ولاية بافاريا تفتقد السياح العرب بسبب جائحة كورونا
٢٠ أغسطس ٢٠٢٠
لسنوات طويلة، كان السياح العرب جزءًا من الحياة اليومية في العديد من المدن الألمانية، بما في ذلك ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، بيد أنه وبسبب جائحة كورونا، باتت المدينة تفتقد سياحها من العرب هذا العام.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
إعلان
السياح العرب يحبون ولاية بافاريا. فمنذ سنوات طويلة، أصبحت الولاية، وخاصة مدينة ميونيخ، مقصدا للسياح العرب وخاصة من دول الخليج، الذين كانوا يقصدون ألمانيا في فترات الصيف، هربا من الطقس الحار في بلادهم، ومن أجل الاستمتاع بالأسواق المميزة، والطبيعة الخلابة لهذه الولاية الألمانية. ومع مرور السنوات أصبح السياح العرب موضع ترحيب كبير للمواطنين هناك، لأنهم ينعشون الحركة الاقتصادية، وينجحون بقدومهم هذا الموسم التجاري.
ولتسهيل إقامة السياح العرب وجعلهم يشعرون بأنهم في بلدهم، لم يدخر أصحاب الفنادق في هذه الولاية الألمانية جهدا، فقاموا بتعيين موظفين يتكلمون العربية في فترة الصيف، وحرصوا على تعديل لوائح الطعام، ووسعوا من البرامج التلفزيونية المقدمة لتشمل العربية، حتى أن بعض الفنادق وضعت أسهمًا في بعض غرفها، لتشير إلى اتجاه القبلة، لتسهيل الصلاة على ضيوفها العرب.
جائحة كورونا ضربت الموسم السياحي
ولكن هذا الصيف بدا مختلفا على مدينة ميونيخ التي باتت أسواقها وفنادقها وحتى مستشفياتها تفتقد السياح العرب، فنظرا لما ألحقته جائحة كورونا من إجراءات صحية، فإن سياح الخليج العرب، لم يحضروا هذه السنة، وساهمت الإجراءات الألمانية التي منعت دخول العديد من السياح من خارج الاتحاد الأوروبي بجعل ميونيخ تبتعد عن خطط السياحة العربية لهذه السنة.
لقد أثر هذا على ميونيخ بشدة. فمقارنة بالعام الماضي 2019 تم إشغال ما يقرب من 530 ألف ليلة إقامة لضيوف من دول الخليج، مما يضعهم في مرتبة تلي سياح الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا، وهو ما يؤكد على شعبية مدينة ميونيخ للسياح العرب.
تسامح ميونيخ مع البرقع والحجاب، يمثل راحة للقادمين من الخليج (صورة من الأرشيف)صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
"إنهم يلعبون دورًا مهمًا للغاية بالنسبة لنا"، يؤكد روبرت ليكل، مدير منظمة ميونيخ للتسويق والسياحة لـ DW . ويتابع "إنهم عامل اقتصادي مهم للمدينة خلال فصل الصيف، وعدم السماح لهم بالحضور هنا له نتائج مؤلمة بالنسبة لنا".
جبال الألب وليس الصحراء
الضيوف من شبه الجزيرة العربية يحبون ألمانيا قبل كل شيء بسبب مناخها المعتدل نسبيًا. حيث تحظى منطقة جبال الألب بشعبية خاصة، فهي تمثل بثلوجها نقيضا عن المناظر الطبيعية الصحراوية الموجودة في الخليج. جمال الطبيعة، وتوفر البحيرات تمثل نقطة جذب هامة، كما أن قرب المنطقة من سويسرا مقاطعة سالزبورغ السياحية في النمسا تشكل أهمية كبيرة لدى السياح العرب، الذين تجذبهم هذه الأماكن أيضا.
ويرى ليكل أن ميونيخ بأسواقها الكبيرة ومحلاتها توفر عامل جذب كبير للسياح العرب، "الذين يعشقون التسوق"، كما أن "تسامح المدينة مع البرقع والحجاب بعكس هولندا وفرنسا مثلا، التي تمنع قوانينها البرقع، يمثل راحة للقادمين من الخليج".
