شهدت "واحة السيليكون" بدبي وضع حجر الأساس لأول مجمع أعمال ألماني في منطقتي الخليج والشرق الأوسط ، يوم الأحد 25 مايو/آيار. ويعد هذا المركز، الذي تبلغ تكلفة إنشائه 200 مليون يورو، مشروعاً مشتركاً بين شركات ألمانية ومجموعة بن جبر في أبو ظبي. ويهدف المشروع إلى تعزيز تدفق الاستثمارات الألمانية المباشرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه يمثل جزءاً من شبكة إقليمية وعالمية واسعة لتبادل المعلومات والخبرات المبدعة في مجال التقنية العالية.

وعن هذه المبادرة الفريدة، قال الدكتور محمد الزرعوني، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لواحة دبي للسيليكون: "لدينا ثقة بأن هذا المركز سوف يشكل للشركات الألمانية -لاسيما الصغيرة والمتوسطة منها- قاعدة أساسية لتوسيع حجم أعمالهم في العالم من خلال دبي بشكل عام، وواحة دبي للسيليكون بشكل خاص". وفي هذا السياق، أكد يوهان كوهاوز، قنصل عام ألمانيا في دبي، على الشراكة الإستراتيجية لألمانيا مع دولة الإمارات مشيراً إلى أن عدد الشركات الألمانية العاملة في الإمارات ارتفع ليصبح 600 شركة. وأضاف كوهاوز:" أنا واثق أن مجمع الأعمال الألماني هذا سوف يشكل حافزا إضافياً أمام نشاط الأعمال في المنطقة".

ومن جهته قال "سعيد السويدي"، رئيس مجلس إدارة مجموعة بن جابر: "نحن ملتزمون بتوفير قاعدة أعمال وخدمات متكاملة لكافة أنشطة مجمع الأعمال الألماني حول العالم، وتأمين الدعم اللازم الذي اعتادوا عليه في بلدهم".

مركز تجاري وثقافي

ويوفر مجمع الأعمال الألماني، المقرر إنجازه في أواخر عام 2009 مجموعة من المرافق والتسهيلات المتكاملة للشركات الألمانية، بما في ذلك مساحات مكتبية مجهزة وفندق أعمال وشقق سكنية مفروشة ومنطقة تجارية راقية ومطاعم، إلى جانب مواقف سيارات تحت الأرض تتسع لـ 1700 سيارة.

ويمتد المجمع على مساحة نحو 880.000 قدم مربع، ضمن منطقة مركزية في واحة دبي للسيليكون، وهي منطقة متخصصة في الابتكارات المتكاملة في مجال صناعة التكنولوجيا العليا. ويضم منصة ذات ثلاث مستويات محاطة ببرجين أسطوانيين، يتألف كل منهما من 12 طابقاً بارتفاع 60 متراً. ويمثل شكل البناء صديقين يجلسان بسلام بالقرب من بعضهما، حيث تشكل المنصة السطح الذي يجلسان عليه، في حين يجسد البرجان الصديقان المقربين في حالة من الحوار المتبادل. وفي مثل هذا الإطار الرمزي، الذي يجمع بين الثقافة والأعمال، تأتي الحديقة الخضراء ذات المستويات الثلاثة لتشكل مقراً مركزياً للتواصل والتفاعل التجاري للمجمع بكامله.
وعن سير الأعمال في المشروع، قالت داغمار عبد اللطيف، مدير عام المجمع: "يمكن القول أننا نبني مجموعة ألمانية متكاملة ومتميزة، ستصبح بمثابة نواة النشاط الألماني في منطقة الشرق الأوسط".

الشركات الألمانية في طليعة الشركات المنفذة

وقد نجحت شركة ''فيشر لفن العمارة Fischer Architects of Mannheim))، التي تتخذ من مدينة مانهايم الألمانية مقراً لها، في الحصول على عقد لإعداد التصميم والأعمال الهندسية التمهيدية ضمن مجمع الأعمال الألماني. وأكد مجلس إدارة مجمع الأعمال الألماني أن اختيار ''فيشر أركيتكتس'' من بين ستة شركات من كبرى شركات التصميم المعماري الألمانية، جاء نتيجة تميز العناصر الجمالية التي تعتمدها الشركة في إنجاز تصاميمها إلى جانب الأبعاد التكنولوجية المتطورة لمفهوم البناء التي ابتكرها رئيس الشركة كلاوس فيشر وفريقه الذي يضم نخبة من المصممين المبدعين.

أما بالنسبة لأعمال الطاقة والإمدادات الالكترونية والكهربائية والسمكرة، فسيتم تنفيذها من قبل استشاريين ألمان مشهورين في هذا المجال، من بينهم مؤسسة "فرانهاوفر" الألمانية.