1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وكالة الطاقة الدولية تحذر من تداعيات "كاترينا" على الاقتصاد العالمي

إعصار "كاترينا" الذي ضرب الولايات المتحدة نتج عنه تعطيل منشات نفطية مما أحدث هزة في أسواق النفط العالمية. بعض الخبراء يحذر من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد العالمي ، بينما يعتقد البعض الأخر أن الأمر مجرد زوبعة في فنجان.

بوش يزور المناطق المنكوبةصورة من: AP

أدى إعصار "كاترينا" الذي يعد أسوا كارثة طبيعة في تاريخ الولايات المتحدة إلى إحداث أضرار بليغة في المنشآت النفطية الأمريكية الأمر الذي انعكس على أسعار النفط في الأسواق العالمية. وقد أقفلت بسبب الإعصار 711 منصة أو بئر نفطية وبعد ستة أيام على مروره في الولايات المتحدة توقف 98.78% من إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك. وتعد المنطقة أهم مناطق إنتاج الغاز والنفط الأمريكية كما توجد فيها مصافي التكرير الكبرى.

أسعار قياسية جديدة

صورة من: AP

تعطل إنتاج النفط بسبب إعصار كاترينا قاد إلى أزمة في أسواق النفط العالمية التي كانت أصلا تعاني من ارتفاع الأسعار. و ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى أرقام قياسية جديدة. وكان الخام الأمريكي الخفيف قد وصل في الأسواق الآسيوية 70.70 دولارا للبرميل في اليوم الأول عقب الإعصار غير أنه ما لبثت أن ترجع في اليوم التالي قليلا بسبب تكهنات وحديث رسمي عن استخدام الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي. يذكر ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية يرجع إلى عدة عوامل منها التوترات السياسية في مناطق الإنتاج وعجز الإنتاج عن مواجهة الطلب المرتفع والمزايدات في أسواق النفط العالمية.

وكالة الطاقة الدولية تحذر

منشآت نفطية امريكية اعطبها الاعصارصورة من: AP

من جانبه قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة كلاود مانديل "عندما تحدث أزمة في إنتاج النفط فأنها تكون بلاشك عالمية ولا ينبغي الاعتقاد" بأنها ستقتصر على الولايات المتحدة الأمريكية التي تشتري البنزين الآن من أوروبا. وحذر مانديل من نشؤ أزمة على المستوى العالمي لافتا النظر إلى أن أثار إعصار هوريكان لم تتضح بصورة جلية بعد. ولم يشاء السؤل الدولي أن يتحدث عن السبل الممكنة لمعالجة ألازمة لان ذلك في راية يتوقف على عوامل كثيرة وعلى سلوك المستهلكين. وأضاف مانديل إن الأسعار مرتفعة أكثر من اللازم حتى من قبل حدوث إعصار كاترينا "وهذا يشكل خطرا على الاقتصاد العالمي برمته وقبل ذلك على الدول الفقيرة".

على ذلك أقرت الوكالة الدولية للطاقة الضخ من الاحتياطي الاستراتيجي لحوالي 2 مليون برميل لمدة 30 يوما لمواجهة أثار إعصار هوريكان على أسعار النفط. كما طلب من المستهلكين إلى الاقتصاد في استخدام الطاقة.

المخزون الاستراتيجي

صورة من: AP

وقد أحدثت الإعلان عن لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى الضخ من المخزون الاستراتيجي إلى تراجع بسيط في أسعار النفط عن المستوى الذي كان قد وصل إليه عند بداية إعصار كاترينا حيث سجل خام برنت 65.25 دولار للبرميل الواحد. وقد أعلن الرئيس الأمريكي عن السماح بضخ 30 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي النفطي. وكانت كل من ألمانيا، فرنسا، أسبانيا وايطاليا قد أبدت استعدادها لضخ نفس الكمية من مخزناتها النفطية في إطار الحملة تأتي في إطار حملة نظمتها وكالة الطاقة العالمية.

