سعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء إلى تبديد المخاوف في الولايات المتحدة حول التحقيق في نشاطات إيرانية نووية سابقة مفترضة بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي بين طهران والدول الكبرى في تموز/ يوليو.
إعلان
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء (25 آب/ أغسطس 2015) إنها تلقت "قدراً كبيراً" من المعلومات من إيران لتبديد القلق من احتمال أن يكون لنشاطها النووي في الماضي جوانب عسكرية. لكن من السابق لأوانه استخلاص نتائج منها.
وقال يوكيا أمانو، المدير العام للوكالة، للصحفيين إن من السابق لأوانه القول بأن إيران قدمت أي معلومات جديدة عندما أرسلت تلك المعلومات للوكالة في الخامس عشر من أغسطس/ آب. وأضاف إنه يعتقد أن الترتيبات النووية التي تم التوصل إليها مع إيران الشهر الماضي "أقوى نظام تأمين في الوقت الحالي".
وأكد أمانو في اجتماع بفيينا أن "الترتيبات التي تم الاتفاق عليها مع إيران جيدة من الناحية التقنية وتتوافق مع ممارسات وضوابط السلامة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذه الترتيبات لا تنتهك معاييرنا بأي شكل من الأشكال".
من جهة أخرى، تظاهر عشرات من الطلاب الإيرانيين الثلاثاء أمام البرلمان في طهران رفضاً للاتفاق النووي الذي وقعته بلادهم والقوى الكبرى، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية. وأطلق الطلاب شعارات مثل "ضعف البرلمان" ورفعوا لافتات تعتبر الاتفاق النووي بمثابة "حصان طروادة أمريكي للتسلل إلى إيران".
واتهم المتظاهرون برلمان بلادهم بأنه "شريك الحكومة في الجريمة" التي يمثلها في رأيهم اتفاق الرابع عشر من تموز/ يوليو. ويلحظ هذا الاتفاق الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية التي فرضت على طهران منذ 2006.
وحتى الآن، ما يزال غير واضح ما إذا كان البرلمان الإيراني، الذي يهيمن عليه المحافظون، سيصوت على الاتفاق، ولكن تم تأليف لجنة برلمانية خاصة لمناقشته.
ح.ع.ح/ي.أ(رويترز/أ.ف.ب)
توازنات المصالح قد يحسمها الوفاق الإيراني الدولي
بعد سنوات من الجدل والمفاوضات الحثيثة، تتفاوض ايران في فينا عاصمة النمسا مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين +ألمانيا) في محادثات يفترض أن تنتهي مهلتها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
صورة من: Reuters
تصاعدت حدة التوتر في فيينا خلال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني . روسيا ومنذ بداية التسعينات أمدت إيران عبر شركاتها بمكونات مفاعلاتها النووية، موظفة كل الملف لتحقيق مكاسب على حساب الغرب .
صورة من: tabnak
مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، وتحقيق خصومه الجمهوريين فوزا واضحا، في مجلس الشيوخ، بات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث عن انطلاقة جديدة، وهو يأمل في تحقيق نتائج ملموسة حول الملف النووي الإيراني فيما توعدت المعارضة الجمهورية بإفشال أي اتفاق قد يكون "ضعيفا وخطيرا".
صورة من: Reuters/Bourg
مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل ، والذي لايزال قيد الإنشاء. تسعى إيران من خلال امكاناته الى الحد من كمية البلوتونيوم المستخدم في التخصيب النووي، بينما يريد الغربيون أن تتخلى إيران عن المشروع بشكل كامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Forutan
التوصل لاتفاق يعد تأكيدا للدور الألماني الذي دعا مرارا إلى التفاوض لإنهاء الأزمة، وتأكيدا للبيان الذي أطلقته ألمانيا والدول الخمس دائمة العضوية، والذي ينص على السعي لحل القضية النووية الإيرانية من خلال المفاوضات داعيا دائما إيران إلى قبول "حزمة الحوافز" المقدمة دوليا.
صورة من: picture alliance/dpa
إبرام اتفاق بين ايران والمجموعة الدولية و رفع الحظر عن النفط الإيراني سيؤدي إلى إنعاش اقتصاد هذا البلد وسيفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب ويتيح لإيران إمكانية الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وإمكانية ممارسة التجارة بحرية مع العالم.
صورة من: Reuters/Leonhard Foeger
احتمالية الوصول إلى اتفاق قد توجه ضربة شديدة الى السياسة السعودية الإقليمية، فالسعودية تخشى كما يرى بعض المحللين أن الاتفاق سيكون مقدمة لرفع الضغوط السياسية والاقتصادية عن إيران، وإعادة تأهيلها إقليمياً، ما يعني اختلالا في التوازن السياسي لصالح إيران، وإطلاقا ليدها في كل من العراق وسوريا ولبنان.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
يرجّح المراقبون أن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، قد عزز من فرص انهاء المفاوضات ايجابيا ،كما أن حجم الأعباء التي ألقتها العقوبات الغربية بانكماش الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة، ساهمت في تليين مواقف الجانب المتشدد في إيران والذي رفض باستمرار أي تسوية سياسية.
صورة من: jamnews
حذرت الحكومة الإسرائيلية من "اتفاق سيئ" مع إيران وأكدت الاحتفاظ "بجميع الخيارات" للدفاع عن نفسها إزاء تهديدات القدرات النووية الإيرانية. والواضح أن نتنياهو يستهدف الضغط باتجاه تجريد إيران من قدرات التخصيب في الاتفاق النهائي بشكل كلي.
صورة من: AFP/Getty Images/G. Tibbon
يبقى الباب مفتوحا أمام تعاون إيراني - صيني متجدد بسبب الحاجة الصينية المستمرة للطاقة، وتتعزز هنا أهمية إيران كونها رابع أكبر منتج للنفط وثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، من هنا دابت الصين على الاعلان عن تأييدها لحق إيران في الحصول على مفاعل نووي لأغراض سلمية. الكاتب: علاء جمعة