ماكرون إن الحكومة التركية "تتبع سلوكاً غير مقبول" وعليها "توضيح نواياها". لكن أردوغان دعا السبت اليونان إلى "الابتعاد" عن الأعمال "الخاطئة" التي تدعمها دول مثل فرنسا التي عززت وجودها العسكري في شرق المتوسط الشهر الماضي. وقال الرئيس التركي مهاجما نظيره الفرنسي بشكل مباشر للمرة الأولى وبالاسم سيد "ماكرون لم تنتهِ من المشاكل معي".
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاهد إنسانية مؤثرة على الحدود اليونانية التركية..هروب إلى المجهول
آلاف اللاجئين يتزاحمون على الحدود اليونانية-التركية بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سماح بلاده للمهاجرين بالعبور تجاه أوروبا. مأساة اللاجئين على أبواب أوروبا، في صور.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
عبور في حضن أب لاجئ
أب يعبر من تركيا إلى اليونان، ويبدو محتضنا فلذة كبده، في مشهد مؤثر ويختزل الوضع الإنساني المرير الذي يعانيه آلاف اللاجئين الهاربين نحو المجهول بين حدود تركيا واليونان.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
السياج الحدودي يحول دون عبور اللاجئين
يستمر تدفق المهاجرين منذ أيام إلى الحدود اليونانية-التركية في ظل أجواء شديدة البرودة. الكثير منهم لا يحملون سوى أمتعة خفيفة و القليل من الزاد. و رغم انهم جاءوا متمنين حدوداً مفتوحة، وجدوا فى إنتظارهم أسلاكاً شائكة وغازاً مسيلاً للدموع.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Balci
الأعداد في تزايد مستمر
رغم الأعداد المهولة تظل الحدود مغلقة في وجوههم. ففي المعبر الحدودي بازاركول يحتشد وفقاً لمنظمة الهجرة العالمية قرابة ثلاثة عشر ألف مهاجر، بينهم عائلات و أطفال. و كان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو غرد عبر حسابه الرسمى على تويتر بأن قرابة ثمانية وسبعين الفاً في طريقهم إلى مدينة أدرنة الواقعة على الحدود التركية مع اليونان و بلغاريا.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Balci
قنابل الغاز في مواجهة النازحين
يخيم التوتر على الوضع في المنطقة الحدودية في ظل تصاعد الإشتباكات بين المهاجرين وشرطة الحدود اليونانية في الأيام الماضية، حيث حاولت عناصر الأمن السيطرة على الوضع باستخدام الغاز المسيل للدموع و رذاذ الفلفل، فكان رد بعض المهاجرين إلقاء الحجارة باتجاه أفراد الشرطة.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
مخاطر على نهر ايفروس الحدودي
حاولت أم سورية و ابنتها عبور نهر ايفروس الحدودي بين اليونان وتركيا، ولكن قبل وصولهما للشواطئ اليونانية امتلأ قاربهما بالمياه، مما أدى إلى غرق القارب وعلقهما على جزيرة صغيرة. و رغم أن المتطوعين استطاعوا إنقاذهما، إلا أن هناك الكثيرين غيرهما ممن يحاولون أن يسلكوا هذا الطريق للوصول إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Coban
إحباط محاولات العبور عن طريق نهر ايفروس
احبطت سلطات خفرالسواحل اليونانية حوالى أربعة الاف محاولة عبورغير شرعية الى شواطئها عن طريق نهر ايفروس. و قال ناطق بأسم الحكومة اليونانية فى أثينا ان هذه الإجراءات هي حماية للحدود اليونانية و الأوروبية. سلك هذا الطريق الألاف من المهاجرين في السنوات الماضية، وغرق منهم في النهر الكثيرون. و لكن رغم خطورته مازال المهاجرون يحاولون عبوره للوصول الى الاراضي اليونانية.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Coban
رئيسة المفوضية الأوروبية تزور المنطقة الحدودية
في لفتة تضامنية مع اليونان زارت رئيسة المفوضية الأوروبية ارسولا فون دير لاين منطقة اوريستيادا الواقعة على حدود اليونان وتركيا لمتابعة الوضع عن كثب. و قالت فون دير لاين إن أوروبا تشارك القلق اليوناني، حيث شددت على أن هذه الحدود ليست فقط حدوداً يونانية، بل ايضاً أوروبية.
صورة من: picture-aliance/dpa/AP/Greek Prime Minister's Office/D. Papamitsos
مفاجأة غير سارة للاجئين!
تسود حالة من التوتر بين سكان جزيرة ليسبوس اليونانية ترقباً لوصول الآلاف من المهاجرين. في الصورة: عدد من سكان الجزيرة وهم يقفون في وجه لاجئين وصولوا على متن قاربهم، في محاولة لتوجيه رسالة بإغلاق الطريق أمام المجموعات القادمة. كما أفاد صحافيون في الجزيرة أنهم يتعرضون للتهديد من قبل السكان. و يستمر الوضع في التأزم في ظل ترقب لوصول المزيد من اللاجئين في الأيام المقبلة. إعداد بينيكه ميريام/ سلمى حامد