وفاة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني بتداعيات كورونا
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
توفّي الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة السوداني ورئيس وزراء آخر حكومة منتخبة قبل انقلاب عمر البشير في 1989، عن 84 عاماً في الإمارات بتداعيات كورونا، والحكومة السودانية تعلن الحداد لثلاثة أيام.
إعلان
قالت مصادر عائلية وبيان حزبي إن السياسي السوداني البارز ورئيس الوزراء السابق الصادق المهدي توفي متأثراً بفيروس كورونا بعد ثلاثة أسابيع من دخوله مستشفى في الإمارات.
إلى ذلك أعلنت الحكومة السودانية حدادا عاما لمدة ثلاثة أيام على زعيم حزب الأمة، وذكر مكتب رئيس الوزراء السوداني، على حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، أنه تقرر تنكيس الأعلام في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها داخل البلاد والسفارات السودانية في الخارج.
من جهته، أعلن حزب الأمة أن الجثمان سيصل إلى البلاد صباح غد الجمعة، وسيوارى الثرى في الساعة التاسعة صباحا بقبة الإمام المهدي بأم درمان.
وفي الشهر الماضي، قالت عائلته إن الفحوص أثبتت إصابته بمرض كوفيد-19 وتم نقله بعد ذلك ببضعة أيام إلى الإمارات لتلقي العلاج بعد فترة وجيزة من دخوله مستشفى في السودان.
كان المهدي قد عاد إلى السودان في كانون الأول/ ديسمبر 2018 بعد عام في المنفى الاختياري. وجاءت عودته في الوقت الذي اشتدت فيه الاحتجاجات على تدهور الأوضاع الاقتصادية وعلى حكم البشير. وكانت ابنته مريم، نائبة زعيم حزب الأمة، من بين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات.
وترأس المهدي حزب الأمة الإسلامي المعتدل، أحد أكبر أحزاب المعارضة في عهد البشير، وظل شخصية مؤثرة حتى بعد الإطاحة بالبشير في نيسان/أبريل 2019. ولم يتم الإعلان عن اسم الشخصية التي ستتولى زعامة الحزب خلفاً للمهدي لكن ابنته مريم كانت القيادية الأبرز بالحزب في المفاوضات السياسية وخلال التعامل مع وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة.
وضعفت أحزاب المعارضة إلى حد كبير في ظل نظام البشير الذي دام ثلاثة عقود وتتنافس تلك الأحزاب على السلطة مع الجيش خلال الفترة الانتقالية في السودان مما يجعل وحدة حزب الأمة ضرورية للحفاظ على توازن القوى.
وبعد أن أجبر الجيش البشير على التنحي، طالب المهدي بالانتقال إلى الحكم المدني وحذر في مقابلات أجرتها معه رويترز من مخاطر الانقلاب المضاد كما دعا إلى دمج قوات الدعم السريع لتعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة والاستقرار في البلاد.
واعتقلت الحكومة السودانية المهدي لفترة وجيزة في عام 2014 واتهمته بالتآمر مع متمردين مسلحين وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام مما دفعه للجوء إلى القاهرة.
خ.س/و.ب (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