وسط ضغوط دولية .. ترامب ونتنياهو يبحثان خطة سلام في غزة
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥
يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين (29 أغسطس/ آب 2025) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في لقاء يُتوقع أن يكون مفصليًا في مسار الحرب على غزة، وذلك بعد اعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطينية، وهو ما وصفه نتنياهو بـ"القرار المشين".
نتنياهو، الذي يواجه عزلة دولية وضغوطًا داخلية متزايدة، يسعى لتعزيز علاقات إسرائيل مع واشنطن، خاصة بعد انسحاب وفود من الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء خطابه الأخير.
وفي وقت سابق من أمس الأحد، قال ترامب إنه يأمل في وضع اللمسات الأخيرة على مقترح خطة السلام في غزة في اجتماع اليوم الاثنين مع نتنياهو.
ترامب: اتفاق يهدف لما هو أبعد من غزة
وفي منشور على شبكته "تروث سوشال"، كتب ترامب:أمس الأحد: "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق شيء عظيم في الشرق الأوسط… الجميع مستعد لشيء لافت، إنها سابقة. وسنحقق ذلك".
ونقلت وكالة رويترز اليوم الاثنين عن ترامب قوله، في مقابلة عبر الهاتف: "نتلقى ردا إيجابيا للغاية لأن بيبي (نتنياهو) يريد إبرام الاتفاق أيضا. الجميع يريد إبرام الاتفاق".
وأشاد ترامب بقادة السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر لمساعدتهم، وقال إن الاتفاق يهدف إلى الذهاب لما هو أبعد من غزة وإلى إبرام سلام أوسع في الشرق الأوسط. وأضاف "الأمر يسمَى السلام في الشرق الأوسط، أي أنه يتجاوز غزة. غزة جزء منه، لكنه السلام في الشرق الأوسط".
وتم توزيع خطة سلام مكونة من 21 نقطة على عدد من الدول العربية والإسلامية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي.
تفاصيل بشأن الاتفاق
وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الاتفاق يدعو إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وتسليم رفات الموتى منهم، وعدم شن المزيد من الهجمات الإسرائيلية على قطر، وإجراء حوار جديد بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل "التعايش السلمي".
ووفقًا لما كتبه على موقوع إكس، الصحفي باراك رافيد بموقع "أكسيوس" أمس الأحد نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل "قريبتان جدًا" من التوصل إلى اتفاق بشأن خطة ترامب، بعد محادثات بين المبعوث ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر ترامب ونتنياهو. لكن لا تزال موافقة حركة حماس مطلوبة.
ترامب .. دعم ثابت لا يخلو من معارضة
وهذه الزيارة الرابعة التي يجريها نتنياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير. ومن المقرر بأن يعقدا مؤتمرا صحافي مشتركا الاثنين عند الساعة 17,15 ت غ.
ويواصل نتنياهو التشبّث بمواقفه الحازمة، لكنه يواجه عزلة دولية وتظاهرات في إسرائيل تدعوه لوقف الحرب وإعادة الرهائن. ويؤكد خبراء أنه لا يستطيع تحمل تبعات إزعاج حليفه الرئيسي الوحيد.
وخلال الأشهر التسعة الماضية، لم يهتز دعم ترامب الثابت لإسرائيل، لكن الأخير أبدى معارضة لضم الضفة الغربية، محذرًا من أن ذلك قد يهدد اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها إدارته سابقًا. وقال ترامب الخميس: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لا، لن أسمح بذلك. هذا لن يحدث".
وردا على سؤال عما إذا كان هناك الآن اتفاق مقبول للسلام في غزة، قال مسؤول إسرائيلي كبير إنه "من السابق لأوانه معرفة" ما إذا كان هناك اتفاق مقبول للسلام في غزة، مشيرًا إلى أن نتنياهو سيقدم رد إسرائيل على المقترح خلال لقائه مع ترامب.
نتنياهو واقع تحت ضغوط
ووفقا لاستطلاعات الرأي العام، يتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة من عائلات الرهائن ومن عموم الشعب الإسرائيلي الذي أنهكته الحرب.
حضّت عائلات الرهائن الإسرائيليين الرئيس ترامب على التمسك بالاتفاق الذي اقترحه لإنهاء الحرب في غزة، وذلك قبيل لقائه المقرر الإثنين مع نتنياهو.
وجاء في رسالة مفتوحة وجّهها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى ترامب "نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه. المخاطر كبيرة جدا، وعائلاتنا انتظرت طويلا، ولا نحتمل أي تدخل يعرقل هذا التقدم".
حصيلة الحرب: آلاف القتلى والرهائن
الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، لا يزال 47 منهم في غزة، بينهم 25 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وردًا على ذلك، شنت إسرائيل حملة عسكرية عنيفة أسفرت عن مقتل 66005 شخصًا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في حكومة حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
تحرير: حسن زنيند