ذكرت منظمته الخيرية أنّ الرئيس الأمريكي الأسبق الديمقراطي جيمي كارتر توفي عن عمر ناهز الـ 100عام. وتميزت فترة رئاسته الوحيدة بإبرام اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين إسرائيل ومصر، والتي جلبت بعض الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
إعلان
توفي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الحائز جائزة نوبل للسلام، عن عمر يناهز 100 عام، حسب ما أعلنت منظمته الخيرية الأحد (29 ديسمبر/ كانون الأول 2024).
وقال مركز كارتر في بيان إن رئيس الولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981 توفي "بسلام" في منزله في بلاينز بولاية جورجيا "محاطا بأفراد عائلته".
كان كارتر يتلقى رعاية تلطيفية للمسنين منذ منتصف شباط/فبراير 2023 في منزله في مدينة بلاينز الصغيرة التي ولد فيها وأدار مزرعة للفول السوداني قبل أن يصبح حاكما للولاية ويترشح للبيت الأبيض.
وقال نجله تشيب كارتر في بيان "كان والدي بطلا، ليس بالنسبة لي فحسب، بل لكل من يؤمن بالسلام وحقوق الإنسان والمحبة الخالية من الأنانية".
وكان جيمي كارتر أكبر زعيم أميركي سابق على قيد الحياة وأطول رئيس أميركي عمرا، وهو أمر بدا مستبعدا بعدما أعلن الديموقراطي عام 2015 عن إصابته بورم سرطاني في الدماغ.
كما كان كارتر مزارعا في حقول الفول السوداني في ولاية جورجياوواجه خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة مشكلات منها سوء الأوضاعالاقتصادية وأزمة الرهائن في إيران لكنه توسط في السلام بينإسرائيل ومصر وحصل فيما بعد على جائزة نوبل للسلام عن عملهالإنساني.
وكان ينتمي للحزب الديمقراطي وشغل منصب الرئيس من عام 1977إلى 1981 بعد هزيمة الرئيس الجمهوري آنذاك جيرالد فورد في انتخاباتعام 1976.
ولم يتمكن من الفوز بولاية ثانية إذ تلقى هزيمة ساحقةأمام منافسه الجمهوري رونالد ريغان، الممثل السابق وحاكمكاليفورنيا.
وامتد عمر كارتر بعد انتهاء ولايته لفترة أطول من أي رئيسأمريكي آخر. واكتسب سمعة طيبة طوال مسيرته كرئيس سابق مقارنة بماكان عليه الوضع عندما كان رئيسا، وهي المكانة التي كان يدركها.
وتميزت فترة رئاسته الوحيدة بإبرام اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين إسرائيل ومصر، والتي جلبت بعض الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
لكن فترة رئاسته شهدت من ركودا اقتصاديا وتراجعت شعبيته بشكل مستمر، فضلا عن الإحراج الذي أحدثته أزمة الرهائن في إيران والتي استنفدت آخر 444 يوما له في منصبه.
ع.غ/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
مصر وإسرائيل- سلام صعب بعد 40 عاما من اتفاقية كامب ديفيد
في سبتمبر/ أيلول 1978 وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية سلام أنهت حالة الحرب بينهما وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها. الاتفاقية لم تحظ بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
صورة من: AP
سلام صعب
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977 وصل الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس حيث أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن واقترح في الكنيست عقد سلام "عادل ودائم" في كل المنطقة. لكن اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها فيما بعد لم تلق التأييد من العرب الذين رأوا فيها آنذاك "خيانة" للقضية الفلسطينية، لاسيما وأن منظمة التحرير الفلسطينية ظلت خارج اللعبة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
زيارة مفاجئة إلى القدس
خلال زيارته إلى القدس صافح السادات صافح أعداءه اللدودين ثم أجرى محادثات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية مناحيم بيغن. وكانت الزيارة تاريخية لأن كل الاتصالات المصرية الاسرائيلية كانت سرية. في الصورة بيغن يهمس في أذن السادات خلال مأدبة عشاء بفندق الملك داوود بالقدس في الـ 20 من نوفمبر 1977.
صورة من: dpa
مفاوضات تمهيدية شاقة
مناحيم بيغن وأنور السادات يتصافحان وفي الوسط الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في الـ 17 سبتمبر 1978 بكامب ديفيد. وكان الرجلان قد شاركا قبلها طوال 13 يوما في محادثات لبلورة إطار اتفاقية للسلام في الشرق الأوسط يتم التوقيع عليها في الشهور الثلاثة التالية. وخلال القمة نوقشت 23 صيغة على الأقل للاتفاقات إلى جانب المراجعات التي لا تعد ولا تحصى.
صورة من: picture-alliance/dpa
توقيع أذهل العالم
السادات وبيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر يوقعون على اتفاقية كامب ديفيد التي كادت أن تفشل. وبدأت القمة في الخامس من أيلول/ سبتمبر في كامب ديفيد مقر الرؤساء الأمريكيين في عطلة نهاية الأسبوع، وهي منطقة تضم حوالى عشرين منزلا في غابة تبعد نحو مائة كيلومترا عن واشنطن. ورافق القادة الثلاثة مستشاروهم الدبلوماسيون والعسكريون.
صورة من: picture-alliance/CNP/Arnie Sachs
رعاية أمريكية لاتفاقية صعبة
كارتر يتبادل أطراف الحديث مع السادات في كامب ديفيد، حيث تم التوقيع على اتفاقية السلام التي تنص في مقدمتها على أن "القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية للنزاع بين اسرائيل وجيرانها هي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بكل أجزائه". وتحمل الوثيقتان اللتان وقعتا عنواني "إطار للسلام في الشرق الأوسط" و"إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر واسرائيل".
صورة من: picture-alliance/ dpa
جائزة نوبل للسلام
في تشرين الثاني/ نوفمبر منحت جائزة نوبل للسلام للرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن لأنهما "كسرا الجليد الذي كان يفصل بين شعبيهما". وفي 26 آذار/ مارس 1979 وقع السادات وبيغن أول معاهدة سلام عربية اسرائيلية استعادت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء عام 1982.
صورة من: AP
اتفاقية مرفوضة شعبيا
رأت الدول العربية في المعاهدة "سلاما منفردا" وشكلا من الخيانة، لاسيما تجاه الفلسطينيين. وقد قطع العرب علاقاتهم مع مصر التي عُلقت عضويتها في الجامعة العربية. وفي تشرين الأول/ اكتوبر 1981 تم اغتيال أنور السادات الذي كان يواجه انتقادات حادة في بلده. وفي عام 1994 أصبح الأردن ثاني بلد عربي يقوم بتطبيع علاقاته مع اسرائيل.