وفد أمريكي في تركيا لوضع "المنطقة الآمنة على السكة"
١٢ أغسطس ٢٠١٩
قبل أيام توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق حول إنشاء مركز عمليات مشتركة لإدارة منطقة آمنة شمالي سوريا. ورغم أن معالم هذه المنطقة غير واضحة إلا أن الاتفاق جنب شرق الفرات هجوماً تركيا كان وشيكاً. وفد أمريكي وصل لإنشاء المركز.
إعلان
مسائية DW: خارطة النفوذ في الشمال السوري.. من يرسمها؟
25:00
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الاثنين (12 آب/ أغسطس 2019)، عن وصول وفد أمريكي إلى ولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد، لبدء العمل في إنشاء مركز العمليات المشتركة المنوط بها تنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، وفقاً لاتفاق توصلت إليه أنقرة وواشنطن يوم الأربعاء الماضي.
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة الدفاع التركية، بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية. وأضاف البيان "وفي هذا الإطار، وصل وفد أمريكي مؤلف من 6 أشخاص إلى شانلي أورفة بهدف التحضيرات الأولية"، لافتاً إلى أنه "من المخطط بدء عمل مركز العمليات خلال الأيام المقبلة"، حسب نص البيان.
وكانت أنقرة وواشنطن توصلتا، الأربعاء، إلى اتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا. والمقصود بذلك هو إقامة منطقة فاصلة داخل الأراضي السورية بين الحدود التركية والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وجاء الاتفاق بعد مباحثات بين الجانبين التركي والأمريكي في أنقرة في الفترة ما بين الخامس والسابع من الشهر الجاري، حول المنطقة الآمنة. وأكّدت وزارة الدفاع التركية في بيان عقب المحادثات أنه جرى الاتفاق مع الجانب الأمريكي على جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.
ولم تتضح بعد معالم الاتفاق وكذلك "المنطقة الآمنة"، كما لم يتفق الطرفان بعد على روزنامة معينة لإقامتها، ولا على عمقها داخل الأراضي السورية، ولا على القوات التي ستنتشر فيها. بيد أن الاتفاق عليها رغم ذلك جنب منطقة شرق الفرات هجوماً توعدت أنقرة مراراً بالقيام به.
وتطالب تركيا بمنطقة تكون بعمق ثلاثين كيلومترا ابتداء من حدودها، وهو مطلب كرره وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي قال في مقابلة مع شبكة "تي ار تي" الرسمية "كررنا القول في كل المناسبات أن عمق هذه المنطقة يجب أن يكون ما بين 30 و40 كيلومتراً". بيد أن الجانب الأمريكي يتحدث عن عمق يتراوح بين 5 إلى 15 كيلومتراً.
ويشار إلى أنه لم يتضح بعد تاريخ إنشاء هذه المنطقة. وكانت القوات التركية شنت هجوماً برياً عام 2016 أتاح لها السيطرة على أراض في شمال شرق سوريا، ثم عادت عام 2018 وشنت هجوماً ثانياً ضد المسلحين الأكراد سيطرت بموجبه على منطقة عفرين.
أ.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب)
هزائم تاريخية أجهضت حلم "الدولة الكردية"
على مر التاريخ تشبث الأكراد بحلم إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أنه السياسة على أرض الواقع كان لها رأي آخر. في ما يلي ملف صور عن أبرز الهزائم التاريخية التي أجهضت حلم إنشاء دولة كردية في الشرق الأوسط.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل في إنشاء دولة مستقلة لهم. غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهي معاهدة لوزان، التي غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
صورة من: Imago/United Archives International
جمهورية مهاباد
في الثاني والعشري من يناير/ كانون الثاني من عام 1946، ولدت جمهورية مهاباد الكردية بدعم من الاتحاد السوفييتي. واتخذت الجمهورية الكردية من مدينة ماهاباد في أقصى شمال غرب إيران عاصمة لها. وكان قاضي محمد ومصطفى البارازاني مؤسسي الجمهورية. لكن بسبب تراجع الدعم السوفييتي بسبب ضغوط إيران، سقطت الجمهورية بعد شهور من تأسيسها.
صورة من: Imago/S. Simon
ثورة الشيخ سعيد بيران
في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد في جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران. الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التي تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية. لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.
صورة من: Gemeinfrei
الأزمة مع العراق
في عام 1974 تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك ودعا الأكراد إلى ثورة جديدة ضد الحكومة العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
اتفاقية الجزائر 1975
وقعت هذه الاتفاقية بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي، وأشرف عليها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، وكان الهدف منها هو وقف النزاعات بين الدولتين حول الحدود. لكن بعد إلغاء صدام حسين للاتفاقية، انهارت الانتفاضة الكردية بسبب انقطاع دعم إيران لها.
صورة من: Gemeinfrei
مجزرة حلبجة
في عام 1988، تعرضت مدينة حلبجة الكردية لغارات بالسلاح الكيماوي في إطار ما عُرف بحملة "الأنفال"، التي قام بها النظام السابق برئاسة صدام حسين ضد الأكراد. يذكر أن الهجوم الكيماوي على حلبجة أسفر عن مقتل ما بين 3500 إلى 5000 شخص، وفقاً لمصادر مختلفة، فيما قدر عدد المصابين بحوالي عشرة آلاف شخص.
صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images
انتفاضة 1991
بدأت قوات من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت. لكن سرعان ما أخمدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالقوة، ما تسبب في نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
أزمة الاستفتاء
في سبتمبر/ أيلول عام 2017 أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، عن إجراء استفتاء شعبي لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن ذلك قوبل برفض شديد من الحكومة في بغداد. كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Y. Keles
سقوط عفرين
بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في الثامن عشر من مارس/ آذار 2018 على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية. إعداد: إيمان ملوك