توفي آخر الرؤساء البيض في جنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك عن 85 عاما بعد صراع مع السرطان. واشتهر دي كليرك بالتفاوض على الانتقال السلمي للسلطة إلى نيلسون مانديلا، وفاز معه بجائزة نوبل للسلام عام 1993.
فريديرك دي كليركصورة من: Herbert Neubauer/picture alliance
إعلان
توفي آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك الذي أفرج عن رمز مناهضة الفصل العنصري نيلسون مانديلا وتقاسم معه جائزة نوبل للسلام، الخميس (11 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) عن 85 عامًا، بحسب ما أعلنت مؤسسته. و
قال بيان إن "مؤسسة إف دبليو دي كليرك تعلن ببالغ الحزن وفاة الرئيس السابق بهدوء في منزله في فريسناي صباح اليوم (الخميس) بعد صراع مع السرطان" تاركًا وراءه زوجته إلينا وولديه جان وسوزان وأحفاده.
وأعلن دي كليرك إصابته بالسرطان في عيده الـ85 في 18 آذار/مارس من العام الجاري.
ويتذكّر كُثر خطابه الشهير الذي ألقاه في 2 شباط/فبراير 1990، وأعلن فيه رفع الحظر المفروض على المؤتمر الوطني الأفريقي وحركات التحرير الأخرى. وفي نفس الخطاب، أمر بإطلاق سراح نيلسون مانديلا بعد 27 عامًا في السجن.
وقال حينذاك "أتمنى أن يدرك التاريخ أنني وكل الذين دعموني أظهرنا شجاعة ونزاهة وصدقا في لحظة الحقيقة في تاريخنا. وأننا اتخذنا الاتجاه الصحيح". وبعد 20 عامًا على هذا الخطاب، أكّد دي كليرك أن تحرير مانديلا سمح بـ"تجنب كارثة".
الحداد على فقدان نيلسون مانديلا، جوهانسبوع،
02:44
This browser does not support the video element.
وُلِد دي كليرك في المركز الاقتصادي في جوهانسبرغ في 18 آذار/مارس 1936 لعائلة من الأفريقانيين (مجموعة عرقية بيضاء تنحدر أساسًا من المستعمرين الهولنديين) وكان والده أحد أعضاء مجلس الشيوخ البارزين في نظام الفصل العنصري وشغل منصب الرئيس بالوكالة لفترة وجيزة.
ودرس القانون قبل انتخابه في البرلمان كعضو في الحزب الوطني الذي أقام نظام الفصل العنصري. ثم تولى دي كليرك عدة مناصب وزارية قبل أن يصبح رئيسًا في عام 1989.
واشتهر دي كليرك بالتفاوض على الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة بقيادة السود تحت حكم نيلسون مانديلا، وتم تكريمه عالميا لدوره في التخلص من نظام الفصل العنصري وفاز مع مانديلا بجائزة نوبل للسلام عام 1993. وفي العام التالي فاز مانديلا في أول انتخابات مفتوحة لجميع الأجناس في جنوب أفريقيا مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
لكن دور دي كليرك في الانتقال الديمقراطي لا يزال موضع خلاف بعد أكثر من 20 عاما من انتهاء نظام الفصل العنصري. فقد غضب كثيرون من السود لإخفاقه في الحد من العنف السياسي في السنوات المضطربة التي سبقت انتخابات 1994، وفي الوقت نفسه يعتبره اليمينيون البيض الذي حكموا البلاد لفترة طويلة خائنا لقضية تفوق العرق الأبيض.
وكتب عنه مانديلا "عنما أصبح رئيس الحزب الوطني، بدا وكأنه رجل الحزب المثالي، لا أكثر ولا أقل" مشيرا إلى أن "لا شيء في ماضيه كان يوحي ولو بشكل طفيف بروح إصلاحية".
تزوّج دي كليرك زوجته الأولى ماريكي في نيسان/أبريل 1958 وتبنّوا ثلاثة أطفال. تطلّق الزوجان عام 1998 بعد اعترافه بإقامة علاقة مع ايليتا خورخياديس، زوجة أحد أهمّ اليونانيين في مجال الشحن، فتزوجها في السنة نفسها.
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
بالصور: صعود وسقوط نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا
ما من وسيلة إعلامية تستطيع عرض تاريخ جنوب إفريقيا بطريقة أكثر تعبيراً من الصور الفوتوغرافية. ولعل ذلك أحد أسباب تنظيم متحف إفريقيا في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبورغ لمعرض فوتوغرافي حول تاريخ القمع والحرية في البلاد.
صورة من: Museum Africa
إرث ثقيل
تعاني المناطق التي يسكنها السود في جنوب إفريقيا منذ سنوات من تبعات التمييز العنصري، إذ ما تزال محرومة من التعليم والرعاية الصحية والازدهار الاقتصادي. هذا ما يوثقه معرض كبير للصور الفوتوغرافية في عاصمة جنوب إفريقيا، جوهانسبورغ، وذلك في ذكرى مرور 20 عاماً على سقوط نظام التمييز العنصري (الأبارتهايد) هناك.
