1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وصفة نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا

٤ سبتمبر ٢٠١٩

حزب البديل من أجل ألمانيا يواصل التوسع بالنظر إلى نتيجة الانتخابات المحلية في ولايتي ساكسونيا وبراندنبورغ. نظرة في مشاريع حزب البديل وأخطاء الأحزاب الأخرى.

Deutschland Symbolbild AfD
صورة من: Getty Images/R. Hartmann

الضيوف المائة المشاركون في الحفل الانتخابي لحزب البديل من أجل ألمانيا في براندنبورغ احتفلوا بالنتيجة التي تجاوزت 20 في المائة، وهللوا أمام كاميرات التلفزة عندما ظهرت النتائج الأولية في الساعة السادسة عبر الشاشة الكبيرة. واقتصر الحفل على بعض المأكولات الخفيفة ولم تُفتح قنينات النبيذ الغالية، لأن حزب البديل بزعامة أندرياس كالبيتس لم يتألق كأقوى حزب، بل ثاني قوة حزبية بـ 23.5 في المائة من الأصوات. ففي براندنبورغ الولاية الأصلية للاشتراكيين الديمقراطيين في شرق ألمانيا يبقى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السلطة.

وفي ساكسونيا انتصر الحزب المسيحي الديمقراطي ودافع بذلك عن ولاية المسيحيين الديمقراطيين في الشرق. واحتل حزب البديل من أجل ألمانيا بزعامة يورغ أوربان المرتبة الثانية بـ 27.5 في المائة. ونقل  حفله الانتخابي على متن سفينة في نهر إلبه بدون احتكاك مع الصحافة. ويمكن التكهن بخيبة الأمل. إذ كان من المرجو أن تصبح ساكسونيا ولاية جديدة يحكمها حزب البديل. وهنا نجح الحزب في 2014 لأول مرة في تحقيق قفزة إلى داخل برلمان الولاية. وبعض استطلاعات الرأي أثارت الأمل بالنسبة إلى حزب البديل في شغل المرتبة الأولى.

ولا يوجد جواب بسيط على دوافع الناخبين، لأن عددهم كبير وهم مختلفون، لكن توجد نقاط تشابه. فحزب البديل من أجل ألمانيا لم يتم انتخابه بنسبة عالية من طرف المتقاعدين أو الشباب، بل من طرف المجموعات العمرية المتوسطة ولاسيما من قبل الرجال.

صناعة الفحم الحجري يراد لها أن تنتهي في 2038 لإزالة هذا النوع من المفاعلاتصورة من: picture-alliance/Andreas Frank

من ينتخب حزب البديل من أجل ألمانيا؟

تمثل منطقة لاوزيتس في شرق ساكسونيا وجنوب براندنبورغ معقلاً لحزب البديل من أجل ألمانيا،  فالنسب وصلت هناك إلى 30 أو أكثر في المائة وتمكن مرشحو حزب البديل من الفوز على المرشحين الآخرين في انتخابات مباشرة. ومنطقة لاوزيتس تخضع لتحول قوي في البنية التحتية، إذ يُعتبر هذا التحول الثاني بعد انهيار اقتصاد ألمانيا الديمقراطية سابقا في 1989. وهناك من المبرمج أن تختفي صناعة المناجم، الصناعة الكبيرة الوحيدة المتبقية. كما أن لاوزيتس منطقة ضعيفة من حيث البنى التحتية، وتوصل خبراء استطلاعات الرأي إلى أن الناس من المناطق الضعيفة من حيث البنية التحتية ينتخبون غالبا حزب البديل من أجل ألمانيا.

وحددت ساكسونيا وبراندنبورغ طوال سنوات في مخططات التنمية المناطق التي سيتم الاستثمار فيها والأخرى التي لا ينفع فيها الاستثمار في شيء. وهذه السياسة نرى معالمها في القرى المهجورة جزئيا مثلا على الحدود البولندية ـ معقل حزب البديل الآخر ـ: طرق متآكلة وإنارة قديمة ولا توجد محلات تجارية وقلما يوجد أطفال. وهنا يشعر الكثيرون بأن الحكام تخلوا عنهم. والناس هناك كانت لهم فرص ضئيلة لجني الرفاهية وظلوا هم الخاسرين في عملية التحول بعد انهيار ألمانيا الديمقراطية سابقا في 1989.

وتباهت الحكومة في ساكسونيا بساكسونيا مزدهرة ـ وفي كثير من القرى كان الوضع فاترا. وعندما قدم اللاجئون وبدأت البلاد تعتني بهم لم يستوعب الكثيرون الوضع، إذ لم يهتم أحد بهم بالرغم من أنهم يعيشون منذ فترة طويلة هناك. وهذه المواقف تم التعبير عنها بين 2015 و 2016 في ذروة أزمة اللجوء. ونسمع هذه الجمل عندما نتحدث إلى الناس في الشارع.

