أعلن في مقاطعة لوس انجليس الأمريكية أن نجم موسيقى البوب الأمريكي مايكل جاكسون توفي في إحدى مستشفيات المقاطعة بعد ظهر أمس الخميس (بالتوقيت المحلي) عن عمر ناهز الخمسين عاما، وذلك بعيد نقله إلى المستشفى في حالة طارئة اثر إصابته بأزمة قلبية. وأكد المتحدث باسم معهد الطب الشرعي في مقاطعة لوس انجليس لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية أن جاكسون نقل إلى المستشفى وكان لدى وصوله فاقداً للوعي.

وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز وموقع تي.ام.زد.كوم المتخصص بأخبار المشاهير، الذي كان أول من أعلن النبأ، أن جاكسون تعرض لأزمة قلبية في منزله في هولمبي هيلز، أحد الأحياء الفخمة في شمال غرب لوس انجليس حيث كان يستأجر قصراً. ولجاكسون ثلاثة أبناء وهم برنس مايكل الأول (12 عاما) وباريس (11 عاما) وبرنس مايكل الثاني (7 أعوام).

صدمة في أوساط معجبي النجم الأسطورة

واحتشد خارج المركز الطبي المئات من عشاق جاكسون والصحفيين والشبكات الإخبارية في الوقت الذي كانت تحلق فيه طائرة تابعة لإحدى الشبكات الإخبارية. وأمام منزل والدته القريب من لوس أنجليس تجمع حشد كبير من عشاق جاكسون الليلة الماضية، كما أن انتشار نبأ وفاة النجم الأسطوري أثار موجة من الحنين والذكريات في قلوب محبيه ومعجبيه حتى قبل أن يؤكد المحققون في لوس أنجليس خبر الوفاة. وتوالت ردود الفعل من العالم اجمع على النبأ الصاعقة. فمن المنتج التاريخي لجاكسون كوينسي جونز الذي أعلن أنه "مصدوم تماماً"، إلى مادونا التي "لم تعد قادرة على الكف عن البكاء" إلى سائر نجوم عالم الاستعراض الذين وبحسب حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزينيغر يرثون "إحدى الشخصيات الأكثر نفوذاً والأكثر رمزية في صناعة الموسيقى".

عودة لم يكتب لها النجاح

ويأتي رحيل جاكسون في الوقت الذي كان فيه "ملك البوب" يأمل بعودة كبيرة إلى المسرح هذا الصيف في لندن مع سلسلة من الحفلات الموسيقية. ومنذ مغادرته كاليفورنيا في 2005 اثر دعوى قضائية بتهمة التحرش جنسيا بفتى، عاش جاكسون في شبه عزلة عن العالم وقضى القسم الأكبر من وقته في البحرين ولاس فيغاس خصوصاً. وكان منظمو حفلات جاكسون أعلنوا نهاية أيار/ مايو إرجاء سلسلة الحفلات المقررة بضعة أيام في تموز/ يوليو، مؤكدين في الوقت عينه أن الأمر "لا علاقة له" بصحة النجم، بعدما كانت شائعات وتكهنات عدة سرت عن وضعه الصحي. وكان من المقرر أن يبدأ جاكسون سلسلة من حفلات عودته إلى الغناء في لندن يوم 13 من يوليو تستمر حتى مارس آذار 2010. وكان المغني يجري تدريبات في منطقة لوس انجليس خلال الشهرين الماضيين. وبيعت تذاكر العروض للحفلات الخمسين في لندن خلال ساعات من طرحها للبيع في مارس آذار.

"ظاهرة" مايكل جاكسون

وكتبت الشهرة لجاكسون وهو لم يزل في العاشرة، بفضل صوته القوي والفريد من نوعه وبراعته غير الاعتيادية في الرقص، وكان يومها عضوا في فريق "جاكسون فايف"، حيث كان يغني مع أفراد أسرته الأربعة الآخرين، ليصعد بعدها سلم النجاح العالمي رويدا رويدا ويبلغ النجومية المطلقة مع البومات من مثل "اوف ذي وال" والذروة مع "ثريللر" في 1982.

ولكن منذ ثمانينات القرن الماضي، بدأت تشوب نجومية جاكسون ظواهر جسدية وسلوكية غريبة، والى جانب كونه ظاهرة موسيقية أصبح المغني العالمي ظاهرة بحد عينه. وفي 1993 تحطمت صورته كنجم وديع يعيش في عزلة عن الخارج في مزرعة يملكها في كاليفورنيا أطلق عليها اسم "نفرلاند" تيمنا بالشخصية الأسطورية "بيتر بان". والسبب في ذلك دعوى قضائية تتهمه بالتحرش جنسيا بفتى في الثالثة عشرة. وحلت تلك القضية وديا مقابل دفعه 3.23مليون دولار. ومذ ذلك الحين تغير نمط حياته وتوقف نشاطه الفني إلى تبخر ثروته، ما اضطره في 2006 إلى إعادة هيكلة ديونه التي بلغت في حينه نحو 170 مليون دولار، بحسب الصحافة الأميركية.

( ع.ج.م / أ ف ب/ د ب أ)

تحرير: عماد م. غانم