نهاية حقبة ـ وفاة السياسي الألماني المخضرم فولفغانغ شويبله
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٣
بعد رحلة دامت أكثر من نصف قرن في عالم السياسة، رحل الألماني فولفغانغ شويبله عن سن ناهز 81 عاماً. فما أهم مراحل مسيرته وبصماته التي خلفها؟
إعلان
توفي السياسي المخضرم فولفغانغ شويبله، الذي ظل نائباً في البرلمان الألماني (البوندستاغ) لأكثر من نصف قرن، عن 81 عاماً لينهي واحدة من أطول المسيرات المهنية في مجال السياسة والتي ساعد خلالها على ترسيخ مكانة ألمانيا في قلب أوروبا.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي المسيحي المنتمي ليمين الوسط اليوم الأربعاء (27 كانون الأول/ديسمبر 2023) إن شويبله توفي بسلام في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء.
وقضى شويبله أغلب مسيرته المهنية وهو يكرس جهوده لإعادة توحيد بلاده ثم شغل فيما بعد منصب وزير المالية في عهد المستشارة أنغيلا ميركل وقت أزمة الدين في منطقة اليورو.
يعتبر شويبله من أكثر السياسيين الألمان خبرة، حيث درس القانون والاقتصاد وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1971.
وكان شيوبله عضواً في الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو حزب ميركل أيضاً، منذ 1965 وأصبح عضواً في البرلمان في 1972.
وكتب أولاف شولتس المستشار الألماني ينعي شويبله في منشور على منصة إكس قائلاً: "فقدت ألمانيا مفكراً فذاً وسياسياً شغوفاً وديمقراطياً مشاكساً".
وقدمت فرنسا التعازي أيضاً على لسان وزير المالية برونو لومير الذي عبر عن "حزنه البالغ" على منصة إكس قائلاً: "كان صديقاً وشريكاً مخلصاً وجديراً بالثقة وصانع لا يكل للصداقة بين ألمانيا وفرنسا".
اللجوء والإسلام
وباقتدار قاد شويبله، الذي كان في يوم من الأيام أعلى منصباً من ميركل قبل عكس الأدوار، السياسة الألمانية في وقت تعاملت فيه بلاده مع أزمة منطقة اليورو وحصل على تأييد من اليمين في كتلة المحافظين لثلاث حزم إنقاذ لليونان.
وقال في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بعد فترة وجيزة من فتح ميركل حدود ألمانيا أمام مئات الآلاف من المهاجرين إن البلاد تخاطر بتعرضها "لاجتياح يشبه الانهيار الجليدي" من اللاجئين بسبب تصرفات "طائشة". ثم دافع بعد ذلك عن سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها ميركل بشأن المهاجرين عندما دخل حزب "البديل من أجل ألمانيا" في النقاش واتهم الحزب اليميني المتطرف بإذكاء كراهية الأجانب.
وكان شويبله قعيداً على كرسي متحرك منذ عام 1990 بعد إطلاق النار عليه ثلاث مرات في إحدى الحملات الانتخابية بعد أيام قليلة من إعادة توحيد ألمانيا.
ويعتبر مؤتمر الإسلام في ألمانيا من أشهر البرامج السياسية والمجتمعية التي أطلقها شويبله خلال توليه وزارة الداخلية، ففي عام 2006 دعا ممثلين عن المسلمين بألمانيا إلى مؤتمر يهدف كما يقول في تصريح له بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق المبادرة "إن هدف مؤتمر الإسلام هو تطوير الإسلام في البلاد بحيث يعتبر ألمانيا وطناً له".
خ.س/ح.ز (رويترز، د ب أ)
في صور: أبرز معالم الحي الحكومي في برلين
في 19 و20 آب/ أغسطس فتحت الحكومة الاتحادية والوزرات أبوابها للزوار خلال ما بات يعرف بـ "يوم الباب المفتوح". DW تأخذكم في هذه الجولة المصورة نتعرف من خلالها على أهم معالم الحي الحكومي في العاصمة الألمانية برلين.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/S. Lubenow
مبنى الرايخستاغ
المبنى التاريخي للرايخستاغ هو شاهدٌ صامت على تاريخ برلين المضطرب. تم بناؤه في الفترة من عام 1884 إلى 1894 بناء على تصميم المهندس المعماري بول فالو على طراز النهضة الجديدة. في هذا المبنى انعقدت جلسات برلمان الإمبراطورية الألمانية، ولاحقاً اجتمع هنا برلمانيو جمهورية فايمار. منذ عام 1999 عاد المبنى مقراً لبرلمان جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Christian Beier/chromorange/picture-alliance
القبة الزجاجية لمبنى الرايخستاغ
أحد أبرز معالم مبنى الرايخستاغ هو القبة الزجاجية التي تم تصميمها من قبل المهندس الشهير نورمان فوستر. في داخل القبة يتجه الزوار بشكل دائري صعوداً على شكل حلزوني إلى قمة القبة ما يتيح إطلالة بانورامية على مدينة برلين. والقبة الزجاجية ترمز للشفافية وتسمح بشكل رمزي بمراقبة الشعب للبرلمانيين من الأعلى وهم يخوضون النقاشات ويسنون القوانين.
