بسبب الإصابة غاب مانويل نوير عن مباراة انجلترا وسيغيب أيضا عن مباراة أذربيجان. غيابه فتح الطريق لآخرين للعودة للمانشافت. وفي الوقت الذي تشكو فيه دول من نقص في مركز حراسة المرمى توجد لدى ألمانيا وفرة قد تكون مشكلة أيضا.
إعلان
أصاب عشاق المنتخب الألماني صدمة حينما علموا بغياب الحارس العملاق مانويل نوير عن مباراة انجلترا الودية ومباراة أذربيجان الرسمية. فالحارس العملاق، الذي يزود عن عرين المانشافت منذ سبع سنوات قرر البقاء في ميونيخ للعلاج من إصابته في ربلة الساق (عضلة السمانة).
وفتح غياب نوير عن المباراتين المجال لعودة كيفن تراب حارس مرمى باريس سان جيرمان، ليكون بجانب مارك-أندري تير شتيغن (برشلونة الأسباني) وبيرند لينو (باير ليفركوزن). كما أفسح الطريق أمام تير شتيغن، ليكون الحارس الأساسي فأثبت جدارته في مباراة انجلترا مساء الأربعاء (22 مارس/ آذار 2017) وساهم في فوز المانشافت بهدف رائع سجله لوكاس بودولسكي، الذي كان يلعب آخر مبارياته بقميص المانشافت. ومنحت مجلة كيكر لتير شتيغن ولوكاس بودولسكي أعلى تقييم بين لاعبي المنتخب الألماني، حيث حصلا على الدرجة "2"، وفي المقابل مثلاً حصل يوسوا كيميش على الدرجة "5"، أي أقل درجة، فقد قدم أضعف أداء.
ويرى أندرياس كوبكه، حارس مرمى ألمانيا السابق ومدرب حراس مرمى المانشافت حالياً أن استدعاء تراب في غياب نوير جاء نتيجة تألق الحارس الألماني مع فريقه الفرنسي وثبات مستواه العالي. وقال كوبكه لمجلة كيكر في عدد الخميس (23 مارس/ آذار 2017) إن الثلاثي، نوير وتير شتيغن ولينو لهم الأولوية قبل الحراس الآخرين "لكن ذلك لا يعني أن الباب (في المنتخب الألماني) مغلق".
ويؤكد كوبكه أن ألمانيا لديها كثير من الحراس أصحاب المستوى الجيد والدليل هو وجود حراس المرمى الألمان في أكبر البطولات الأوروبية هذا الموسم. فما زال في دوري الأبطال اثنان هما نوير (بايرن ميونيخ) وتير شتيغن (برشلونة)، بينما ودع المسابقة اثنان هما تراب (باريس) ولينو (ليفركوزن). كما أن رالف فيرمان ما زال مع شالكه في منافسات الدوري الأوروبي.
بدلاء نوير في حراسة المانشافت يمكن أن يشاركوا في كأس القارات هذا الصيف، إذا ما قرر نوير بالاتفاق مع المدرب يوآخيم لوف الاستراحة هذا العام، بدلاً من الذهاب إلى روسيا، على أن يعود في كأس العالم 2018.
لكن الحراس أصحاب المستوى في ألمانيا لا يقتصر على هؤلاء فهناك أسماء أخرى برزت في السنوات الأخيرة لكنها حالياً تعيش أزمات مثل رون روبيرت تسيلر، حارس ليستر سيتي الإنجليزي ولوريس كاريوس، حارس ليفربول، اللذين لا يلعبان أساسيين مع فريقيهما، وتيمو هورن، حارس كولونيا، الذي لم يكن يلعب في الفترة الأخيرة بسبب إصابته.
"نوير مقياس كل شيء"
حراس المرمى الثلاثة خلف نوير في المانشافت كلهم لديهم خبرات في دوري أبطال أوروبا، أكبر وأشهر مسابقة للأندية في العالم. ففيها يحصل الحارس على الخبرة الدولية ويواجه أقوى الفرق والمهاجمين، ويتطور أداؤه، مثلما حدث تماماً مع تير شتيغن في برشلونة.