حلول مؤقته

غير أن الخبراء يتوقعون استمرار ارتفاع أسعار النفط رغم الضخ من المخزون الاستراتيجي ويتخوفون من نشؤ أزمة طاقة عالمية. ولا يعتقد الخبير الاقتصادي الألماني فولفجانج فراز إن الضخ من الاحتياطيات سوف يكون له تأثير على المستوى الطويل " فالضخ الجزئي من الاحتياطي لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى انخفاض الأسعار لان النفط أصلا متوفر في الأسواق."، حسب تعبيره.

من جانبها لا تستبعد الشركات العاملة في مجال النفط ارتفاع أسعار عماهي عليه الان النفط لان "الاحتياطيات أصلا أنشئت لمواجهة أزمات تموينية وليس للتأثير في الأسعار"، حسب تعبير باربارا مايرـ بوكوف، من اتحاد القطاع النفطي الألماني. وتعتبر مايرـبوكوف أي تأثير من هذا النوع سوف يتلاشى بسرعة وبالتالي فعند حدوث أزمة تموينية حقيقية حينها سيكون الاحتياطي قد نفذ مما قد يرفع الأسعار بطريقة دراماتيكية.

الآثار الاقتصادية

مضاربون في بورصة النفط في نيويوركصورة من: AP

يحذر الخبراء من الآثار الكارثية لارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي. في هذا السياق حذر رئيس بنك جولدمان ـ ساكس الأمريكي للاستثمار من أزمة طاقة على المستوى العالمي"عند نقطة معينة سوف يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى تشكيل عبئ على الاقتصاد العالمي". ويضيف الخبير الاقتصادي بان الإعصار الذي ضرب صناعة النفط الأمريكية في منطقة حساسة جدا بأنه على المدى القصير سوف تعاني النشاطات الاقتصادية بلاشك. وفي حالة ماذا لم يتم إصلاح الإعطاب التي تعرضت لها المنشات النفطية بسرعة فقد يشكل ذلك مشكلة في الأسواق العالمية. ويحذر بعض الخبراء من انه في حالة ما إذا واصلت أسعار النفط ارتفاعها واقترب سعر البرميل الواحد من مستوى 100 دولار فان ذلك سوف ينعكس على مستهلكي الطاقة وبالذات مع قدوم فصل الشتاء الذي يزداد فيه استهلاك الطاقة وهو ما سيشكل لهولاء صدمة حقيقة مع بداية التزود بالطاقة لأغراض التدفئة.

"المستهلك رشيد!"

الخبير الاقتصادي د.توماس شتغاوبهار

غير أن خبراء آخرين يعولون على "رشد المستهلك" في الحيلولة دون أن يؤدي ارتفاع اسعر الطاقة إلى أثار اقتصادية. في هذا السياق يعتقد البروفسور توماس شتغاوبر، رئيس معهد الاقتصاد الدولي، قي هامبورج، في مقابلة مع الدويتشة فيله أن الطلب المرتفع على النفط الذي يسير في تناغم جيد مع الاقتصاد العالمي يرجع إلى قلة العرض. وهذا يمكن أن يحدث على ألمدى القصير أزمة في التزود بالطاقة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار. غير أن الناس سوف تتعاطى مع الوضع مما سيقود إلى عودة الأسعار الانخفاض وبالتالي فلن تقود الأوضاع السائدة في أسواق النفط إلى أزمة اقتصادية، حسب تعبير الخبير الاقتصادي.

شركات الطيران تتخوف

رئيس المجلس الإداري لشركة لوفتهانزا فولفغانغ ماير هوبرصورة من: dpa

وتبدي الشركات المعتمدة على استهلاك الطاقة في تسيير أعمالها كشركات الطيران تخوفا من أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى نتائج سلبية على اعمالها. في هذا السياق حذر رئيس مجلس إدارة شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، فولفجانج مايرهوبر، من أثار ارتفاع أسعار النفط على شركات الطيران. إذا ان ارتفاع تكاليف الوقود والتشغيل سينعكس سلبا على خدمات الشركة، حسب مايرهوبر

د. عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW