من المنتظر وصول وفد المعارضة السورية الرئيسية مساء السبت إلى جنيف للمشاركة في مباحثات السلام بخصوص سوريا. وشددت الهئية العليا للمفاوضات التي واجهت ضغوطا أمريكية للمشاركة "دون شروط"، عل ضرورة بحث القضايا الإنسانية أولا.
إعلان
يتوجه ممثلون عن المعارضة السورية الرئيسية اليوم السبت (30 يناير/ كانون الثاني 2016) إلى جنيف للمشاركة في مباحثات السلام حول سوريا، وفق ما أعلن عنه المتحدث عن الهئية العليا للتفاوض رياض نعسان.
وكانت الهئية قد أعلنت أول أمس الخميس عدم مشاركتها في مباحثات جنيف، غير أن رياض نعسان عاد مساء الجمعة ليكشف أن فريقا مؤلفا من 17شخصا يتضمن رياض حجاب ورئيس فريق التفاوض أسعد الزعبي، سيركبون طائرة خلال الساعة المقبلة من العاصمة السعودية باتجاه سويسرا.
ووافقت المعارضة السورية الرئيسية على السفر لجنيف حيث افتتحت الأمم المتحدة أمس الجمعة محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام لكنها قالت إنها تريد مناقشة القضايا الإنسانية قبل الخوض في المفاوضات السياسية.
وقررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اثر أربعة أيام من المشاورات المكثفة في العاصمة السعودية، إرسال وفد إلى جنيف، مشددة على ضرورة البدء بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 خصوصا لجهة إرسال المواد الغذائية إلى المناطق المحاصرة ووقف عمليات القصف على المدنيين، قبل التفاوض.
وجاء في البيان أن الهيئة وافقت على "المشاركة بالعملية السياسية لاختبار جدية الطرف الأخر من خلال المباحثات مع فريق الأمم المتحدة لتنفيذ الالتزامات الدولية والمطالب الإنسانية كمقدمة للعملية التفاوضية وإتمام عملية الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية".
من جهتها قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان انها "تؤيد قرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية بالرياض المشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده".
وبدا واضحا أن المعارضة تتعرض لضغوط دولية مكثفة للمشاركة، ولا سيما من واشنطن التي طالبتها بالتوجه إلى جنيف من دون "شروط مسبقة".
من جهته، اتهم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأنه يحمل "أجندة إيرانية". وأكد خوجة في تصريحات لصحيفة"الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم السبت، أن المعارضة السورية لن تشارك في أي مفاوضات مع النظام السوري إلا بعد تحقيق الشروط الإنسانية وفي مقدمتها فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين.
و.ب/ ح.ع.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.