ويعتقد كوبكه أن وجود هذا العدد من الحراس أصحاب الخبرة الأوروبية هو رفاهية ومشكلة في آن واحد، وقال لكيكر "بالنسبة لنا كمدربين يعد أمراً مريحاً، لكنه موقف صعب بالنسبة للأولاد (يقصد الحراس)".
وأكد مدرب حراس مرمى منتخب ألمانيا أنه سعيد مع كافة هؤلاء الحراس فجميعهم لديهم مستوى مرتفع وكان كل واحد منهم ربما سيصبح الحارس الأول لو لعب لمنتخب آخر، "لكن مانو (مانويل نوير) سيبقى من وجهة نظرنا ولمدة طويلة يؤدي على أعلى مستوى".
ويتفق كوبكه مع ما قاله العملاق بوفون بأن "نوير هو مقياس كل شيء" في حراسة المرمى ويقول "مانو صاغ شكل أداء حارس المرمى في السنوات الأخيرة، وكل واحد تقريباً يحاول أن يؤدي مثله، وعندما يقول جيجي (جيانلويجي) خصوصاً هذا الكلام؛ يكون له ثقل خاص".
ألمانيا موطن حراس مرمى كرة القدم بمستوى عال
تعد ألمانيا من البلدان التي انجبت حراس مرمى كرة القدم في العالم بمستوى عال. في هذه الجولة نتعرف على أشهر هؤلاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن.
صورة من: Getty Images
يعد مانويل نوير (30 عاما) أفضل حارس مرمى في تاريخ ألمانيا، فهو فعلا أسطورة في تمتيع الجماهير بأدائه الراقي. ولا يكاد يوجد لاعب آخر مثل نوير فاز بالألقاب التي حصل عليه هذا الأخير. فقد حصد كأس العالم بالبرازيل، ودوري أبطال أوروبا. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم ثلاث مرات، وقد صعد نجمه بالخصوص عام 2014، حيث حصل فيه على عدد كبير من الجوائز. كما إنه تولى أيضا مهمات جديدة في الفريق، مثل الدفاع.
صورة من: Bongarts/Getty Images/L. Baron
حتى وقت قريب كان العملاق أوليفر كان (47 عاما) أفضل حارس ألماني في رأي الكثيرين. فقد فاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم 3 مرات، واختير عام 2002 كأفضل لاعب في مونديال كوريا واليابان، رغم خسارة النهائي أمام البرازيل. ويعد أوليفركان الحارس الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في كأس العالم. ألقابه مع بايرن ميونيخ كثيرة، مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
سيب ماير (72 عاما) هو صاحب الرقم القياسي لحراسة مرمى منتخب ألمانيا حيث خاض معه 95 مباراة. وكان يمثل مع غيرد مولر وبكنباور ثلاثي الأحلام في بايرن ومنتخب ألمانيا. حقق إنجازات كبيرة مع المنتخب الوطني وبايرن أبرزها الفوز بكأس العالم في ميونيخ 1974، وكأس الأمم الأوروبية 1972. وقد أجبر عام 1979 على الاعتزال بسبب حادث سيارة. تم اختياره كحارس القرن في ألمانيا، وحل رابعا على قائمة حراس القرن في العالم.
