وضع كارثي ـ فيضانات وأمطار متواصلة في جنوب ألمانيا
٢ يونيو ٢٠٢٤
أعلنت ولايات في جنوب ألمانيا حالة الطوارئ بعد هطول أمطار وحدوث فيضانات وانهيار سدود في جنوب البلاد، فيما أعلنت الوكالة الفدرالية للإغاثة، حشد المئات من المسعفين في ولايتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ لمكافحة الفيضانات.
إعلان
ضربت عواصف مطرية أجزاء شاسعة من جنوبي ألمانيا، مما تسبب في فيضانات عارمة وانقطاعات كبيرة لخطوط المواصلات وجرت عمليات لإجلاء السكان بمروحية من إحدى بلدات غرب ميونخ. وذكرت السلطات في مدينة أوغسبورغ بولاية بافارياأن حاجزا صخريا وسدا انهارا تحت وطأة الفيضانات، الأمر الذي تطلب عمليات إخلاء منفصلة.
وتم إلغاء خدمات القطارات بين العاصمة البافارية ميونخ وبريغينتس في النمسا وزيورخ السويسرية بسبب الفيضانات. وتضرر الطريق بين أولم و أوغسبورغ أيضا وتم تحويل مسار رحلات القطارات الطويلة بين شتوتغارت وميونخ. وتم استخدام مروحية في بلدة فيشاخ البافارية غرب ميونخ لإنقاذ أشخاص من منازلهم بعدما فاض نهر شموتر على ضفتيه.
وعلى غرار أوغسبورغ، أعلنت سلطات أيشاتش-فريدبرغ ونوي-أولم وبفافنهوفن ودوناو-ريس كذلك حالة الطوارئ، من أجل تنسيق أفضل للإغاثة. وكانت منطقة غونزبرغ قد فعلت الشيء نفسه. ونقلت إذاعة "بايريشر روندفونك" البافارية عن خدمة الإنقاذ الجبلية في غارميش-بارتنكيرشن، أن مجموعة من 26 شخصًا، كانوا يتسلقون قمة زوغسبيتزي أعلى منتجع للتزلج في ألمانيا، على الرغم من تساقط الثلوج بكثافة، ظلوا عالقين أسفل القمة. وتم إرسال العديد من فرق الإنقاذ إلى المكان.
كيف تستعد مناطق في المانيا لمواجهة الفيضانات ؟
02:20
كما تأثرت ولاية بادن فورتمبيرغ المجاورة لولاية بافاريا بشدة بسبب سوء الأحوال الجوية. وأعلنت الوكالة الفدرالية للإغاثة، من جانبها، أنها حشدت حوالى 400 شخص في بافاريا وبادن فورتمبيرغ لمكافحة الفيضانات. وأعلنت "دويتشه بان" أن حركة القطارات تعطلت في هذه المناطق حيث لم يتم تسيير رحلات على خط ميونخ-بريجينز-زيورخ وعلى خط شتوتغارت-أولم-أوغسبورغ-ميونخ.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية من استمرار هطول الأمطار في النصف الجنوبي من ألمانيا، ومن المنتظر أن تتراجع اليوم الأحد (الثاني من يونيو/ حزيران 2024).
من جهة أخرى، لقي رجل إطفاء حتفه في بلدة بفافنهوفن آن دير أولم بمنطقة بافاريا العليا وقال متحدث باسم السلطات الإدارية في المنطقة صباح اليوم الأحد إن رجل الإطفاء انقلب في قارب مطاطي أثناء مهمة مع ثلاثة من زملائه، وتم انتشاله ميتا في الصباح.
كما خرج قطار مسافات طويلة على متنه 185 راكبا عن مساره في جنوب غرب ألمانيا في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت. وكانت خطوط السكك الحديدية في مدينة شفيبيش جموند - على بعد حوالي 50 كيلومترا شرق مدينة شتوتجارت - تعرضت لانهيار أرضي ناجم عن هطول أمطار غزيرة أثرت على المنطقة منذ يوم الجمعة بسبب هذه الكارثة الطبيعية. وقال متحدث باسم السكك الحديدية إن الحادث لم يسفر عن أي إصابات، وتم إجلاء الركاب من القطار في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
ح.ز/ م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)
تاريخ الفيضانات في ألمانيا.. مصائب قوم عند ساسة فوائد؟
نظراً لتكرر الفيضانات في ألمانيا على مدار العقود الماضية، فقد بقيت صور السياسين وهم يتفقدون المناطق المنكوية جزءا من مشوارهم السياسي وبرامجهم الانتخابية في "لحظات تاريخية" لا تٌنسى أحياناً قبل الانتخابات المصيرية.
صورة من: Andreas Gebert/dpa/picture alliance
هيلموت شميدت خلال فيضانات هامبورغ عام 1962
تسبب الفيضان الهائل لبحر الشمال في شباط/ فبراير 1962 في مقتل أكثر من 300 شخص فيما ترك عشرات الآلاف في مدينة هامبورغ الساحلية الألمانية دون مأوى. الحادثة التي كانت نقطة تحول حاسمة في مسيرة المستشار الأسبق هيلموت شميدت الذي كان حينها وزيراً للداخلية في هامبورغ. إذ اكتسب من خلال إدارته للأزمة، وخاصة قراره لتحشيد الجيش للمساعدة، شعبية على مستوى البلاد.
صورة من: Blumenberg/dpa/picture alliance
هيلموت كول خلال فيضانات ولاية براندنبورغ عام 1997
كان "مهندس الوحدة الألمانية" المستشار الأسبق هيلموت كول في المرحلة الأخيرة من ولاية حكمه عندما زار ولاية براندنبورغ الشرقية في عام 1997 بعد فيضانات ضخمة على طول نهر الأودر. الكارثة التي أطلق عليها غالباً اسم "Einheitsflut": "فيضان الوحدة"، باعتبارها أول أزمة وطنية لاختبار التضامن بين ألمانيا الشرقية والغربية التي كان قد أعيد توحيدها حديثاً.
صورة من: picture alliance
غيرهارد شرودر، بلدة غريما عام 2002
انقلبت حظوظ غيرهارد شرودر عندما سقطت الأمطار في ساكسونيا في صيف 2002 وتسببت الفيضانات القاتلة بأضرار على ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك. إذ مع تراجع حظوطه خلال حملته الانتخابية، ارتدى المستشار الاشتراكي الديموقراطي جزمة مطاطية ليخرج بصورة المسؤول عن إدارة الأزمة في بلدة غريما الشرقية الصغيرة. وفاز في الانتخابات بعد شهر من ذلك.
صورة من: localpic/imago images
إدموند روديغر شتويبر في باساو عام 2002
كان خصم غيرهارد شرودر، إدموند شتويبر، المرشح لمنصب المستشار عن الاتحاد المسيجي في إجازة بشمال ألمانيا عندما وقعت الكارثة. ووصل إلى ولاية ساكسونيا بعد أيام قليلة فقط، واشتكى بمرارة من "سياحة الفيضانات" التي يمارسها منافسه.
صورة من: Armin_Weigel/dpa/picture-alliance
أنغيلا ميركل في نيو غارج عام 2006
زارت أنغيلا ميركل مناطق الفيضانات عدة مرات خلال فترة توليها منصب مستشارة لألمانيا. حدث أول فيضان كبير خلال فترة ولايتها في أذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2006 مرة أخرى حول نهر إلبه في ولاية ساكسونيا. وقد وقعت الكارثة بعد أشهر قليلة من إعصار كاترينا في نيو أورلينز بالولايات المتحدة، عندما تعرض جورج دبليو بوش للهجوم لفشله في تنظيم استجابة مناسبة. لذا حرصت ميركل على تجنب انتقادات مشابهة.
صورة من: Patrick Lux/dpa/picture alliance
أنغيلا ميركل في دريسدن عام 2013
تعرض شرق ألمانيا وجنوبها مرة أخرى لفيضانات شديدة في صيف 2013، هذه المرة قبل بضعة أشهر من الانتخابات. وبات المركز التاريخي لمدينة دريسدن مهدداً، حيث تسبب نهر الإلبه ضفافه في فيضانات واسعة النطاق ضربت معظم مناطق وسط أوروبا. وزارت ميركل المناطق المتضررة في ولايتي ساكسونيا وبافاريا ووعدت بتقديم المساعدات.
صورة من: Arno Burgi/dpa/picture alliance
ارمين لاشيت في مدينة هاغن عام 2021
ألغى مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي لخلافة ميركل ورئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا كافة المواعيد لزيارة مدينة هاغن المتضررة بشدة في ولايته. غير أن المخاطر السياسية كبيرة، حيث يتم ربط الفيضانات المميتة بتغير المناخ، في حين يُعرف لاشيت كحامي لصناعة الفحم في الولاية، مما قد ينعكس سلباً على حملته.
صورة من: Ina Fasbender/AFP
أولاف شولتس في مدينة باد نوينار عام 2021
كما ظهر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتس في ولاية راينلاند بفالس المجاورة بعد أن ضربت الفيضانات، إلى جانب رئيسة وزراء الولاية ورفيقته في الحزب مالو دراير. على الرغم من أن حزبه يظهر تراجعاً في الاستطلاعات بفارق كبير عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلا أن شولتس، بصفته وزيراً للمالية، كان قادراً على الوعد بتقديم مساعدة فورية للمناطق المنكوبة. نايت بنيامين / ر.ض