وفاة عشرات المهاجرين بعد غرق مركبين قبالة السواحل التونسية
٩ مارس ٢٠٢١
لقي ما لا يقل على 39 مهاجرا بينهم أربعة أطفال حتفهم، فيما تم إنقاذ 165 مهاجرا، بعدما غرق مركبان قبالة سواحل تونس، كانا في طريقهما إلى السواحل الإيطالية، حسب مصادر تونسية رسمية.
إعلان
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية إن ما لا يقل عن 39 مهاجرا أفريقيا لقوا حتفهم اليوم الثلاثاء (التاسع من مارس/ آذار 2021) بعد غرق مركبين قبالة سواحل مدينة صفاقس بينما كانوا يحاولون الإبحار باتجاه سواحل إيطاليا.
وقال الرائد محمد زكري إنه أمكن إنقاذ 165 آخرين أغلبهم أفارقة فيما تستمر عملية البحث. وتُواصل الوحدات البحرية وفرق الغوص عمليات البحث بالموقع. وأصبحت سواحل صفاقس نقطة انطلاق رئيسية باتجاه إيطاليا في قوارب مكتظة بمهاجرين هاربين من الصراع والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط سعيا وراء حياة أفضل في أوروبا.
وأعلن مصدر في الحرس البحري بإقليم صفاقس، الرائد علي العياري، أن المهاجرين كانوا على متن قاربين في هجرة غير شرعية نحو السواحل الإيطالية . وتابع أن عمليات البحث والتمشيط المشتركة بين الحرس البحري وجيش البحر، لا تزال مستمرة باستخدام غطاسين ولكنه استبعد العثور على المزيد من الجثث. وهذه أحدث مأساة تشهدها السواحل التونسية حيث تنشط قوراب الهجرة السرية نحو السواحل الإيطالية التي تعد أقرب نقطة على السواحل الأوروبية.
وفي كانون أول/ديسمبر الماضي انتشلت البحرية التونسية 20 جثة لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء معظمها لنساء، فيما أنقذت خمسة أشخاص.
ورغم تدابير الإغلاق المرتبطة بجائحة فيروس كورونا في عام 2020، بلغ عدد المهاجرين التونسيين الذين وصلوا إلى الأراضي الإيطالية بطرق غير شرعية عبر البحر أكثر من 12 ألفا، بحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذي يهتم بمواضيع الهجرة. ويعد الرقم أعلى بكثير من الرقم المسجل في عام 2019 حيث وصل أكثر من 2600 تونسي إلى السواحل الإيطالية. ويعتمد المنتدى على ما يرصده نشطاء في الجهات من وقائع وشهادات، بالإضافة إلى البيانات الصادرة عن وزارتي الداخلية في تونس وإيطاليا ومنظمات من المجتمع المدني في البلدين.
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو