وفاة طبيب حذر من كورونا بنفس الفيروس يثير الغضب في الصين
٧ فبراير ٢٠٢٠
عمّ غضب كبير في الصين في أعقاب وفاة طبيب عيون بفيروس كورونا، كان هو من أول المحذّرين من انتشار الفيروس، لكنه تعرض لتأنيب من السلطات الصينية بتهمة بث الشائعات. يأتي ذلك فيما يتزايد عدد ضحايا الفيروس في الصين وخارجها.
إعلان
تسببت وفاة الطبيب الصيني لي وينليانغ (34 عاماً) بفيروس كورونا في غضب كبير في الصين اليوم (الجمعة السابع من شباط/ فبراير 2020). لي كان من أوائل من أبلغوا عن ظهور الفيروس أواخر كانون الأول/ديسمبر. لكن الشرطة استدعته مع سبعة أشخاص آخرين بعيد تحذيرهم من الفيروس، واتهمتهم بنشر شائعات.
وأعلنت هيئة تفتيش صينية اليوم فتح تحقيق في أعقاب وفاة لي. وذكرت اللجنة في بيان أن فريق التحقيق سيتوجه إلى ووهان "لإجراء تحقيق شامل في المسائل المتعلقة بالطبيب لي وينليانغ والتي أثارها الناس".
وبات هذا الطبيب بمثابة بطل قومي بمواجهة المسؤولين المحليين المتهمين بمحاولة التكتم على المرض بداية انتشاره، ما أعطى وفاته طابعاً سياسياً. وكتب أحد زملائه على موقع التواصل الاجتماعي ويبو "إنه البطل الذي أنذر من المرض مقابل حياته".
وتوفي الطبيب لي في المستشفى المركزي في ووهان، المدينة المنقطعة عن العالم منذ 23 كانون الثاني/يناير، مع سكانها الـ11 مليون. وانتقلت العدوى إلى لي وهو طبيب عيون عندما كان يعمل على معالجة مريض.
وتشكل وفاته انعكاساً لحالة الفوضى التي تعمّ مستشفيات ووهان مع تدفق المرضى إليها. وأقر مسؤول رفيع الخميس بأن الطواقم الطبية لم تعد كافية، وتفتقر لمعدات وقاية من الفيروس.
وبعد أسبوعين من وضع مقاطعة هوباي في ووهان، بؤرة المرض، تحت حجر صحي، أصاب الفيروس 31161 شخصاً في البر الصيني، وقتل 636، بحسب آخر حصيلة أعلنتها السلطات.
في خضم سعيها للحد من اتساع رقعة الإصابات بفيروس كورونا، أمرت السلطات الصينية ببناء مستشفى جديد خلال مدة لا تتجاوز الـ 10 أيام، فيما راحت آلة الدعاية الحكومية تتغنى بقدرة الحكومة على "التعبئة الاستثنائية".
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
بدأ مستشفى ميداني جديد في الصين باستقبال مرضى فيروس كورونا القاتل في ووهان الصينية، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة في هذه المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي الفيروس. وكانت السلطات الصينية قد أعلنت عن تشييد المستشفى في فترة قياسية لم تتجاوز عشرة أيام.
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
وأقبل الصينيون بحماسةٍ كبيرةٍ على بناء هذه المنشأة التي تتسع لنحو ألف سرير، حيث بثت القنوات التلفزيونية عبر الإنترنت مباشرةً ولمدة 24 ساعة يومياً برامج حول انكباب 4 آلاف عامل مع معدات الحفر لإنهاء العمل في المستشفى الذي يتسع لـ 1000 مريض.
صورة من: Imago Images/C. Yang
وُضع المستشفى الذي أُطلق عليه اسم "هيوشنشان"، تحت سيطرة الجيش، وهو واحد من مستشفيين مجهزين مسبقاً تقرر تشييدهما بهدف تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية في هذه المدينة الكبيرة التي يقطنها 11 مليون شخص، والتي تواجه تدفقاً غير اعتيادي من المرضى. "هيوشنشان" تعني "جبل إله النار"، وهي شخصية من الأساطير التاوية، قادرة - بحسب الأسطورة - على تخليص الجسم من الفيروس بفضل السخونة التي يصدرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua
عمل البناؤون ليل نهار لإنهاء تشييد هذا المستشفى، وارتدى جميعهم أقنعة واقية بطلب من السلطات التي أمرت جميع سكان ووهان بفعل ذلك. بعد تهيئة الأرض ووضع قاعدة من الإسمنت ثم مدّ المستشفى بالماء والكهرباء، قاموا بتركيب 400 غرفة باستخدام جدران مسبقة الصنع، وتزويدها بالمعدات الطبية والحمامات.
صورة من: Getty Images
جرى وصل الموقع بشبكة الجيل الخامس للإنترنت "5 جي" التي تتيح إجراء اتصالات شديدة السرعة والقيام بتشخيصات عبر الفيديو من خلال طاقم خبراء يقوم بتوجيه الفرق الميدانية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Chinatopix
تحاول السلطات الصينية التغطية على الانتقادات التي تتعرض له سلطات مدينة ووهان لبطئها في إعلان حالة الطوارئ. أما آلة الدعاية الحكومية فقد أثنت على بناء المستشفى باعتباره رمزاً لقدرة التعبئة الاستثنائية التي تتمتع بها الصين لمواجهة الكوارث.
صورة من: Imago/L. He
كما أمرت الحكومة الصينية ببناء مستشفى ميداني آخر، إذ انطلقت أعمال تشييده في ووهان وسُمي "ليشنشان" (أو جبل إله البرق) الذي يعاقب من يضطهدون الناس بحسب الأسطورة، ويفترض أن يكون قادراً على استقبال أولى المرضى هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يتسع لـ 1600 مريضاً.
صورة من: Getty Images
كانت أول ضحية لفيروس كورونا المستجدّ رجلاً تجاوز الستين من العمر ويعاني من تدهور صحته بالأساس، وهو نموذج لجميع الذين قضوا لاحقاً جراء هذا المرض. أودى هذا الوباء الشبيه بوباء سارس منذ أن أعلنت بكين ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر، بـ 490 شخصاً في الصين القارية فيما سجلت أكثر من 24300 إصابة، وفق آخر حصيلة صدرت الأربعاء.