وصفة نجاح مونشنغلادباخ أمام العملاق البافاري
٧ ديسمبر ٢٠١٥ خطف فريق مونشنغلادباخ الألماني الأضواء في مسابقة الدوري الألماني لكرة القدم نهاية الأسبوع الماضي بكونه أول فريق يلحق الهزيمة بالعملاق البافاري، فريق بايرن ميونيخ في "بونديسليغا" هذا الموسم، وذلك في المرحلة 15 من الدوري الألماني لكرة القدم.
ونجح مونشنغلادباخ الملقب بـ "المهور" في ما عجزت عنه أندية أخرى كبيرة مثل دورتموند وشالكه وفولفسبورغ التي استلمت من قبل أمام العملاق البافاري. فما هو سر نجاح مونشنغلادباخ في التفوق على بايرن ميونيخ وما هي وصفة المدرب اندريه شوبيرت السحرية التي فكت شفرة المدرب بيب غوارديولا؟
أكد شوبيرت في حوار مع قناة سكاي الرياضية الألمانية أن إشراك لاعبيه في النقاش حول الخطة والأسلوب الذي يعتمد عليه في المباريات هو أحد الأسباب الأساسية في تحقيق النتائج الإيجابية على غرار ما حصل أمام بايرن ميونيخ مؤخراً. وقال مدرب مونشنغلادباخ: "إذا لم يقتنع اللاعبين بالفكرة فإنهم بطبيعة الحال لن ينفذوها بقناعة، لذلك أتحاور معهم في غرفة الملابس حول الخطة ويدلي كل واحد برأيه".
وعن مباراة بايرن ميونيخ التي فاز بها "المهور" بثلاثة أهداف لواحد أضاف شوبيرت "طلبت من اللاعبين في استراحة ما بين الشوطين اللعب بسرعة أكثر في منطقتنا وعدم الاقتصار على مراقبة الخصم وهو يمرر الكرات بين لاعبيه وإنما الضغط عليه أيضاً" وهو ما أتى أكله، حيث سجل غلادباخ ثلاثة أهداف في الشوط الثاني حملت توقيع كل من وينديت ولارسفي الدقيقة 54 وستيندل في الدقيقة 66 وجونسون في الدقيقة 68.
الفوز على بايرن تأكيد على قوة غلادباخ
فوز مونشنغلادباخ على العملاق البافاري وإن اعتبره البعض مفاجئاً بالنظر لقوة كتيبة غوارديولا هذا الموسم التي تحصد الأخضر واليابس سواء في الدوري الألماني أو دوري الأبطال، فإنه يبقى أيضاً فوزاً منطقياً يؤكد الصحوة الكبيرة التي يمر بها فريق المهور في الأسابيع الأخيرة. فمنذ تسلم المدرب المساعد شوبيرت مهمة الإشراف على مونشنغلادباخ بعد استقالة المدرب لوسيان فافر في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي تغير مسار الفريق وتمكن من الانتقال من المركز الأخير إلى المركز الثالث.
شوبيرت أدخل روح المغامرة في الفريق ودفعه إلى الانبعاث من جديد وهو ما جعله يحقق معه ست انتصارات متتالية ثم تعادلين وفوزين آخرها الانتصار على المتصدر بايرن ميونيخ. وبذلك دخل شوبيرت تاريخ مونشنغلادباخ من بابه الواسع باعتباره أول مدرب يوقع على مثل هذه الانطلاقة الجيدة في تاريخ النادي.
من مدرب مغمور إلى قاهر غوارديولا
وبعد هذه النتائج المبهرة لم يكن مفاجئاً أن تغير إدارة غلادباخ عقد المدرب شوبرت من مدرب مؤقت إلى مدرب رسمي في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني حتى عام 2017. لكن المثير حقاً أن الرجل الذي أصبح حديث الساعة في ألمانيا، كان مدرباً مغموراً في السابق. فأبرز انجازاته السابقة كانت هي الصعود بفريق بادربورن إلى دوري الدرجة الثانية. وبعد ذلك، انتقل شوبيرت إلى سانت باولي لكن تمت إقالته قبل انتهاء العقد الممتد لعامين، وعمل بعدها مع المنتخب الألماني للناشئين تحت 15 عاماً قبل أن ينتقل للتدريب في مونشنغلادباخ.
وقال ماكس ايبرل مدير الكرة في فريق "المهور" بعد تعيين شوبيرت مدرباً للفريق بشكل دائم الشهر الماضي: "نعتقد أن بإمكاننا الحصول على قوة دفع من خلال وجود هذا الرجل في المنطقة الفنية".
وهو ما يؤكده المدرب البالغ من العمر 44 عاماً في كل مباراة يخوضها مع فريقه الحالي، كان آخرها فك شفرة بيب غوارديولا أحد أفضل المدربين في العالم. ويشارك مونشنغلادباخ أيضاً هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، حيث حقق تعادلين مع اليوفنتوس وفاز على اشبيلية برباعية وخسر من مانشستر سيتي 2/1.
ويستعد "المهور" لملاقاة مانشستر سيتي غداً الثلاثاء، ولديه فرصة كبيرة لاحتلال المركز الثالث في المجموعة والتأهل لمسابقة الدوري الأوروبي. أما على صعيد مسابقة كأس ألمانيا فسيلتقي غلادباخ الأسبوع المقبل مع فيردر بريمن في دور ثمن النهائي من المسابقة. وتعتبر هذه المباراة فرصة لمونشنغلادباخ لتزكية صحوته المستمرة والتأكيد على أن فوزه على بايرن ميونيخ لم يأت بمحض الصدفة.
يذكر أن غلادباخ هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر أمام بطل الدوري الألماني خلال الموسم الماضي، حيث انتهت مباراة الذهاب في مونشنغلادباخ بنتيجة (0/0) ومباراة الإياب (2/0) لصالح "المهور".