صورة من: imago images/imagebroker
قصر بيلفو
تم بناء قصر بيلفو في نهاية القرن الثامن عشر وهو منذ عام 1994 مقر رئيس الجمهورية الاتحادي. وتعني كلمة "بيلفو" بالفرنسية "الإطلالة الجميلة". والطراز المعماري للقصر أثار الجدل بين المؤرخين: هل القصر على طراز الباروك أم الطراز الكلاسيكي. وفي الوقت الحاضر يُصنف القصر المؤلف من ثلاثة أجنحة وطابقين على أنه من الطراز الكلاسيكي المبكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Schulze
مقر المستشارية
بالقرب من مبنى الرايخستاغ يقع مقر المستشارية. المبنى الحديث والأنيق يجسّد رسالة واضحة: الشفافية. وقد تم تصميمه من قبل المهندسين المعماريين أكسل شولتس وشارلوت فرانك. ومقر المستشارية الذي تم الانتهاء من بنائه في عام 2001 يستخدمه اليوم أولاف شولتس للقيام بمهامه بعد أن شغله في البداية غيرهارد شرودر ثم أنغيلا ميركل.
صورة من: Winfried Rothermel/picture alliance
دار باول لوبه
دار باول لوبه هي مقر لجان البرلمان الألمانية. المبنى المتخم بالفنون الحديثة يبدو من الأعلى كمشط مزدوج. جسر مشاة مزدوج يربطه بمبنى ماري إليزابيث لودرز على الضفة الأخرى لنهر شبري - رمز بصري لإعادة توحيد ألمانيا.
صورة من: Stefan Ziese/imageBROKER/picture alliance
دار يعقوب كايزر
دار يعقوب كايزر هو أكبر مباني البرلمان الألماني بـ 1745 مكتباً، ويقع بالقرب من مبنى الرايخستاغ. يطل المبنى على نهر شبري، حيث صمم الفنان الإسرائيلي داني كارافان جداراً زجاجياً كتب عليه المواد التسع عشرة الأولى من القانون الأساسي (الدستور الألماني).
صورة من: Wolfgang Minich/picture alliance
ساحة شبري
أحد أجمل الأماكن في الحي الحكومي في برلين هو ساحة شبري المقابلة لدار باول لوبه ودار ماري إليزابيث لودرز. ويمكن للزوار أن يستريحوا خلال النهار على درجات ضفاف نهر شبري، وفي فصل الصيف تظهر شاشة كبيرة في المساء: فيلم لمدة 30 دقيقة عن تاريخ الرايخستاغ والديمقراطية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
وزارة الدفاع
استخدمت مجموعة المباني على قناة لاندفير منذ عهد الإمبراطورية الألمانية من قبل عدة إدارات عسكرية. وأثناء حكم النازيين، اجتمعت هنا مجموعة مقاومة من الجيش الألماني حاولت بلا جدوى إنهاء حكم النازية من خلال محاولة اغتيال لأدولف هتلر في 20 تموز/يوليو 1944. وفي الوزارة أقيم نصب لتخليد تلك المقاومة.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
نصب المقاومة الألمانية
يُذكِّر تمثال شاب عارٍ بيديه المُربوطتين في الفناء الداخلي لوزارة الدفاع بمحاولة الاغتيال الفاشلة لأدولف هتلر. تم توسيع منطقة النصب عدة مرات لإظهار مقاومة مجموعة 20 تموز/يوليو وغيرها من المجموعات والأفراد للنظام النازي.
صورة من: picture-alliance/Arco Images/Schoening
وزارة المالية
من بين المباني الوزارية البالغ عددها 14 وزارة، تُعتبر وزارة المالية الاتحادية أكثرها تاريخيةً. تم بناؤها في عام 1935 باعتبارها وزارة الطيران تحت إشراف هيرمان غورينغ، وهي كانت أول بناء كبير تم إنشاؤه من قبل النازيين. وفي المبنى أعلن عن تأسيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1949. جدارية "بناء الجمهورية" التي تعود إلى عام 1953 صممت للتذكير بتلك اللحظة التاريخية الفاصلة.