صورة رمزية لسائحات خليجيات في مدينة ميونيخصورة من: picture-alliance/dpa/M. C. Hurek
في السابق كان السياح العرب يقصدون ميونيخ للعلاج، حيث دعمت العديد من الدول مواطنيها لتلقي العلاج في الخارج لضعف الإمكانيات الصحية، بيد أنه ومع مرور الوقت تناقص عدد المرضى القاصدين للعلاج، وتحولت الأعداد القادمة للتمتع بالمناظر الطبيعية وهربا من حرارة الجو.
أعداد أكبر من السياح العرب
نظرا للنمو المتزايد لأعداد السياح العرب لألمانيا، فقد توقع المجلس الوطني الألماني للسياحة أن تصبح منطقة الشرق الأوسط من أكبر مناطق توريد السياحة لألمانيا، بحيث سيتضاعف أعداد القادمين لألمانيا ثلاثة مرات بحلول عام 2030، بيد أن جائحة كورونا، بحسب ليكل، ستضعف بلا شك من هذه التوقعات، ويتوقع مدير منظمة ميونخ أن يبقى تطور أعداد السياح القادمين مرتبطا بالإجراءات الصحية والسياسية، مؤكدا أنه وحتى مع تعافي السياحة من جائحة كورونا في المستقبل فلا يتوقع أن تعود أعداد السياح الخليجيين لمستوياتها قبل الأزمة لغاية عام 2023.
فيليكس شلاغوين/ علاء جمعة
عشرة أسباب تجعلك تعشق مدينة ميونيخ
ميونيخ أبرز مدن ألمانيا ووسط أوروبا، مدينة عريقة بثقافة بافارية. فيها أكبر مهرجان شعبي في العالم وتحمل أسرار ثقافة مملكة بافاريا التاريخية، وفيها أعرق أنواع البيرة في العالم. نادي بايرن وملعبه يعتبران جوهرة بافاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
نادي بايرن ميونيخ..معشوق الجماهير البافارية
مما لا شك فيه أن حب رياضة كرة القدم ي يجري في دماء الكثير من سكان بافاريا، حيث يتمتع نادي بايرن ميونيخ البافاري، بشهرة محلية وعالمية أيضاً. إذ أنه أكبر نادي رياضي في ألمانيا، ورابع أكبر ناد لكرة القدم في العالم. فوز النادي البافاري لسادس مرة بكأس أبطال أوروبا (23 أغسطس آب 2020) على حساب باريس سان جيرمان، أطلق العنان لجماهير النادي بالاحتفالات في ميونيخ التي تتزين شوارعها ومحلاتها بأعلام معشوقها.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Hörhager
أليانز أرينا ..الجوهرة الحمراء
ملعب أليانز أرينا Allianz Arena، يمتلكه نادي بايرن ميونيخ ويعتبر واحدا من أجمل ملاعب كرة القدم العالم وأكثرها استيعابا للجماهير حيث تتجاوز طاقته الإستيعابية 80 ألف متفرج. وافتتح سنة 2006 في مباريات كأس العالم التي نظمت بألمانيا. ويضم المركب الرياضي لأاليانز أرينا أكبر متحف للأندية في ألمانيا، يتيح للزوار رحلة مع الزمن بدء بتأسيس النادي في عام 1900 وحتى آخر نجاحاته.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Hassenstein
أكتوبر فيست
فساتين العصور الوسطى وسراويل الجلد حاضرة بشكل خاص في مهرجان "أكتوبر فيست". أكبر المهرجانات الشعبية في العالم، مع خيام البيرة وموسيقى الروك. يعود أصل هذا الاحتفال إلى أكثر من 200 عام وقد حاول البعض تقليده في أنحاء متفرقة من العالم، إلا أن الاحتفال الأصلي يعود إلى ميونيخ وحدها، حيث يزور المهرجان ستة ملايين شخص سنويا. هذا العام وبشكل استثنائي تقرر عدم تنظيم "اكتوبر فيست" بسبب جائحة كورونا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Müller
قرع الأجراس في مارين بلاتس
سماع قرع الأجراس في مركز مدينة ميونيخ لا ينبغي تفويته على أية حال، لا سيما في برج البلدية في مارين بلاتس، والذي يتكرر عرضه من مرتين إلى ثلاث مرات يوميا. حيث تتراقص اللعب وعددها 32 لعبة مختلفة أمام المتجمهرين هناك.
