منذ الإعلان أمس الاثنين (الثامن من يناير/ كانون لثاني 2024) عن وفاته وعالم كرة القدم يبكي رحيل "القيصر" فرانز بكنباور، أهم وأشهر شخصية كروية في تاريخ ألمانيا. توفي بكنباور وسط عائلته يوم الأحد (السابع من يناير/ كانون الثاني 2024) عن عمر بلغ 78 عاما، متأثرا بالمرض وذلك بعد سنوات من عزلته الاختيارية.

وتوفي بكنباور في منزله بسالزبورغ بالنمسا، تاركا وراءه زوجته هايدي وابنه جويل وابنته فرانسيسكا. أما ابنه الأكبر شتيفان فقد سبق والده إلى العالم الآخر، حيث توفي عام 2015 عن عمر بلغ 46 عاما، وقد كانت وفاته من بين أسباب انعزال بكنباور الأب عن المجتمع.

وصرح رئيس نادي بايرن السابق كارل هاينز رومينيغه لصحيفة بيلد في عدد اليوم الثلاثاء (9/1/2024) أن "عالم كرة القدم بأكمله وما وراءه ينعي فقدان صديقنا فرانز. يجب على نادي بايرن ميونيخ تنظيم حفل تأبين له في الملعب الذي لم يكن ليوجد بدونه!"

ويتسع ملعب "أليانز أرينا" معقل بايرن لـ75 ألف متفرج وبهذا سيكون حفل تأبينه أكبر مراسم جنازة في تاريخ الرياضة الألمانية.

وقد تفاعلت الشخصيات العالمية من كل الأطياف سياسية ورياضية وغيرها، وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع خبر وفاة بكنباور فور الإعلان عنه.

وكتب موقع نادي بايرن ميونيخ على موقع "إكس" (تويتر سابقا): عالم نادي بايرن ميونيخ لم يعد كما كان من قبل، (أمسى) فجأة أشد قتامة وسكونا وأكثر فقرا. صاحب الأرقام القياسية الألمانية ينعي فرانز بكنباور، "القيصر" الفريد من نوعه، والذي بدونه لم يكن بايرن ميونيخ سيصبح النادي الموجود الآن. ارقد في سلام!

أما هانز-يوآخيم فاتسكه، رئيس نادي دورتموند، أشد منافس لبايرن في ألمانيا فقال: "فرانز بكنباور هو أعظم لاعب ألماني على الاطلاق، وقبل أي شيء انسان رائع تعرّفت عليه".

ووصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جاني إنفانتينو النجم الراحل على منصة انستغرام بأنه "أسطورة حقيقية" و"أسطورة كرة القدم الألمانية والعالمية". وقال: "كان القيصر شخصا عظيما وصديقا لكرة القدم وأسطورة حقيقية. لن ننساك أبداً عزيزي فرانز، شكراً على كل شيء".

وقال جاري لينكر، هداف إنجلترا السابق والمحلل التلفزيوني حاليا: "أنا متأسف جدًا لسماع نبأ وفاة فرانز بكنباور. لقد كان أحد عظماء رياضتنا. كان القيصر الأجمل بين جميع لاعبي كرة القدم، الذي فعل كل شيء برشاقة وروعة، وفاز بكل شيء بسحر وجاذبية، ارقد بسلام!"

وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير "ربما لم يكن لأحد تأثير على كرة القدم الألمانية مثل فرانز بكنباور. كلاعب ومدير فريق ومدرب، صنع تاريخ كرة القدم. لقد كان استثناءً، ويبدو أن كلمة ليبرو في مجملها قد اخترعت من أجله".

وبدوره، أثنى المستشار الألماني أولاف شولتس في رسالة بثها عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) على خصال الراحل، قائلاً: "بطل العالم كلاعب ومدرب: فرانز بكنباور كان أحد أعظم لاعبي كرة القدم الألمان وبالنسبة للكثيرين القيصر، لأنه ألهم عدة أجيال لكرة القدم الألمانية.

أما صحيفة ماركا الإسبانية فكتبت تقول: "لم يكن هناك مثله قط، سواء قبله أو بعده. إن شخصية الإمبراطور الخالد لا تضاهى". وكتبت مواطنتها "موندو دوبورتيفو": "الإمبراطور"، محبوب عابر للحدود لعدة أجيال ولاعب كرة قدم أراد الجميع تقليده".

وقالت "لو باريزيان" الفرنسية: " سيظل فرانز بيكنباور ينتمي إلى فئة الشخصيات الرياضية الخالدة إلى الأبد".

أما "دايلي ميل" البريطانية فكتبت عن وفاة القيصر تقول: "معظم الذين عرفوه جيدًا سيتذكرون تفوقه على أرض الملعب، وذكائه الكروي الفائق، والأناقة التي كان يتحرك بها، وأفراح مجتمعه والمعرفة التي لا تقدر بثمن التي اكتسبناها من المحادثات معه".

ميسي ونوفتسكي ينعيان بكنباور

كما قوبل خبر وفاة بكنباور بتعبير عن الحزن والتعاطف على المستوى الدولي. فأيقونة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي وضع على حسابه بموقع "إنستغرام" صورة بالأبيض والأسود لـ"القيصر والكرة عند قدمه وكتب بجواره اختصارا لعبارة "أرقد بسلام” وتذكرت مؤسسة النجم البرازيلي العالمي بيليه، الذي توفي قبل ما يزيد قليلا عن عام، الصداقة التي استمرت مدى الحياة بين الأسطورتين.

