أعلن ترامب أن مفاوضات إطلاق سراح الرهائن قد تستمر "لبضعة أيام". وفيما يتوجه وفد إسرائيلي إلى شرم الشيخ للتفاوض، تؤكد حماس استعدادها الفوري لبدء عملية التبادل. وفي ذلك، يواجه نتنياهو انتقادات من شركائه في ائتلافه اليميني.
يواجه بنيامين نتنياهو انتقادات حادة من شركائه في الائتلاف اليميني بسبب معارضتهم خطة ترامب لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.صورة من: Win McNamee/Getty Images
إعلان
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد (الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2025) أن مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس قد تستمر "بضعة أيام".
وقال ترامب لصحافيين في البيت الأبيض: "إنهم في خضم المفاوضات الآن. لقد بدأوا المفاوضات. وستستمر لبضعة أيام".
ومن المقرر إجراء محادثات غير مباشرة لبحث مسألة الإفراج عن الرهائن؛ إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفده المفاوض سيتوجه الى مصر صباح الغد الاثنين.
وجاء في بيان عن مكتب رئيس الحكومة "سيغادر الوفد في الغد لمباحثات ستعقد في شرم الشيخ في مصر"، مشيرا الى أنه سيكون برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
يترقب سكان غزة انطلاق مفاوضات شرم الشيخ غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، فهل تنتهي معاناتهم؟صورة من: Eyad Baba/AFP/Getty Images
انتقادات لنتنياهو
وفي ذلك، قال مراقبون إن نتنياهو يواجه رد فعل عنيفا وانتقادات لاذعة من أعضاء في ائتلافه الحاكم من غلاة القوميين، وقد تجبر معارضتهم خطة ترامب على إجراء انتخابات مبكرة.
وبحسب تقرير لرويترز، فإن فكرة أن حماس يمكن أن تظل موجودة، ناهيك عن أن تكون في وضع يسمح لها بمواصلة مناقشة خطة غزة بعد إطلاق سراح الرهائن، أثارت غضب شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "لا يمكننا الموافقة تحت أي ظرف من الظروف على سيناريو يجري فيه إحياء المنظمة الإرهابية التي تسببت في أفدح كارثة تحل على دولة إسرائيل".
وأضاف في منشور على إكس "لن نكون شركاء في ذلك بأي حال من الأحوال" مهددا بالاستقالة من الحكومة.
ويرى التقرير بأنه إذا استقر في قناعة وزراء اليمين المتطرف أن نتنياهو قدم تنازلات أكثر من اللازم لإنهاء الحرب، فإن ائتلافه الحاكم يمكن أن ينهار قبل عام كامل من الانتخابات المقبلة المقررة في أكتوبر/تشرين الأول 2026.
"نزع سلاح" حماس
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن السلام في غزة لن يكون ممكنا إلا في حال نزع سلاح "الجماعات الإرهابية".
وفي مقابلة مع برنامج " واجه الصحافة " على شبكة "إن بي سي"، شدد روبيو على أن الأولوية القصوى تبقى الإفراج عن الرهائن المحتجزين.
وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق أهداف بعيدة المدى، من بينها كيفية نزع سلاح أي جماعة تبني أنفاق تهريب أو تنفذ هجمات ضد إسرائيل.
وكانت حماسقد وافقت جزئيا على خطة ترامب، لكنها لم تبد قبولا صريحا لشرط نزع السلاح. وبموجب الخطة، فإنه بعد الإفراج عن جميع الرهائن، سيمنح عناصر حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ويلقون سلاحهم عفوا.
يشار إلى أن حركة حماس هي جماعة إسلامية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
تحرير: عماد غانم
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م