صورة من: Fotolia/sborisov
فندق Hofbräuhaus am Platzl
يقع فندق Hofbräuhaus am Platzl على بعد بضع دقائق من ميدان Marienplatz، ويبلغ عمره حوالي 400 عام. تم بناءه من قبل دوق بافاريا كمصنع لبيرة القمح - ومن هنا جاء الاسم Hofbräuhaus. اليوم، وضمن غرفه الرائعة تقع واحدة من أشهر حانات البيرة في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
الحديقة الإنجليزية
الحديقة الإنجليزية هي الرئة الخضراء للمدينة، بمساحة تناهز الـ 400 هكتار، وتعد واحدة من أكبر الحدائق في العالم. في الصيف يرتاد المصطافون جنبات الحديقة حيث يتمتعون بالمأكولات البافارية الشهية والدجاج المشوي داخل حديقة البيرة الواقعة بالقرب من البرج الصيني، كما أنهم يمارسون الرياضة على ضفاف البحيرات والجداول.
صورة من: imago/Westend61
جدول أمواج الثلج
حصل هذا الجدول الواقع في بداية الحديقة الإنجليزية في نهر "آيسباخ" على اسمه بجدارة وذلك لأن مياهه تكون بارة كالثلج حتى في فصول الصيف الحارة. ولا يخيف أسمه المغامرين بل أنهم يستمتعون بركوب الأمواج هناك فور بداية الموسم في نهاية شهر مايو/ أيار وقد يكون من المناظر المميزة الذي تمتاز به الحديقة هو ركوب الأمواج بفستان Dirndl الذي يمتاز به مهرجان "أكتوبر فيست"
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Müller
حضارة المدينة
بطبيعة الحال، لا يمكن أن تفوت وأنت في ميونيخ التمتع بإثاراتها وخاصة القصور والممتلكات التي خلفها ملوك بافاريا. منذ عام 1920 يمكن للراغبين بزيارة الأماكن الأثرية الرائعة مثل Antiquarium الخاص بالدوق ألبريخت بقاعة Renaissance التي تم بناؤها في القرن السادس عشر وتحتوي على مجموعة من التماثيل الأثرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. C. Hurek
قلعة نيمفينبورغ (Schloss Nymphenburg )
قصر آخر في غرب ميونيخ ينضم أيضا إلى أفضل مناطق الجذب في المدينة. في عام 1664، تم بناء قلعة نيمفينبورغ على يد الأمير فرديناند ماريا كهدية لزوجته. ولفترة طويلة كان بمثابة منزل صيفي. يزور هذا القصر والمتنزهات المحيطة به حوالي 300 ألف زائر كل عام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
نماذج فنية
في وسط المدينة هناك ثلاثة متاحف تقابل بعضها البعض تحتفظ بمتعلقات فنية، وهي متحف البيناكوتيك القديم، والجديد والمعاصر. في القديم يمكن مشاهدة والتيلوحات تعود إلى القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر وتحمل تواقيع مشاهير الفنانين.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
عادات وتقاليد
أهل ميونيخ مغرمون بالتقاليد والعادات الخاصة بمدينتهم. في كل مناسبة، في الحياة اليومية أو في مناسبات خاصة، يرتدون سراويل الجلد، كما ترتدي النساء أيضا فستان Dirndl الشبيه بأزياء العصور الوسطى. وهناك أندية خاصة تحاول الحفاظ على هذا الزي ليكون زيا يحتفي به البافاريون.
صورة من: picture-alliance/dpa
سحر المدينة الخاص
بعض الأشياء لا يمكن التقاطها في الصور. كذلك، المشاعر، فهناك سحر خاص للمدينة البافارية يجعلها فريدة من نوعها، نمط حياة خاص سحر قلوب الناس، وهو ما يجعل هذه العبارة متداولة بين ألسن العديدين من الزوار" ميونخ أنا احبك". الزابيث فون فارتينبيرغ/ علاء جمعة