وسط سجال سعودي قطري أكثر من مليوني حاج يتدفقون على مكة
١٨ أغسطس ٢٠١٨
انطلقت مناسك الحج هذا العام في أجواء خيم عليها الخلاف السعودي القطري. فقد اتهمت الدوحة الرياض بمنع مواطنيها من أداء الحج، الأمر الذي نفته الأخيرة. السعودية أعلنت أن عدد حجاج هذا العام تجاوز مليوني حاج.
إعلان
مليونا مسلم في مكة يؤدون مناسك الحج
01:07
أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، اليوم السبت (18 آب/ أغسطس 2018)، أن عدد حجاج بيت الله الحرام لهذا العام تجاوز مليوني حاج. وقال في مؤتمر صحفي للأمن العام والجهات المشاركة في الحج، إن عدد حجاج الداخل لهذا العام قدر بـ240 ألف حاج من المواطنين والمقيمين.
وأضاف اللواء التركي أن المهمة تقتضي في الثامن من ذي الحجة (يوم غد الأحد) تمكين أكثر من مليوني حاج للتحرك من مكة المكرمة إلى منى، والتوجه في التاسع إلى مشعر عرفات للوقوف بعرفة ، ثم النفرة إلى مزدلفة والعودة إلى مشعر منى. وتستغرق تلك العملية حوالي 48 ساعة من فجر اليوم الثامن حتى فجر اليوم العاشر.
يأتي هذا في وقت ارتفعت فيه حدة السجال بين قطر والسعودية حول الحج هذا العام. فقد اتهمت الدوحة الرياض بمنع القطريين من الحج هذا العام، وهو أمر نفته الأخيرة.
وعلى الرغم من أن نظام الحصص يجعل من حق 1200 قطري أداء الحج فإن قطر تقول إن استخراج التصاريح أصبح من المستحيل، ملقية باللوم على قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع الروابط التجارية والدبلوماسية مع الدوحة.
وقال عبد الله الكعبي من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، التي تديرها الدولة، إن السعودية أغلقت نظاما إلكترونيا تستخدمه وكالات السفر للحصول على تصاريح من أجل الحجاج القطريين. وأضاف لرويترز "ليس أمام مواطني قطر وسكانها أي فرصة هذا العام للسفر لأداء الحج... مازال إغلاق تسجيل الحجاج من دولة قطر مستمرا ولا يستطيع سكانها الحصول على تأشيرات لعدم وجود بعثات دبلوماسية".
بيد أن مسؤولا سعوديا قال إن قطر حجبت عددا من روابط التسجيل المخصصة لحجاجها. كما اتهمت السعودية الحكومة القطرية باستغلال الحج لأهداف سياسية. وقال مسؤول سعودي، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الرياض "ترفض بأي شكل من الأشكال تسييس الحج، أو إقحام الخلافات السياسية" في الحج.
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)
الحج.. حوادث مأساوية تمتد تبعاتها إلى السياسة
الحوادث الكثيرة التي حصلت في مواسم الحج السابقة بين تدافعات وانهيارات وحرائق وأعمال عنف، والخلافات الناتجة بسببها، جعلت هذه الشعيرة الإسلامية تصبح ورقة سياسية في الخلافات بين السعودية وبعض الدول.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة منى في 2015
حادثة التدافع المأساوية في منى في شهر أيلول/سبتمبر عام 2015 التي أودت بحياة نحو 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً، فتحت باب الانتقادات الحادة الموجهة للسعودية مجدداً، وخاصة من إيران التي اتهمتها بعدم القدرة على تنظيم الحج، وتلاه أزمة دبلوماسية بين البلدين نتج عنها انقطاع الإيرانيين عن موسم الحج في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة سقوط الرافعة
وماعدا حوادث التدافع، أودت حوادث الانهيارات وسقوط الرافعات أيضاً بحياة الحجاج، لعل آخرها كانت حادثة انهيار إحدى الرافعات في مشروع توسعة المسجد الحرام في 11 أيلول سبتمبر من العام 2015، والتي خلفت أكثر من مئة قتيل ومئتي جريح.
صورة من: picture alliance/dpa/N. Mounzer
انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في 2006
ومن الحوادث المأساوية انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في مكة المكرمة في بداية العام 2006 أودى بحياة 76 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرائق أحياناً تودي بحياة الحجاج
وتسببت بعض الحرائق أيضاً بفقدان الحجاج لحياتهم، ففي نيسان/أبريل من عام 1997، اندلع حريق كبير في إحدى مخيمات الحجاج أودى بحياة أكثر من 300 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
حادثة نفق منى في 1990
حدث تدافع كبير في نفق منى جنوب مكة في تموز/يوليو 1990 إثر عطل في نظام التهوية، وأسفر عن مقتل 1426 حاجا اختناقاً، وكان معظم الضحايا من الماليزيين والاندونيسيين والباكستانيين.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إيران تدعو لتدويل الحج
الحوادث التي حصلت في الحرم المكي كانت منطلقاً لبعض الدول والأطراف للدعوة إلى تدويل الحج. وكانت إيران أولها، إذ تتكرر دعواتها منذ حادثة 1987 إلى تدويل الحرمين المقدسين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Biber
بداية الأزمة مع إيران
وتعود جذور الأزمة بين البلدين إلى تموز/يوليو عام 1987، عندما خرج الحجاج الإيرانيون في مظاهرة "البراءة من المشركين" رافعين فيها شعارات مؤيدة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني. والتي وقع فيها نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الأمن السعودية 402 قتيلا، بينهم 275 إيرانياً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القذافي كان يدعو لـ"فاتيكان إسلامي"
وليست إيران وحدها من دعا لتدويل الحج، فقد طالب معمر القذافي سابقاً بإيجاد ما يمكن أن يطلق عليه "فاتيكان إسلامي" في مكة والمدينة بحيث يتم وضع الأراضي الإسلامية المقدسة في الأراضي الحجازية تحت وصاية هيئة إسلامية تكون هي المشرفة والوصية على البقاع المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السعودية تعتبر دعوات التدويل إعلان حرب
وعاد الحديث عن هذه الدعوات إلى المقدمة حديثاً مع إعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن "تدويل المشاعر المقدسة عمل عدواني وإعلان حرب ضد المملكة". في إشارة إلى قطر. إلا أن قطر تنفي الموضوع برمته وتتهم السعودية بمحاولة تسييس الحج.