توفي محمود الجوهري، المستشار الرياضي للاتحاد الأردني لكرة القدم ومدرب منتخب مصر سابقا خلال التسعينيات من القرن الماضي، في احد مستشفيات عمان اثر تعرضه لجلطة دماغية يوم الجمعة الماضي. وقررت رئاسة الجمهورية في مصر تشييع جثمان الجوهري، المعروف بلقب "الجنرال" في جنازة عسكرية لدى الثلاثاء وصول الجثمان إلى القاهرة بطائرة خاصة

واشتهر الجوهري الذي توفي عن سن ناهزت 74 عاما بتحطيم "أسطورة المدرب الأجنبي"، حيث استطاع إقناع الاتحاد المصري لكرة القدم، الذي كان مولعا بإسناد الإدارة التقنية لمنتخب الكبار للمدربين الأجانب، بأن الكفاءة الوطنية قادرة على تحقيق كل الانجازات عقب بلوغه نهائيات كأس العالم بايطاليا عام 1990.

ووصف خبراء الكرة المصرية وعدد كبير من المدربين رحيل الجوهري بأنه " نهاية لأسطورة عربية في التدريب"

الجوهري لاعبا

بزغ نجم الجوهري كلاعب بعد تخرجه من الكلية الحربية ضابطا وانضمامه للمنتخب المصري في الخمسينيات ومشاركته في أول بطولة لكأس الأمم الإفريقية. وأصبح خلال الدورة التالية هداف البطولة، لكن أقعدته الإصابة مبكرا عن اللعب، ليدخل غمار التدريب منتصف أوائل الستينيات.

بدأ الجوهري رحلته مع التدريب بالإشراف على فريق احد فروع الجيش في دوري القوات المسلحة ومنه إلى شبان فريق الأهلي، لكن اندلاع حرب 67 بين مصر وإسرائيل حالت دون تفرغ الجوهري للتدريب لكونه ضابطا في الجيش. بعد نهاية حرب أكتوبر 1973 طلب الجوهري التقاعد للتفرغ للتدريب.

مسيرة من المنجزات

بعد سنوات قليلة من العمل في مصر سافر إلى السعودية للعمل في نادي الاتحاد لعدة سنوات عاد بعدها إلى مصر مطلع الثمانينيات ليتولى تدريب الفريق الأول بالنادي الأهلي ويحقق معه الفوز بعدد من البطولات المحلية، توجها بالفوز ببطولة كاس إفريقيا للأندية عام 1983.

وتواصلت مسيرة الجوهري بتوليه تدريب المنتخب المصري عام 1988، واستطاع العودة بمصر إلى لمونديال عام 1990 في ايطاليا، بعد غياب استمر 56 عاما، ونجح في تحقيق الحلم للكرة المصرية وتحول إلى بطل قومي.

بيد أن خسارته أمام منتخب اليونان بستة أهداف دون مقابل عجلت بالاستغناء عن خدماته. وبعد مدة قصيرة رجع لتدريب المنتخب بقرار رئاسي، وقاد منتخب مصر للفوز بلقب بطولة أفريقيا عام 1998 و بكأس العرب عام 1992 في سوريا.

مسيرة الجوهري مع الكرة الأردنية بدأت سنة 2002، حيث أشرف فنيا على الكرة الأردنية والمنتخب الأول وقاده للوصول لأول مرة إلى نهائيات كأس أسيا في الصين سنة 2004، وتأهل معه لدور الثمانية قبل خسارته أمام اليابان. وحقق مع المنتخب الأردني بعض الانجازات العربية أهمها: المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والمركز الثاني في بطولة غرب آسيا.

وحظي الجوهري بتكريم من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العام 2005 ومنحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية.

م. أ/ع.ج.م (أ ف ب/ رويترز)