وعلى موقع "إكس" أيضا يوجد حساب يتابعه أكثر من نصف مليون شخص باسم أسطورة هولندا الراحل يوهان كرويف. ونشر الحساب صورتين لبكنباور وكرويف إحداهما وهما يسلمان على بعضهما قبل تبادل أعلام اتحادي كرة بلديها والأخرى وهما في صراع على الكرة وكتب الحساب: ارقد بسلام يا فرانز بكنباور

وكتب نجم كرة السلة الألماني السابق ديرك نوفيتسكي على موقع "X": مع فرانز بيكنباور، رحل عنا للأسف أحد أعظم الشخصيات الرياضية الألمانية. لقد ساهم في تشكيل العقود القليلة الماضية بشكل لا مثيل له، داخل وخارج الملعب. ارقد في سلام!

ونشر قائد منتخب النمسا دافيد ألابا، لاعب بايرن السابق وريال مدريد الحالي صورة له وهو يصافح بكنباور وكتب على موقع "إكس": ارقد بسلام فرانز بيكنباور. أسطورة حقيقية وإلهام"

ذكريات عربية مع بكنباور 

ومن العالم العربي كتب المحلل الكروي المصري خالد بيومي على موقع إكس يقول " فرانز بيكنباور ستظل في قلوبنا".

كما قال المخضرم حسن المستكاوي في نعيه لبكنباور على موقع إكس: كان يوصف بأنه أول ظهير قشاش ليبرو ينفذ المهام الهجومية من عمق الملعب. وكان مشهورا ببراعته في بناء الهجمات من مناطق الدفاع".

وكتب الإعلامي الرياضي السوري أيمن جادة: أسطورتان رحلا في أسبوع واحد وكلاهما فاز بكأس العالم كلاعب ومدرب .. البرازيلي ماريو زاغالو والألماني فرانتس بيكنباور .

ونشر موقع قناة الأهلي المصري على إكس مقطع فيديو يتحدث فيه المدافع الصلد السابق ماهر همام عن ذكرياته عندما واجه الأهلي فريق كوزموس الأمريكي، حيث كان يلعب بكبنباور وكيف أنه (همام) كان يشاهد مبهورا تحركات بكنباور ولمساته للكرة.

أما الصحفي الرياضي التونسي محمد مؤذن ظفر الله، الذي يراسل صحيفة "ليكيب" فنشر صورة له مع بكنباور برفقة سليم شيبوب، رئيس الجامعة التونسية (اتحاد كرة القدم) ونادي الترجي آنذاك وكتب باللغة الفرنسية على صفحته في موقع فيسبوك إنهم تحدثوا عن ذكريات مباراة ألمانيا الغربية ضد تونس في كأس العالم بالأرجنتين عام 1978 وكتب ظفر الله عن بكنباور: "إنه شخصية متواضعة جدا ومثقف جدا، كنا في بهو مقر الفيفا في زيورخ". 

يذكر أن مباراة تونس بجيلها الذهبي حول عبدالرؤوف بن عزيزة وطارق دياب، ضد ألمانيا التي كانت تدافع عن لقبها بكأس العالم تعتبر مباراة تاريخية بالنسبة للكرة التونسية، حيث تعادل الفريق القادم من شمال أفريقيا مع الماكينات بصفر لصفر، وهو ربما ما فتح الطريق في البطولة التالية في إسبانيا لمنتخب الجزائر ليؤدي مباراة لا قبلها ولا بعدها لفريق عربي أمام ألمانيا ويفوز بلومي ورفاقة بنتيجة 1/2 على رومينيغه وأصدقائه. قبل أن ترد ألمانيا بصعوبة وتفوز على الجزائر في مونديال البرازيل 2014 بنفس النتيجة.  

وهناك من بين رواد السوشيال ميديا من العرب من وصف يوم وفاة بكنباور بـ"يوم أسود بتاريخ كرة القدم" وأنه "لا توجد كلمات ترثي القيصر"

ونشر حساب باسم "مستر ويمبلي" ما قال إنها "صورة تاريخيه للقيصر والأسطورة بيكنباور في كأس العالم ضد إيطاليا أُصيب بخلع في كتفه وقرر إنه يكمل المباراة حتى نهايتها".

أما خالد العجمي فنشر صورا لخمسة من أساطير الكرة العالمية وكتب يقول: طوال تاريخ لعبة كرة القدم، فقط ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو تمكنا من الدخول ضمن قائمة العشر الأوائل في جائزة الكرة الذهبية أكثر من القيصر الألماني".

يذكر أن اللاعب والمدرب الألماني السابق بيرتي فوغتس، الفائز مع بكنباور بكأس العالم 1974، اقترح إعادة تسمية كأس ألمانيا إلى كأس بكنباور لضمان أن تظل ذكراه حية.

وقال فوغتس لصحيفة راينيشه بوست "ربما يتعين على الاتحاد الألماني لكرة القدم أن يفكر على سبيل المثال في إعادة تسمية كأس ألمانيا باسم فرانز بكنباور. من المهم ألا تنسى الأجيال القادمة في كرة القدم اسمه".

(د ب أ، رويترز، أ ف ب)