صورة من: STAFF/AFP/Getty Images
توني شوماخر (62 عاما) كان يعد أحد أفضل حراس المرمى في العام في الثمانينيات. لعب 76 مباراة دولية، حيث وصل لنهائي مونديال إسبانيا 1982 ومونديال المكسيك 1986. وفاز قبل ذلك مع بلده بكأس الأمم الأوروبية 1980. أثار الكثير من الجدل بسبب ارتطامه باللاعب الفرنسي باتيستو في مونديال إسبانيا. بعد خروجه من المنتخب ومن فريق كولونيا ذهب لتركيا وفاز مع فنربخشه بالدوري هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
بودو إلغنر (49 عاما) كان الحارس الاحتياطي لشوماخر في كولونيا وبعدما طرد شوماخر أصبح أساسيا وخاض مع كولوينا 326 مباراة. انتقل إلى ريال مدريد وخاض معه 91 مباراة حيث فاز مرتين بدوري أبطال أوروبا. خاض مع منتخب ألمانيا 54 مباراة وفاز معه بكأس العالم 1990 بإيطاليا، وهو أصغر حارس مرمى يفوز بكأس العالم. وكان ثلاث مرات من بين أفضل ثلاثة حراس للمرمى في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
ينس ليمان (46 عاما) لعب لشالكه 10 أعوام. وهو أول حارس مرمى في ألمانيا يسجل هدفا أثناء اللعب، عندما سجل في مرمى دورتموند. انتقل إلى ميلانو ثم إلى دورتموند ليفوز معه بالدوري وانتقل إلى أرسنال وخاض معه 147 مباراة. اختاره كلينسمان بديلا عن أوليفر كان ليحرس مرمى ألمانيا في مونديال 2006. ومازال حاضرا في الأذهان تصديه لركلات الترجيح أمام الأرجنتين، حيث أوصل ألمانيا لنصف النهائي الذي خسرته أمام إيطاليا.
صورة من: AP
أندرياس كوبكه (54 عاما) أو "أندي" هو أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ ألمانيا. ويدرب حراس مرمى المنتخب منذ كأس القارات عام 2005. لعب 59 مباراة دولية، كما احترف في فريق أوليمبك مرسيليا الفرنسي. فاز مع ألمانيا كلاعب بكأس أمم أوروبا 1996، وهو العام الذي حصل فيه على لقب أفضل حارس مرمى في العالم. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في ألمانيا أربع مرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
توني توريك، توفي عام 1984، وعمره 65 عاما. كانت مهنته أصلا خبازا وشارك في الحرب العالمية الثانية ووقع في الأسر، وقد خاض أول مباراة له مع ألمانيا وهو في سن 31 عاما، وهو رقم قياسي لحارس مرمى صمد أكثر من 60 عاما. كان ذلك عام 1950 في أول مباراة دولية يلعبها منتخب ألمانيا بعد الحرب.لعب للمنتخب 20 مباراة دولية فقط واستطاع مع زملائه الفوز بكأس العالم عام 1954 في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/ dpa
هانز تيلكوفسكي (81 عاما) خاض مع المانشافت 39 مباراة في الفترة بين 1957 و 1967، وهو الحارس الذي احتسب ضده "هدف شهير" في ملعب ويمبلي 1996 (الصورة)، رغم أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، في رأي الكثيرين. وبذلك خسرت ألمانيا نهائي كأس العالم أمام انغلترا. قبلها بعام تم اختياره كأفضل رياضي في ألمانيا وكان يتميز بتمركزه الجيد خلال اللعب.
صورة من: picture-alliance/ dpa
توفي بيرت تراوتمان عام 2013 عن عمر 89 عاما. اختارته جماهير مانشستر سيتي 2007 كأفضل لاعب في تاريخ النادي، الذي لعب له 639 مباراة من عام 1949 حتى 1964. تم تكريمه من طرف الملكة إليزابيث عام 2004 والاتحاد الألماني للكرة 2008 لدوره في التصالح بين ألمانيا وإنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية. وقع له كسر في العنق عندما اصطدم مع مهاجم بيرمينغهام في نهائي كأس عام 1956، لكنه واصل اللعب ليحقق لفريقه اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان الحضور الجماهيري في حفل تأبين روبيرت إنكه كبيرا جدا روبيرت إنكه. فخلال لحظة يأس من الحياة بسبب مشاكل نفسية ألقى إنكه بنفسه أمام قطار فلقي مصرعه في الحال في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، وكان عمره 32 عاما. وقد أقام نادي هانوفر حفل تأبين له في ملعب كرة القدم حضره نحو 40 ألف شخص وشارك في حمل نعشه زملاؤه في هانوفر ومن المنتخب الألماني، في منظر حزين سيبقى عالقا في ذاكرة محبيه.