1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةروسيا البيضاء

وسط توتر مع "الناتو".. مناورة روسية بلاروسية قرب حدود الحلف

خالد سلامة أ ف ب، د ب أ
١٢ سبتمبر ٢٠٢٥

بدأت روسيا وبيلاروسيا مناورات عسكرية واسعة رفعت حدة القلق لدى حلف "الناتو"، الذي أعلن من جانبه إطلاق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا أمام "التهور" الروسي. وبرلين وباريس تستدعيان سفيري موسكو.

مناورات زاباد المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا
تحمل المناورات اسم زاباد-2025 (غرب-2025) في إشارة إلى أنها تجرى غرب التحالف الروسي-البيلاروسي وتستمر حتى الثلاثاء، بالإضافة إلى بحر بارنتس والبحر البلطيق.صورة من: Russian Defence Ministry/AFP

باشرت روسياوحليفتها الكبيرة بيلاروسيا الجمعة (12 أيلول/سبتمبر 2025) تدريبات عسكرية مشتركة واسعة تثير قلق دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أيام قليلة على انتهاك مسيرات قالت وارسو إنها روسية، المجال الجوي البولندي.

وتجرى هذه التدريبات فيما يحرز الجيش الروسي تقدماً على الجبهة الأوكرانية ويكثف هجماته الجوية على مدن أوكرانيا بعد ثلاث سنوات ونصف سنة على بدء غزوه لهذا البلد المجاور.

ووفقاً لوزارة الدفاع الروسية، تشمل هذه التدريبات عمليات تتعلق بإدارة الوحدات العسكرية "في إطار الرد على أي عدوان" وتوجيه القوات إلى "استعادة وحدة وسلامة أراضي" روسيا و بيلاروسيا .

وتحمل المناورات اسم زاباد-2025 (غرب-2025) في إشارة إلى أنها تجرى غرب التحالف الروسي-البيلاروسي وتستمر حتى الثلاثاء، بالإضافة إلى بحر بارنتس والبحر البلطيق.

وأظهرت فيديوهات نشرتها وزارة الدفاع معدات عسكرية ثقيلة مثل المدرعات والمروحيات والسفن المشاركة في التدريبات.

وأعربت بولندا وليتوانيا ولاتفيا الأعضاء في الناتو والمجاورة لبيلاروسيا عن استيائها من هذه التدريبات المقامة قرب حدودها. وعززت الدول الثلاث التدابير الأمنية وفرضت قيوداً على الملاحة الجوية في بعض المناطق فيما أمرت وارسو بإغلاق تام لحدودها مع بيلاروسيا خلال التدريبات.

الكرملين يرفض مخاوف جيران روسيا

واعتبر وزير الخارجية البيلاروسي ماكسيم ريجينكوف الجمعة أن "ما تقوم به بولندا اليوم موجه في المقام الأول ضد نفسها"، بينما طلبت موسكو الخميس من وارسو "إعادة النظر بالقرار المتخذ (بإغلاق الحدود) في أسرع وقت" منددة ب "إجراءات مواجهة".

ورفضت روسيا المخاوف الغربية من هذه المناورات، إذ أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنها "مناورة مخطط لها ولا تستهدف أحداً".

ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" عن بيسكوف قوله، إنه في الظروف العادية كانت الدول المجاورة تقوم ببساطة بمراقبة المناورات العسكرية لبعضها البعض. وأضاف: "لكن أوروبا الغربية تتخذ الآن موقفا عدائيا تجاهنا، وهذا يؤدي إلى عبء عاطفي يقع على كاهل هذه البلدان". وقال المتحدث باسم الكرملين، إنه لم يسبق لروسيا أن هددت دولا أخرى أبدا.

"استفزازات"

وأعلنت وارسو أنها تتوقع حصول "استفزازات" خلال هذه التدريبات، حسبما صرّح الجمعة وزير التنسيق مع أجهزة الاستخبارات البولندية توماش سيمونياك.

وبحسب نائب وزير الدفاع البولندي تشيزاري تومشيك، يتوقع أن يكون حوالى 40 ألف جندي موجوداً على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا خلال هذه المناورات.

وتخطط بولندا ودول أخرى من حلف الناتو لتنظيم تدريبات عسكرية استراتيجية خاصة بها في الأيام المقبلة.

وأثار توغل حوالى عشرين مسيرة ليل الثلاثاء الأربعاء في المجال الجوي البولندي والذي اعتبرته وارسو وحلفاؤها متعمداً في حين نفت موسكو ذلك، غضبا في بولندا ووصفته الدول الغربية بأنه استفزاز. واستعانت وارسو بطائراتها وتلك العائدة إلى دول حلف شمال الاطلسي لإسقاط المسيرات.

ورأى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن ما حصل كان الأقرب "إلى نزاع مفتوح" منذ الحرب العالمية الثانية.

وتنظم مناورات زاباد كل أربع سنوات عادة. ونسخة العام 2025 هي الأولى منذ بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وشارك في تدريبات العام 2021 نحو 200 ألف جندي روسي قبل أشهر من بدء الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا.

