وعود تجارية تغير لهجة ترامب تجاه رئيسة وزراء بريطانيا
١٣ يوليو ٢٠١٨
اعتبر الرئيس الأمريكي علاقته برئيسة الوزراء البريطانية ماي "قوية جدا"، وذلك بعد أن كان قد انتقد استراتيجيتها الخاصة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. فيما أكدت ماي اتفاقها مع الرئيس الأمريكي على ضرورة التعامل بحزم مع روسيا.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Taylor
إعلان
قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة (13 يوليو تموز 2018) بعد اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على إظهار "القوة" و"الوحدة" بمواجهة روسيا. وأضافت ماي، مع استعداد ترامب للقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الاثنين، "اتفقنا على أنه من المهم محاورة روسيا من موقع القوة والوحدة". وشدد الرئيس الأميركي على أنه"أكثر صرامة مع روسيا من أي شخص أخر (...) نحن الأكثر قساوة معها".
والتقى ترامب الذي وصل إلى بريطانيا الخميس في زيارة تستغرق أربعة أيام رئيسة الحكومة البريطانية مجددا الجمعة لإجراء محادثات حول مسائل عدة. وشدد الرئيس الأميركي على "العمل المهم" مع ماي أثناء قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل، مؤكدا "متانة" العلاقات بين البلدين.
وقال بينما كان جالسا إلى جوارها في مقر إقامة رؤساء الحكومات البريطانية الصيفي في تشيكرز التي تبعد 70 كم شمال غرب لندن إن "العلاقات متينة جدا". وأشاد ترامب بماي بعد أن انتقد تعاملها مع خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي في مقابلة نشرتها إحدى الصحف الشعبوية، المثيرة للجدل. وأكد ترامب تأكيده، الذي قاله في مقابلة بصحيفة "صن" بأن بوريس جونسون، وهو أحد المتشددين، المتشككين من الاتحاد الأوروبي وأحد أبرز نقاد ماي "كان يمكن أن يكون رئيس وزراء عظيم". لكنه أثنى على ماي أيضا، قائلا "أعتقد أنها امرأة رائعة وأعتقد أنها تؤدي مهمة رائعة".
مسائيةDW : في أول زيارة رسمية له للندن.. هل سيعمق ترامب أزمة تيريزا ماي؟
25:09
This browser does not support the video element.
وقال ترامب لرئيسة الوزراء تيريزا ماي إنه أيا كان ما تفعله بريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد الاوروبي، هو أمر جيد "طالما تستطيعين الدخول في معاملات تجارية معنا." ووجه ترامب الذي كان يتحدث بجوار رئيسة الوزراء البريطانية في مقرها في قصر تيشكرز خارج لندن اليوم الجمعة، الشكر لماي "على السعي وراء تجارة نزيهة ومتبادلة مع الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفا: "ندعم قرار الشعب البريطاني لتحقيق الاستقلالية الكاملة، وسوف نرى كيف يسير هذا. إنها مفاوضات معقدة للغاية"، مشيرا إلى خروج بريطانيا المعتزم من الاتحاد الأوروبي.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لندن وواشنطن اتفقتا على السعي إلى "التوصل لاتفاق تجاري طموح بين" البلدين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك "اتفقنا اليوم على أنه في الوقت الذي تغادر فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي سنواصل السعي إلى اتفاق طموح للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
وعاد ترامب مجددا لانتقاد علاقة ميركل بروسيا وقال إنه أمر فضيع للغاية أن تضخ ألمانيا وبلدان أخرى أموالا في خزينة روسيا، في الوقت الذي "نسعى فيه نحن لتحقيق السلام في العالم"، واعتبر ترامب ذلك أمرا سيئاً بالنسبة للشعب الألماني ولحلف الناتو، على حد قوله.
ي.ب/ هـ. د (ا ف ب، رويترز، د ب أ)
ميركل وترامب: حرب كلامية تعكس خلافات جوهرية
"المناوشات الكلامية" بين ميركل وترامب ليست وليدة تصريحه اليوم، فمنذ دخوله البيت الأبيض والخلافات بين الطرفين قائمة بخصوص ملفات عديدة. "تويتر" شَهد على انتقادات ترامب للمستشارة الألمانية والإعلام لم يُفلت ردودها على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
الهجوم الجديد!
شن الرئيس الأميركي مجددا هجوما حادا على ألمانيا، متهما إياها بأنها "رهينة" روسيا في امدادات الطاقة. ترامب قال إن ألمانيا تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلى الولايات المتحدة الدفاع عنها في مواجهة روسيا. "كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا"، يتساءل ترامب! تصريحات ترامب دفعت ميركل للرد. فماذا قالت؟
صورة من: Reuters/Y. Herman
ميركل ترد
ميركل لم تسكت عن انتقادات ترامب وقالت إن بلادها تتخذ قرارتها بشكل "مستقل". وأوضحت المستشارة الألمانية، دون الإشارة مباشرة إلى ترامب: "يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة". كثيرون اعتبروا في رد ميركل وانتقاد ترامب استمرارا للحرب الكلامية التي تنم عن خلافات كثيرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Mori
خلاف حول "نوردستريم"
من بين الخلافات الواضحة بين ميركل ونظيرها ترامب تلك المتعلقة بأنبوب الغاز "نورستريم"، ولطالما ندد الرئيس الأميركي بالمشروع الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا ويطالب بالتخلي عنه. وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Sauer
قمة مجموعة السبع
أثارت هذه الصورة التي تم التقاطها خلال انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، تعليقات العالم. الصورة اعتبرها البعض دليلا على الخلاف الكبير بين ترامب ونظرائه الأوروبيين، خاصة ميركل التي ظهرت في مواجهة مباشرة معه. الرئيس الأمريكي كعادته هرع إلى "تويتر" ليعلن التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع، وهو ما اعتبرته ميركل: أمرا "محبطا إلى حد ما"، حسب قولها.
صورة من: Reuters/Prime Minister's Office/A. Scotti
انتقاد سياسة ميركل للجوء
في الكثير من المرات وجه ترامب سهام النقد لألمانيا عبر تويتر، فقد سبق له أن نشر تدوينة تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا بسبب الهجرة، مشككا في إحصاءات برلين الرسمية بشأن عدد الجريمة. ميركل ردت على هذه الانتقادات معتبرة أن الإحصائيات الحالية تشير إلى تطور إيجابي في معدل الجريمة في ألمانيا.
صورة من: Twitter/Donald J. Trump
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني واحد من الملفات الخلافية الكبرى بين أمريكا وألمانيا ، حيث ترى ميركل في الاتفاق النووي ضمانا لعدم تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، في حين يرى ترامب في الاتفاق أسوأ صفقة على الإطلاق. وقد زادت هوة الخلاف عمقا بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في 08 مايو/ آيار 2018.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
البيئة والمناخ
في قمة مجموعة العشرين عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب "العنيدة" بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات إقناع باءت بالفشل، فضلت ميركل توثيق نقاط الاختلاف حول الملف من خلال خطاب واضح. وتشكل بنوذ اتفاقية باريس خلافا آخرا بين الطرفين، إذ تراها الحكومة الألمانية خطوة مهمة في تحدي مشكلات بيئية على عكس ترامب الذي أنهى التزام بلاده بالاتفاقية.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
حلف الناتو
ترامب ينتقد مرارا إنفاق ألمانيا العسكري المنخفض في حلف الناتو. ويرى أن ذلك لا يتناسب مع الحماية التي يقدمها الحلف لألمانيا. ويرغب ترامب في أن تستثمر برلين نسبة اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو المتفق عليه في اجتماع الناتو عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجارة والرسوم الجمركية
يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا، دليل على وجود علاقات تجارية غير متكافئة بين البلدين. وندد ترامب بهذا الوضع ووهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على واردات الصلب الأوروبي، وبالتحديد صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ترامب "يرفض" مصافحة ميركل
التقارب الذي ميز علاقات ميركل ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، بدا مفقودا في أول لقاء لها مع ترامب. صحف كثيرة تحدثت عن رفض ترامب مصافحة ميركل، حتى بعد أن طلبت منه ذلك. اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية بنظيرها الأمريكي كان مؤشرا على بداية الخلاف بين الطرفين. رغم محاولة ترامب التصريح بعكس ذلك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
انتقادات لاذعة
في حوار أجرته "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، بداية 2017، انتقد ترامب سياسة ميركل للجوء، والاتحاد الأوروبي. وفي ردها على هذه الانتقادات اعتبرت ميركل أنه بوسع الاتحاد الأوروبي التصدي للإرهاب والتحديات الأخرى من خلال وحدة الاتحاد وقوته الاقتصادية . إعداد: مريم مرغيش