بسبب الاحتجاج والقناعة

وسكان ساكسونيا تصفهم عضوة البرلمان من حزب الخضر، أنكه هرميناو في كتابها الصادر لتوه "كيف يرى الساكسونيون العالم" بأنهم أشخاص يهتمون بأن "تسير عجلة الاقتصاد". وفي انتخابات سابقة حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على أصوات احتجاجية، لأن الركود كان سيد الموقف، كما تقول هرميناو. والناخبون المحتجون تحولوا في الأثناء إلى ناخبين مقتنعين من حزب البديل وبرنامجه.

وفي ساكسونيا يبقى حزب البديل منذ سنوات حاضرا بقوة وظل في نبرته معتدلا بالمقارنة مع تنظيمات أخرى. كما يوجد في قيادة الحزب الكثيرون الذين وُلدوا في الشرق. وفي شرق ألمانيا حيث يشعر البعض بأنه مواطن من الدرجة الثانية، لأن بعض الأجور ونسب التقاعد تبقى أقل من المستوى السائد في الغرب يكون هذا مناسبا. وبعض مناصب السلطة الحاسمة في الإدارة والسياسة مازال يشغلها ألمان غربيون.

وحزب البديل ـ لاسيما في براندنبورغ ـ اهتم في الحملة الانتخابية بموضوع الشرق وناشد مشاعر التهميش، إذ أن شعار مواطن الدرجة الثانية رُفع بقوة. وهذه العبارة الأساسية أدرجها حزب اليسار قبل سنوات، وحزب البديل استغل هذا ودعا إلى الانتفاضة.

مبادرة حملة انتخابية من حزب البديل في ولاية براندنبورغصورة من: DW/K-A. Scholz

لماذا المراهنة على "ورقة الشرق" ليست خطيرة

واستغلت قيادة حزب البديل على المستوى الاتحادي النتائج الانتخابية للحصول على ملصق جديد. وزعيم الحزب المشرف على الثمانين من عمره، ألكسندر غاولاند يعتبر أن حزب البديل من أجل ألمانيا ـ على الأقل في براندنبورغ ـ هو "حزب المعارضة المدني الوحيد"، لأن الحزب المسيحي الديمقراطي هناك تهمش بحصوله على 15 في المائة ولم ينجح الليبراليون في ولوج البرلمان المحلي. ووراء ذلك توجد حسابات: فحزب البديل يريد التخلص من سمعة حزب الشعبويين اليمينيين واليمينيين المتطرفين، لأنه فقط بهذا الأسلوب سيتم أيضا انتخاب حزب البديل في غرب ألمانيا من أشخاص أكثر. فالشرق يجب أن تهب منه رياح نمو الأصوات في الغرب. إلا أن هذه الديناميكية المنشودة تؤجج الخلاف داخليا. فحزب البديل في الشرق سيرفع حق المشاركة أكثر داخل الحزب على المستوى الاتحادي، إذ تظهر بوادر نزاع شرقي غربي. ونائب رئيس الحزب هو الألماني الغربي يورغ مويتنن وقد اعتبر في مؤتمر صحفي أنه ليس هناك حاجة إلى تغييرات كبيرة أي تعيين ممثلين جدد من الشرق في الرئاسة. فيما يعتبر غاولاند أن هذه الاستحقاقات شرعية وترك بالتالي الباب مفتوحا للمنافسة. كما أنه المح إلى انه لا يعتزم الترشح كرئيس للحزب، إذا ما وُجد خلف مناسب. ويوجد منذ الآن مرشح غير رسمي هو تينو شروبالا من منطقة لاوزيتس. لكن كل شيء مازال مفتوحا.

موضوعات تحرك المواطنين

رؤساء الوزراء القدامى والجدد في ساكسونيا ميشاييل كريتشمير وفي براندنبورغ ديتمار فويدكه قالا في المساء الانتخابي بأنه من المهم التحدث مع المواطنين حول مشاكلهم. وبدا هذا التصريح كأنه اعتراف بالذنب. والذئاب والطواحين الهوائية هي جزء من هذه المشاكل. وحتى لو أن بعض البلديات اتخذت قرارا ضد الطواحين الهوائية المقامة بالقرب من القرى، فإن الحكومة في براندنبورغ هي صاحبة الكلمة الأخيرة. والنتيجة هي أن الكثير من سكان القرى يجابهون الطواحين الهوائية على حدود ممتلكاتهم. وحتى الذئاب تثير حفيظة الكثيرين لاسيما المزارعين. ففي الوقت الذي تحدث فيه سياسيون عن حماية الذئاب، أرغم فيه المزارعون على تحصين ماشيتهم من الغنم والمعز ـ وبالرغم من ذلك افترست الذئاب الكثير من الماشية. ويوجد في الأثناء في بعض القرى "حرس الذئاب" لمراقبة قطعان الماشية. وهذه الموضوعات تناولها حزب البديل في كثير من مناسبات الحملة الانتخابية واستمع إلى المواطنين ووعد بتقديم المساعدة.

شولتس كاي ألكسندر/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW