أشاد الرئيس الأمريكي دونال ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه "محارب"، وسخر من محاكمته، قائلاً إنها "عرض رعب" قائم على دوافع سياسية، مطالباً بإلغائها.
طالب ترامب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو فورا، أو إصدار عفو عنهصورة من: Alex Wong/Getty Images
وقال ترامب، في منشور على منصته تروث سوشيال، إنه "مصدوم لسماع" أن إسرائيل "تواصل حملة المطاردة السخيفة ضد رئيس وزرائها العظيم في زمن الحرب".
وكان ترامب، الذي واجه أربع قضايا قانونية قبل انتخابات 2024، يستخدم مراراً تعبير "حملة مطاردة" للإشارة إلى مشاكله القضائية الخاصة.
وأشاد ترامب بنتنياهو، واصفاً إياه بأنه "محارب"، وسخر من محاكمته، قائلاً إنها "عرض رعب" قائم على دوافع سياسية. وطالب ترامب بأن "يتم إلغاء المحاكمة فوراً، أو إصدار عفو عن هذا البطل العظيم الذي قدم الكثير لدولة إسرائيل".
وكتب أيضاً: "الولايات المتحدة الأمريكية هي من أنقذت إسرائيل، والآن ستكون الولايات المتحدة الأمريكية هي من ستنقذ بيبي نتنياهو. لا يمكن السماح باستمرار هذه المهزلة". ولم يتضح ما إذا كان ترامب يقصد أن الولايات المتحدة يمكن أن تفعل شيئاً لمساعدة نتنياهو في معركته القانونية.
أصل التهم
تم توجيه تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة إلى نتنياهو في عام 2019، وكلها تهم ينفيها رئيس الوزراء. وبدأت المحاكمة في عام 2020 وتشمل ثلاث قضايا جنائية، بينما يدفع نتنياهو ببراءته.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاستجواب المضاد لنتنياهو من جانب الادعاء بدأ في الثالث من يونيو/حزيران بمحكمة في تل أبيب، ومن المتوقع أن يستغرق الأمر عاماً تقريباً.
ويملك الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ صلاحية العفو عن نتنياهو، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عنه قوله إن العفو "ليس مطروحاً حالياً" ونقلت التقارير أيضاً عنه القول إنه "لم يتم تقديم طلب كهذا".
بدأ الاستجواب المضاد لنتنياهو من جانب الادعاء في الثالث من يونيو/حزيران بمحكمة في تل أبيب، ومن المتوقع أن يستغرق الأمر عاماً تقريباًصورة من: RONALDO SCHEMIDT/AFP/Getty Images
وفي جلسة يوم الاثنين 9 يونيو/حزيران الخاصة بـ "الاستجواب المضاد" لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلب محاميه، أميت حداد، إنهاء الجلسة في تمام الساعة 13:45 بسبب "مكالمة دبلوماسية مهمة الساعة 14:30".
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن حداد لم يوضح طبيعة المكالمة، وأشار إلى أنه "لا يتواصل مع رئيس الوزراء" بسبب قيود المحاكمة، حيث يتم منع محامي الدفاع من التواصل مع المتهم أثناء الاستجواب المضاد.
وسألت القاضية ريفكا فريدمان-فيلدمان إذا كان بالإمكان أخذ فترة استراحة دون إنهاء الجلسة في وقت مبكر، فأجاب حداد بأن ذلك غير ممكن. ويهدف الاستجواب إلى كشف التناقضات وأوجه التضارب في تصريحات نتنياهو، والتحقق من مصداقية روايته.
واضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية بالفعل للإدلاء بشهادته مراراً في المحكمة، كشاهد في قضيته على مدار عدة أشهر. وتستمر محاكمته منذ أكثر من خمسة أعوام.
تحرير: ع.ح.
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية: تحالف استراتيجي رغم الأزمات
منذ تأسيس دولة إسرائيل وحتى عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مدا وجزرا وتقلبات وصلت في بعض الفترات إلى أزمات وفتور، لكن التحالف ظل هو العنوان الأبرز لهذه العلاقات.
صورة من: Getty Images/A. Wong
علاقات جديدة مع ترامب
في يناير الماضي أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه يريد للعلاقات مع الولايات المتحدة أن تكون "أقوى من أي وقت مضى" في عهد الرئيس دونالد ترامب. وفي الشهر نفسه، قال إن فترة رئاسة ترامب تمنح "فرصا كبيرة" لإسرائيل. تاريخيا لطالما كانت العلاقات قوية بين البلدين رغم كل شيء
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
تأسيس دولة إسرائيل
يوم 14 أيار/ مايو، 1948، أسس ديفيد بن غوريون دولة إسرائيل، بعد انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين. إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان سارعت إلى الاعتراف بدولة إسرائيل بعد 11 دقيقة من الإعلان عن تأسيسها. ومع ذلك، شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الأمريكية اضطرابا في السنوات الأولى.
صورة من: Getty Images
الخوف من تأزم العلاقات مع العرب
أدركت كل من إدارتي ترومان ودوايت ايزنهاور أن التقارب مع إسرائيل قد يؤدي إلى تأزم العلاقات مع حكام العالم العربي. وبالتالي أعربت واشنطن عن معارضتها الشديدة للحملة الإسرائيلية ضد مصر عام 1956، وبدأت في التنسيق مع فرنسا وبريطانيا ضمن ما عرف ب "أزمة السويس". وما لبث ايزنهاور أن بعث مذكرة إلى بن غوريون ينصحه فيها بالانسحاب من الأراضي المصرية.
صورة من: picture-alliance / akg-images
حرب 1967
خلال الحرب الباردة اتخذت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منحى جديدا لتصبح علاقات متينة ابتداء من بداية الستينات. خلال حرب 1967 احتلت إسرائيل سيناء، قطاع غزة، الضفة الغربية، وهضبة الجولان. هذه الحرب شكلت منعطفا في السياسية الأمريكية تجاه إسرائيل فقد تحولت واشنطن إلى الحليف الأساسي لاسرائيل.
صورة من: MOSHE MILNER/AFP/Getty Images
دور مزدوج
في أكتوبر 1967، قرر الرئيس ليندون جونسون تسليم إسرائيل دفعات كبيرة من الأسلحة.
في مناسبات عدة حاولت واشنطن أن توائم بين دورها كحليف رئيسي لإسرائيل، وكوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
صورة من: Public domain
معاهدة كامب ديفيد
في ايلول/ سبتمبر 1978، أشرف الرئيس جيمي كارتر على لقاء جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن بالرئيس المصري أنور السادات في كامب ديفيد. اللقاء كان تمهيدا لمعاهدة سلام وقعت بعد عام بين مصر وإسرائيل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
مصافحة تاريخية
في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، نسق الرئيس الأمريكي بيل كلنتون المصافحة التاريخية في واشنطن بين رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحاق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بعد توقيعهما على اتفاق انتقالي لمدة خمس سنوات ينظم الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
توتر مع إدارة أوباما
شهدت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية توترا في عهد الرئيس باراك أوباما الذي تولى منصب الرئاسة في 2009. ففي يونيو طالب أوباما الإسرائيليين بتجميد بناء مستوطنات جديدة في الأراضي المحتلة. ورغم وجود جو بايدن نائب الرئيس الامريكي في إسرائيل، فقد أعطى نتيانياهو في آذار/ مارس 2010 الإذن ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية وهو ما خلق أزمة بين البلدين.
صورة من: Reuters/K. Lamarque
صفقة ضخمة
توترت العلاقات أيضا عندما حاول نتياهو عرقلة توقيع الاتفاق النووي التاريخي الغربي مع إيران. رغم ذلك وقعت الولايات المتحدة وإسرائيل في أيلول/ سبتمبر 2016 صفقة بقيمة 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل للفترة 2019-2028، وهي الصفقة العسكرية التي اعتبرت الأكثر سخاء في تاريخ الولايات المتحدة.
الكاتبة: سهام أشطو