صورة من: Thabiso Sekgala
شاهد على حقبة أليمة
"الرسالة واضحة: حتى وإن كانت التفرقة العنصرية مقننة، لا يغير ذلك شيئاً من طابعها اللا أخلاقي". في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، خرج أفراد من المنظمة الحقوقية "الأوشحة السوداء" إلى الشوارع للتظاهر ضد نظام الفصل العنصري. أحد المصورين وثق هذه المظاهرة الاحتجاجية من خلال صوره. يذكر أن "الأوشحة السوداء" تأسست من قبل نساء بيض وقد وصفها نيلسون مانديلا عام 1990 بـ"ضمير جنوب إفريقيا البيضاء".
صورة من: Museum Africa
الكاميرا كسلاح
أحد أشهر المصورين السود يتعرض للاعتقال: إنه بيتر ماغوبانه، الذي بدأ حياته العملية كسائق وساع بريد للمجلة الأسطورية درام (DRUM). وقد كان الألماني يورغن شادبيرغ هو من علمه كيفية التصوير بالكاميرا. وقد ذاع صيت موغوبانه على الصعيد العالمي عبر صور لانتفاضة السود في الأحياء العشوائية الفقيرة وكان يخفي كاميراته عن سلطات نظام التفرقة العنصرية التي كانت عادة ما تمنعه من تصوير مثل هذه الأحداث.
صورة من: Museum Africa, Johannesburg
نهاية حي "صوفيا تاون"
بدأ نظام الأبارتهايد في الخمسينيات بتقسيم الأحياء السكنية وفقاً للانتماء العرقي. وفي إطار حملته هذه، تم هدم بيوت حي "صوفيا تاون" المختلط عرقياً، والذي كان يشكل المركز الثقافي للأغلبية السوداء. وعلى أنقاض البيوت المهدمة تم بناء حي "تريومف" (النصر) الذي كان مخصصاً فقط للسكان البيض.
صورة من: Museum Africa
القطار الكنيسة
يقضي سكان الأحياء العشوائية الفقيرة السود وقتاً طويلاً في التنقل إلى أماكن عملهم في وسط المدينة. وبالرغم من ذلك، لم تخل تلك السفرات المتعبة والطويلة في القطارات المكتظة من لحظات روحية. بعض هذه اللحظات وثقها المصور سانتو موفوكينغ في سلسة رائعة من الصور. وما يزال الدين والمعتقد يلعبان دوراً مهماً في المجتمع الجنوب إفريقي حتى اليوم.
صورة من: Museum Africa, Johannesburg
مقاومة أمام المحكمة
صحفيون عام 1956 خلال ما عُرف بـ"محاكمة خيانة الوطن"، التي شملت 156 شخصاً في جنوب إفريقيا متهمين بالخيانة، إذ كانوا قد نشروا "وثيقة الحرية"، التي تدعو إلى إلغاء نظام الأبارتهايد. وقد كان نيلسون مانديلا من بين هؤلاء المتهمين. ساهمت هذه المحاكمة في ظهور حركة تضامنية بين الجماعات المعارضة بغض النظر عن انتمائها العرقي.
صورة من: Museum Africa, Johannesburg
رمز للكفاح من أجل الحرية
عُلقت إحدى الصور الشهيرة للمعرض في وسط سوفيتو كنصب تذكاري للتذكير بحقبة الكفاح من أجل إلغاء التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. وتذكر هذه الصورة بانتفاضة تلاميذ المدارس، الذين احتجوا عام 1976 ضد سياسة التمييز العنصري. وقد لقي التلميذ هيكتور بيترسن خلال هذه المظاهرة مصرعه بعد إطلاق النار عليه. وقد وثق المصور سام نزيما هذه اللحظة في صورة جابت شتى أنحاء العالم.
صورة من: DW/Ulrike Sommer
حزن وغضب
يظهر المعرض أيضاً صوراً للحزن الجماعي، إذ عادة ما كانت مراسم تأبين ضحايا السياسة العنصرية تتحول إلى تظاهرات سياسية كبيرة، على غرار تأبين أفراد مجموعة "كريدوك فور" (Craddock Four) المعارضة، الذي تعرضوا عام 1985 للاختطاف والقتل. وتبين بعدها أن ضباط من قوة الدفاع الجنوب إفريقية هم من كانوا يقفون وراء العملية.
صورة من: Rashid Lombard
حقبة جديدة
بعد عقود من القمع والتمييز العنصري، احتفلت جنوب إفريقيا في الثالث من مايو/ أيار عام 1994 بنصرها وبواحد من الذين ساهموا فيه مساهمة كبيرة: إنه نيلسون مانديلا، الذي انتخب كأول رئيس لجنوب إفريقيا الديمقراطية. ويتذكر المصور جورج هاليت ذلك اليوم قائلاً: "لقد كانت لحظة لا تصدق!" وقضى هاليت 20 عاماً من حياته يصور السياسيين المنفيين، قبل أن يعود إلى بلاده لينقل بعدسته وقائع أول انتخابات حرة في بلاده.