قبيل بدء المناورات، أعلنت روسيا فجراً أنها أسقطت خلال الليلة الماضية 221 مسيّرة أوكرانية في واحدة من أوسع الهجمات التي يشنها الجيش الأوكراني منذ بدء النزاع.صورة من: Russian Defense Ministry Press Service/AP Photo/picture alliance

ويتوقع أن يكون حجم المناورات أقل هذه المرة إذ ان مئات آلاف الجنود الروس منتشرون في اوكرانيا.

"تدريب فعلي على القتال"

وأكدت بيلاروسيا في كانون الثاني/يناير أن 13 ألفاً من جنودها سيشاركون في المناورات لكنها عادت لتشير في أيار/مايو إلى مشاركة نصف هذا العدد.

وقال دونالد توسك أن المناورات تهدف إلى محاكاة احتلال ممر سوالكي الممتد على طول الحدود بين بولندا وليتوانيا مع جيب كالينيغراد الروسي غرباً وبيلاروسيا شرقاً. وغالباً ما يعتبر هذا الممر نقطة ضعف للناتو وقد يكون الهدف الأول لهجوم روسي محتمل.

وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن هذه المخاوف "سخيفة".

ويرى الكسندر خرامتشيخين المحلل العسكري ومقره في موسكو أن مناورات زاباد "مجرد عرض" من دون أي مغزى فعلي.

أما فاسيل كاشين المحلل لدى المجلس الروسي للشؤون الدولية المرتبط بالكرملين فيعتبر أن المناورات "هي استعراض (قوة) وتدريب فعلي على القتال".

على الجبهة الأوكرانية، أسفرت الضربات الروسية صباح الجمعة في منطقة سومي بشمال شرق البلاد عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين، وفقاً للسلطات الأوكرانية.

وقبيل بدء المناورات، أعلنت روسيا فجراً أنها أسقطت خلال الليلة الماضية 221 مسيّرة أوكرانية في واحدة من أوسع الهجمات التي يشنها الجيش الأوكراني منذ بدء النزاع.

حلف الناتو يطلق عملية "الحارس الشرقي"

 قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته اليوم الجمعة إن الحلف سيطلق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا، مضيفا أن التهور الروسي في الأجواء تتزايد وتيرته.

وأوضح أن عملية "الحارس الشرقي" سيشمل مجموعة من أصول دول أعضاء بالحلف، من بينها الدنمرك وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى.

وأمس أعلنت الحكومة الألمانية تعزيز مشاركة الجيش الألماني في حماية الجناح الشرقي للناتو، حيث جرى تخصيص أربع مقاتلات من طراز "يوروفايتر" بدلاً من اثنتين تعملان حتى الآن في مهمة مراقبة الأجواء فوق بولندا انطلاقاً من قاعدة روستوك-لاغه، كما مددت ألمانيا فترة المهمة بشكل مبدئي حتى نهاية العام.

من جانبها أعلنت فرنسا أنها سترسل ثلاث مقاتلات من طراز "رافال" لحماية الأجواء البولندية والجناح الشرقي للناتو، إلى جانب إرسال أفراد وذخيرة لتعزيز القدرات هناك.

برلين وباريس تستدعيان سفيري روسيا

وفي سياق متصل استدعت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الجمعة السفير الروسي لدى برلين على خلفية الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي البولندي .

وفي منشور على منصة "إكس"، بررت الخارجية الألمانية هذه الخطوة بأن تصرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "خطير" و"لا يمكن قبوله". وأكدت أن "حلف شمال الأطلسي يقف موحدا للدفاع عن أراضي الحلف وعن أمننا".

وتعد خطوة استدعاء السفير إجراء دبلوماسيا صارما للإعراب عن الاحتجاج.

وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد صرح أول أمس الأربعاء بأنه لا يرى في انتهاك الأجواء البولندية مجرد سهو، بل إنه "تهديد خطير  للسلام في كل ربوع أوروبا". وأضاف أن ما يحدث يمثل "نوعية جديدة من الهجمات التي نشهدها من روسيا".

ورداً على ذلك، عززت الحكومة الألمانية مشاركة الجيش الألماني في حماية الجناح الشرقي للناتو، حيث جرى تخصيص أربع مقاتلات من طراز "يوروفايتر" بدلاً من اثنتين تعملان حتى الآن في مهمة مراقبة الأجواء فوق بولندا انطلاقاً من قاعدة روستوك-لاغه، كما مددت ألمانيا فترة المهمة بشكل مبدئي حتى نهاية العام.

واستدعت فرنسا بدورها السفير الروسي في باريس، وفي تصريحات لإذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية، قال وزير الخارجية بالإنابة جان-نويل بارو: "سنقول له إننا لن نسمح بترهيبنا". وأضاف بارو أنه يتعين على روسيا أن تتوقف عن اختبار صبر الناتو وحلفائه.

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW