وعود ترامب الانتخابية ـ ما مدى واقعيتها وإمكانية تنفيذها؟
٢٠ يناير ٢٠١٧
وعد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بتغيير الكثير من سياسات سلفه أوباما سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. فهل ستتحول تلك الوعود إلى واقع؟ وما تأثير ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية ومحيطها الخارجي؟
إعلان
شكلت الهجرة والمكسيك وبناء الجدار والمسلمين، الموضوعات الرئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. فعلى الحدود مع المكسيك يعتزم ترامب تشييد جدار يبلغ ارتفاعه 12 مترا. والمكسيك هي المطالبة بتحمل تكاليف بناء الجدار. وتفيد دوائر الحكومة الأمريكية المقبلة أنه يجب توضيح الإطار الذي ستتحمل بموجبه المكسيك تلك التكاليف. وهذا يعني للوهلة الأولى أن دافع الضرائب الأمريكي هو من سيتحمل تلك التكاليف.
وتعتقد شركة أمريكية مختصة أن قيمة تكاليف البناء ستتراوح بين 15 و 25 مليار دولار، فيما ستصل تكاليف الصيانة السنوية إلى 3.5 مليار دولار. وكشفت هذه الشركة أنه لا توجد شركة أمريكية قادرة على إنتاج معدات هذا المشروع. والشركة القادرة على تحضير تلك المستلزمات هي شركة Cemex للبناء ومقرها في المكسيك.
ودعوة ترامب لمنع المسلمين من السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قائمة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وفي المقابل طالب ترامب بحظر السفر على رعايا "الدول التي تميل لدعم الإرهاب". لكنه لم يكشف عن قائمة تلك الدول المعنية.
.
الاقتصاد وسوق العمل الأمريكية
الملياردير ترامب يتطلع لإلغاء الاتفاقيات مع دول المحيط الهادي واتفاقية "نافتا" أي التجارة الحرة لأمريكا الشمالية القائمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. لكن الخبراء يؤكدون أن هذا النوع من الاتفاقيات لا يشمل فقط الضرائب، بل أيضا حماية الملكية الفكرية وحماية الاستثمارات. وفي العقود الماضية استثمرت شركات أمريكية مليارات الدولارات في المكسيك وكندا. وقال غابرييل فيلبرماير من معهد إيفو في ميونيخ إن هذه الملكية والاستثمارات مهددة بالتقلص، بل حتى الإلغاء بدون حماية اتفاقية دولية. ووقف العمل باتفاقية نافتا سيضر بمصالح ترامب نفسه الذي تملك شركته فنادق في المكسيك. وعوض التخلي عن تلك الاتفاقية، يُتوقع أن تتفاوض الولايات المتحدة مجددا حول شروط جديدة ـ وفرضها لخدمة مصالحها.
الحماية الأمريكية
المخططات الاقتصادية تشمل فرض ضرائب عقابية على الشركات الأمريكية والأجنبية حتى تنتج داخل الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد فرص عمل أكثر.
ويبدو أن هذه التهديدات جاءت بمفعولها، إذ تخلت شركة فورد عن بناء مصنع جديد في المكسيك، كما أعلنت طويوتا وجنرال موتورز عن توظيف استثمارات بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة الأمريكية. من جانبها تعتزم شركة الكيماويات الألمانية باير، من أجل الحصول على الموافقة لتولي الشركة المنافسة الأمريكية Monsanto، استثمار ثمانية مليار دولار على الأقل في السنوات الست المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية. وحتى الصين يُراد معاقبتها بفرض ضرائب إضافية على بضاعتها. ويبقى التنفيذ هنا غير مؤكد. والخلفية تعود لدور كوريا الشمالية وبرنامجها النووي. والولايات المتحدة تعتمد في ذلك على بكين. كما أن الشركات الأمريكية تخشى من خلال فرض ضرائب على المنتجات الصينية تكبد الخسائر في معاملاتها مع الصين. فالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تساعد في حماية فرص العمل، كما قال وليام زاريت رئيس غرفة التجارة الأمريكية في بكين.
الرئيس الأمريكي: سلطات بلا حدود؟
من يشغل المكتب البيضاوي يصبح سيد العالم. لكن هل يملك الرئيس الأمريكي فعلا كل هذه الصلاحيات؟ الواقع يقول إن الأمر ليس بهذه السهولة: لأن صلاحيات الرئيس الأمريكي تبقى محدودة، وآخرون لهم الحق في المشاركة في كلمة الفصل.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
الرئيس يُنتخب لمدة أربع سنوات، وله الحق في ولايتين. وهو رئيس الدولة والحكومة أي أنه يسير الجهاز الحكومي. ومن مهامه تنفيذ القوانين التي يصدرها الكونغرس. وهناك حوالي أربعة ملايين شخص يعملون لصالح السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال الفحص والتوازن
السلط الثلاث متداخلة فيما بينها وتقلص بالتالي نفوذ بعضها البعض. الرئيس يحق له العفو عن أشخاص وتعيين قضاة اتحاديين ـ لكن فقط بموافقة مجلس الشيوخ. الرئيس يعين أيضا وزراءه وسفراءه. وهذا يشكل إحدى وسائل السلطة التشريعية لمراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
خطاب حالة الاتحاد وسيلة ضغط على الكونغرس
على الرئيس اطلاع الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) على سير الأوضاع في البلاد ـ وهذا يفعله من خلال "خطاب حالة الاتحاد"، الذي يلقيه سنويا أمام نواب الأمة. لا يحق له اقتراح قوانين أمام الكونغرس، لكن بمقدوره طرح موضوعاته في الخطاب، وبذلك يمكن له ممارسة الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكن له ببساطة قول "لا"
إذا أعاد الرئيس اقتراحا قانونيا للكونغرس بدون التوقيع عليه، فإنه يقدم بذلك اعتراضا عليه. وبمقدور الكونغرس إلغاء مفعول هذا الفيتو الرئاسي بثلثي مجموع الأصوات داخل المجلسين. وتفيد أرقام مجلس الشيوخ أن تاريخ الولايات المتحدة شهد تجاوز 111 فيتو من مجموع 1.500 أي ما يزيد بقليل عن 7 في المائة.
صورة من: Klaus Aßmann
مجالات مبهمة في تحديد السلطة
الدستور وأحكام المحكمة العليا لا توضح مدى السلطة التي يملكها الرئيس. وهناك حيلة تمكن من اعتماد نوع آخر من الفيتو. في بعض الظروف يمكن للرئيس أن يضع اقتراح القانون "في جيبه" الشيء الذي يلغي صلاحيته. ولا يحق للكونغرس تجاوزه بالتصويت ضده. هذه الحيلة استُخدمت أكثر من 1000 مرة.
صورة من: Klaus Aßmann
تعليمات تشبه القوانين في مفعولها
بمقدور الرئيس إصدار توجيهات للموظفين الحكوميين للقيام بمهامهم. هذه التوجيهات أو ما يُعرف بـ "أوامر التنفيذ" لها مفعول قانوني. وعلى الرغم من ذلك لا يحق للرئيس فعل ما يريد. المحاكم يمكن لها إلغاء التعليمات أو بإمكان الكونغرس إصدار قانون ضدها. وبمقدور الرئيس المقبل إلغاءها ببساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
مراوغة الكونغرس
بمقدور الرئيس مفاوضة حكومات أخرى على اتفاقيات يتوجب على مجلس الشيوخ في النهاية الموافقة عليها بثلثي مجموع الأصوات. ولتفادي هذا الشيء يلجأ الرؤساء عوض اتفاقيات "التفاهمات التنفيذية" لاتفاقيات حكومية لا يجب على الكونغرس الموافقة عليها. وهي تبقى سارية المفعول ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو أصدر قوانين تبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
القدرة على تحمل الانتكاسة
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن الكونغرس هو من يعلن الحرب. ويبقى من غير الواضح إلى أي مدى يمكن للرئيس أن يرسل وحدات عسكرية إلى نزاع مسلح دون موافقة. الكونغرس تدخل عبر القانون عندما تجاوزت البلاد خطا أحمر بمشاركتها في حرب فيتنام. فالرئيس يمكن له تولي بعض الصلاحيات إلى أن يتحرك الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة الأخيرة
في حال إساءة الرئيس للسلطة أو ارتكاب جناية، يمكن لمجلس الشيوخ أن يقدم طلب سحب الثقة. وإلى حد الآن تم اللجوء إلى هذا مرتين ـ بدون نجاح. لكن هناك وسيلة أكثر مفعولا لوقف أي مبادرة رئاسية: الكونغرس له حق الميزانية. فهو يوافق على الميزانية ويمكن له بذلك إغلاق المنفذ المالي أمام الرئيس.
صورة من: Klaus Aßmann
9 صورة1 | 9
الضرائب
المستوى الأعلى للضرائب يُتوقع أن ينخفض من 39 إلى 33 في المائة. والضريبة المفروضة على الشركات من 35 إلى 15 في المائة. والمستفيدون سيكونون من ذوي الدخل العالي، يعني أصحاب المؤسسة القائمة التي رفضها ترامب في حملته الانتخابية. وتفيد تحليلات أن خزينة الضرائب الأمريكية ستخسر بذلك سنويا بين 4.4 و 5.9 بليون دولار، كما كتبت صحيفة زود دويتشه الألمانية.
اقتصاد الطاقة وسياسة البيئة
خلال حملته الانتخابية أعلن ترامب أن موضوع التحولات المناخية مبالغ فيه، لكنه تراجع فيما بعد عن ذلك. وفيما يخص اتفاقية حماية البيئة المعلنة في باريس قال ترامب: إنه سيفحص بدقة ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة التخلي عن اتفاقية البيئة. وأوضح عبر تدوينة في تويتر أنه يريد أولا معرفة حجم التكاليف التي ستنشأ من خلال تلك الاتفاقية على حساب الشركات الأمريكية وكيف سيؤثر ذلك على القوة التنافسية. وصادقت الولايات المتحدة على الاتفاقية على أساس قرار من أوباما.
ويُعتبر ترامب من أنصار الطاقة القديمة أي الفحم والغاز والنفط، وبالتالي هو يريد تشجيع التنقيب عن النفط الصخري والإبقاء على بعض الأنابيب المثيرة للجدل التي تنقل النفط من كندا إلى الولايات المتحدة.
دور حلف شمال الأطلسي
وحتى دور الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي يبقى غامضا، فترامب يعبر عن انتقاده للحلف. في حين شدد وزير الدفاع الأمريكي المعين جيمس ماتيس على أهمية حلف شمال الأطلسي، معتبرا كقائد أعلى سابق للحلف أن الأخير هو أنجح تحالف عسكري في الزمن الحديث وربما في جميع الأزمنة.
سياسة الصحة
ترامب يعتزم إلغاء التأمين الصحي الذي أنجزته إدارة أوباما، وهو يريد إدراج تأمين "للجميع" قد يكون أقل تكلفة. ولا توجد تفاصيل إضافية حول الموضوع.
كارستن غرون/ م.أ.م
أشهر وعود ترامب الانتخابية
كانت المنافسة الإنتخابية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسته السابقة هيلاري كلينتون أكبر ميدان لبذل الوعود الانتخابية في تاريخ أمريكا، هذه 5 وعود أطلقها ترامب ويتساءل الجميع عن إمكان الوفاء بها.
صورة من: Manuel Pedraza/AFP/GettyImages
أشهر وعود ترامب الانتخابية
كانت المنافسة الإنتخابية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسته السابقة هيلاري كلينتون أكبر ميدان لبذل الوعود الانتخابية في تاريخ أمريكا، هذه 5 وعود أطلقها ترامب ويتساءل الجميع عن إمكان الوفاء بها.
صورة من: Reuters/C. Allegri
حظر المسلمين من الهجرة إلى الولايات المتحدة
قبل نحو عام وبعد مذبحة سان بيرناردينو وكاليفورنيا، أطلق دونالد ترامب وعده الدرامي الأشهر" إصدار حظر عام وشامل على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية"، وبعد أن أثار الوعد جدلا طويلا، قال دونالد إنّ "الحظر يشمل الدول المصنفة إرهابية". صحيفة الاندبندنت البريطانية كشفت يوم ( 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 ) أنّ الوعد قد رُفع من صفحته الألكترونية الرسمية.
صورة من: picture-alliance/F. Duenzl
ترامب سوف يسجن هيلاري كلينتون
بدأ هذا الوعد بشكل شعار ردده أتباع الرئيس الأمريكي ترامب وهم ينشدون في تجمعاتهم "اسجنها". وفي المناظرة الرئاسية الثانية قال ترامب مخاطبا هيلاري ومشيرا إلى أنه في حال فوزه" سأوجه الإدعاء العام الذي يعمل عندي لإصدار أمر بالتحقق من ايميلاتكِ الضائعة" ومضى أبعد فقال وهو يرد على جدلها" لأنك ستكونين في السجن حينها".
صورة من: Reuters
بناء جدار على طول حدود المكسيك
واحد من الأهداف الرئيسية التي ركّز عليها الرئيس الأمريكي ترامب في حملته الانتخابية هو وعده ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين المتسللين إلى أراضي الولايات المتحدة، واعدا بأن يكون الجدار "جميلا" ومؤكدا أنّ المكسيك ستدفع بنفسها كلفة بنائه. الصورة لجدار قائم على جزء من الحدود مع المكسيك.
صورة من: AFP/Getty Images
إلغاء ما عرف ب"تأمين أوباما"
ما برح الجمهوريون يعارضون قانون رعاية أوباما الذي صدر عام 2010، واليوم بعد أن بات دونالد ترامب سيد البيت الأبيض يتساءل الجميع كيف سيمكنه تحقيق هذا الوعد الذي وصفه غالبا خلال حملته الانتخابية بأنه" كارثي" متوعدا باستبداله بأفضل خطة رعاية صحية واجتماعية ممكنة.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS.com
إلغاء اتفاقيتي الشراكة الاطلسية و التجارة الحرة
مناطق "الشريط الصدئ" شمال الولايات المتحدة هي من حسمت فوز دونالد ترامب، وكانت رسالته التي وصفت بالشعبوية هناك هي وعده لهم بعودة الأيام الذهبية للتجارة الحرة، حيث كانت أجور العمل تحلق عاليا، من خلال إلغاء اتفاقيتي الشراكة الاطلسية و التجارة الحرة. وهذه نقطة تفوقه على كلينتون، لكن السؤال هو كيف سيتمكن من إلغاء هاتين الاتفاقيتين؟