وفاة قائد عاصفة الصحراء الجنرال الأمريكي نورمان شوارزكوف
٢٨ ديسمبر ٢٠١٢توفي الجنرال الأمريكي المتقاعد نورمان شوارزكوف، الذي قاد التحالف الدولي في عملية عاصفة الصحراء في الكويت عام 1991، في منزله في تامبا بولاية فلوريدا عن عمر ناهز 78 عاما، حسبما ذكرت تقارير إخبارية أمريكية. وقاد شوارزكوف، أحد ضباط الجيش الأمريكي المعروفين، العملية التي حررت الكويت من قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وأكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى نبأ وفاة شوارزكوف، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز" التي عمل فيها الجنرال الراحل محللا عسكريا بعد الحرب.
ولم تتضح في الحال ظروف وفاة الجنرال ذي الأربعة نجوم والذي قاد عملية عاصفة الصحراء بصفته قائد القيادة الأميركية الوسطى وتحت إمرة رئيس أركان الجيوش الأميركية في حينه باول، في حرب ارتبطت باسميهما وارتبط اسماهما بها. وبين آب/ أغسطس 1990 وآذار/ مارس 1991 ظهر الجنرال شوارزكوف على شاشات التلفزة الأميركية وفي أنحاء العالم والى جانبه رئيس هيئة أركان الجيوش آنذاك الجنرال كولن بول الذي كان أبرز مستشار عسكري أيضا للرئيس الأسبق جورج بوش.
ومن غرفة العناية المركزة في مستشفى بهيوستون بولاية تكساس، كان الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، الذي كان يتولى الرئاسة خلال تلك الحقبة، أول من نعى الجنرال الراحل مشيدا بـ "أحد أكبر القادة العسكريين في جيله". وقال بوش في بيانه إن "باربرا (زوجته) وأنا نبكي فقدان أميركي وطني حقيقي، أحد أكبر القادة العسكريين في جيله"، لافتا خصوصا إلى أن الراحل كان أيضا "رجلا طيبا ونزيها". بدوره نعى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الجنرال شوارزكوف، مشيرا إلى أنه "ترك بصمة لا تمحى في الجيش الأميركي وفي البلاد بأسرها".
مسيرة عسكرية حافلة لا تخلو من انتقادات
ولد هيربرت نورمان شوارزكوف في 22 آب/ أغسطس 1934 وتخرج من كلية ويست بوينت العسكرية وأرسل مرتين إلى فيتنام (1965 و1970)، وتقاعد في آب/ أغسطس 1991 بعد أشهر من انتهاء حرب الخليج. وحين احتل صدام حسين جارته الجنوبية الصغيرة (الكويت) كان شوارزكوف قائدا للقيادة الأميركية الوسطى التي تغطي المنطقة "الوسطى" في الكرة الأرضية أي الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا. وبصفته قائدا لهذه المنطقة قاد الجنرال شوارزكوف نصف مليون جندي أميركي احتشدوا في السعودية وحوالي 200 ألف جندي من قوات التحالف الدولي، وذلك في عمليتي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء".
وأدى الانتصار العسكري الذي حققه على القوات العراقية، بتمكنه من طرد القوات العراقية من الكويت والسيطرة عليها في غضون أربعة أيام فقط بعد شهرين من الغارات الجوية، إلى تكريسه بطل حرب وكذلك أيضا إلى رفع معنويات الجيش الأميركي الذي كانت أذهان جنوده لا تزال مثقلة بذكريات المستنقع الفيتنامي.
لكن بعض المؤرخين العسكريين يأخذون عليه السماح للعراقيين باستخدام مروحياتهم عند نهاية الأعمال الحربية ما أتاح للنظام العراقي آنئذ قمع التمرد الشيعي في الجنوب والكردي في الشمال.
أ.ح/س.ك (رويترز، أ.ف.ب، د.ب.أ)