خشية تفاقم الوضع.. الصحة العالمية تدعم الجرعات التنشيطية
٣٠ أغسطس ٢٠٢١
قالت منظمة الصحة العالمية إن جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات كورونا وسيلة لحماية الأكثر عرضة للخطر و"ليست رفاهية"، معربة عن خشيتها من تفاقم أعداد الوفيات بشكل كبير في مختلف أرجاء العالم خلال الأسابيع المقبلة.
إعلان
أكدت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين (30 أغسطس/ آب 2021) أهمية أخذ الجرعات التنشيطية كوسيلة لحماية الأكثر عرضة لخطر كورونا، مشيرة إلى أن الأمر "ليس رفاهية". وكانت المنظمة قد قالت هذا الشهر إن البيانات لا تشير إلى حاجة ماسة لجرعات تنشيطية إضافية وإن منح المزيد من الجرعات لمن تلقوا لقاحات بالفعل سيزيد من عدم المساواة الكبيرة أصلا بين الدول الغنية والفقيرة فيما يتعلق بالحماية من المرض.
لكن هانز كلوغه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا قال في إفادة صحفية "جرعة ثالثة تنشيطية من اللقاحات ليست رفاهية وليست مأخوذة من شخص آخر لا يزال ينتظر جرعته الأولى. إنها بالأساس وسيلة للحفاظ على حماية الأكثر عرضة للخطر من المرض". وأضاف: "علينا أن نتوخى الحذر بعض الشيء فيما يتعلق بالجرعة التنشيطية لأنه لا توجد أدلة كافية حتى الآن. لكن المزيد من الدراسات تظهر أن جرعة ثالثة تحافظ على سلامة الأشخاص المعرضين للخطر وهذا ما يحدث في الكثير من البلدان في منطقتنا".
وحث كلوغه الدول الأوروبية التي لديها فائض من اللقاحات على مشاركتها مع الدول الأخرى خاصة بلدان أوروبا الشرقية وأفريقيا. وذكر كلوغه أنه يعتبر زيادة معدلات العدوى بكوفيد-19 في أنحاء أوروبا على مدى الأسبوعين المنصرمين إضافة إلى انخفاض معدلات التطعيم في بعض الدول أمرا "مقلقا للغاية".
الصحة العالمية تخشى المزيد من الوفيات
في سياق متصل، أعربت المنظمة عن خشيتها من أن يودي كوفيد بحياة 236 ألف شخص آخر في غضون شهرين، معربة عن قلقها حيال ركود معدّلات التطعيم والعدد المنخفض للملقّحين في الدول الأفقر. واستطرد كلوغه موضحا "ارتفع عدد الوفيات بنسبة 11 في المئة في المنطقة الأسبوع الماضي. ويشير توقع يمكن الوثوق به إلى احتمال وفاة 236 ألف شخص في أوروبا بحلول الأول من كانون الأول/ ديسمبر".
وسجّلت أوروبا نحو مليون و300 ألف وفاة بكوفيد حتى الآن. ومن بين 53 دولة مصنّفة ضمن فرع منظمة الصحة العالمية في أوروبا، سجّلت 33 دولة معدّل إصابات أعلى من 10 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين. وأشار كلوغه إلى أن معدلات انتقال العدوى بالفيروس المرتفعة في القارة "مقلقة للغاية، خصوصا في ضوء العدد المنخفض في ما يتعلق بأخذ اللقاحات في أوساط الفئات السكانية ذات الأولوية في هذا الصدد في عدد من الدول".
وأرجع ازدياد انتقال العدوى إلى تفشي المتحورة دلتا الأكثر عدوى و"التخفيف المبالغ فيه" للقيود والإجراءات إضافة إلى ازدياد السفر خلال الصيف. ولفت إلى أنه فيما تلقى نحو نصف سكان أوروبا كامل جرعات اللقاحات، تراجعت وتيرة التطعيم في المنطقة.
وأفاد: "تراجعت (الوتيرة) خلال الأسابيع الستة الماضية بنسبة 14 في المئة، متأثرة بنقص القدرة على الوصول إلى اللقاحات في بعض الدول وغياب قبول اللقاحات في أخرى". ولم يتلق كامل الجرعات سوى ستة في المئة من سكان الدول ذات الدخل المنخفض والمنخفض إلى المتوسط في أوروبا، بينما لم تتمكن بعض الدول من تطعيم سوى موظف صحي واحد من كل عشرة. وقال كلوغه إن "الركود في تلقي اللقاحات في منطقتنا يمثّل مصدر قلق جدي"، داعيا الدول إلى "زيادة الإنتاج ومشاركة الجرعات وتحسين الوصول" إليها.
ح.ز/ ع.م.غ / (أ.ف.ب / رويترز)
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م