1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ولاية ساكسونيا: موطن التقاليد ومركز للإبداع

كريستيانه هوفمان/ إعداد: عماد م. غانم٢٧ أكتوبر ٢٠٠٨

"يجب أن تساوي كمية الخشب المستهلكة، كمية النامية"، عبارة قالها عالم الغابات السكسوني فون كارلوفيتس قبل ثلاثة قرون، ويوظفها اليوم احد شباب الولاية في تعريفه لاستمرارية النجاح.

ليس من السهل مطلقاً الحصول على موعد مع تيمو لويكفيلد، الذي انتهى قبل فترة وجيزة من إلقاء كلمته في أحد المعارض في مدينة فرايبيرغ الواقعة بين كيمنيتس ودريسدن، بوصفه رئيساً لشركة زوليفر. يقول لويكفيلد البالغ من العمر 39 عاماً إن عمله في مجال مجمعات الطاقة الشمسية يلقى أهمية اقتصادية متزايدة، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في أسعار مصادر الطاقة الأخرى. ويضيف الشاب الساكسوني قائلاً: "بدأ الناس يفهمون ببطء أن عليهم المراهنة على مصادر الطاقة المتجددة والبديلة".

من غاسل صحون إلى مليونير

تيمو لويفيلد يعتمد على الطاقة الشمسيةصورة من: solifer.de

وتضم شركة لويكفيلد، الذي كان أبوه يعمل ناطوراً للغابات، اليوم 30 عاملاً. فقبل عشرة أعوام، قام لويكفيلد بتأسيس الشركة الصغيرة، حين كان يعمل مساعداً علمياً في جامعة فرايبيرغ التقنية. وهو بذلك ينتمي إلى الجيل الجديد من رجال الأعمال في ولاية ساكسونيا، الذين ظهروا بعد سنوات التحول الصعبة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة ومن ثم انهيارها.

عن هذا التحول، يقول لويكفيلد: "لقد تحمست جداً بعد إعادة توحيد ألمانيا، وأكثر ما حمسني هو أن العمل والإنجاز يكافأ بقدر ما يستحق، بالإضافة إلى إمكانية تطبيق الأفكار ، وبمعني آخر فإن المرء يستطيع فعلاً التحول من غاسل صحون إلى مليونير". لكن هذا لم يكن بالنسبة له أمراً سهلاً دائماً، عن هذا يقول رجل الأعمال الساكسوني: "في البدء لم أحقق أي تقدم يُذكر، فلم يقدم لي أي مصرف قرضاً، لأن أنظمة الطاقة الشمسية كانت بالنسبة لمسؤولي المصارف تنتمي إلى قطاع البناء، وهذا الأخير كان غير مرغوب فيه". لكن الحظ حالف لويكفيلد أخيراً، حيث ازدادت أهمية الطاقة الشمسية في ظل ارتفاع أسعار النفط، و تحسن معها وضع فرايبيرغ كذلك.

رهانات ولاية سكسونيا على تقنية المستقبل

منذ ارتفاع أسعار الطاقة وعمل لويكفيلد يزداد ازدهاراًصورة من: solifer.de

اليوم، تعد الجامعة التقنية في فرايبيرغ من أهم مراكز البحوث على مادة السليكون وتطوير أنظمة توليد الطاقة الشمسية. وهي مثال على نهج الولاية في إيلاء تقنيات المستقبل مثل الالكترونيات الدقيقة والتقنيات الحيوية وبناء الماكينات، الذي يرتبط بتاريخ هذه الولاية. ففي جنوبها الغربي، تم تحويل مصانع إنتاج السيارات والماكينات إلى مجمعات صناعية حديثة، تنتج فيها شركتا فولكسفاغن وسيمنس بعضاً من منتجاتها. كما أن الولاية الشرقية السابقة باتت تحتل اليوم مكانة متميزة على مستوى ألمانيا في قطاع تصنيع أنظمة الطاقة الشمسية، الذي يعمل فيه اليوم أكثر من 3000 شخص.

ولا يقتصر عمل لويكفيلد على مجمعات الطاقة الشمسية، بل يشمل كذلك تركيب مجمعات الطاقة الشمسية على سطوح المنازل والأبنية الكبيرة بالإضافة إلى تطوير تقنيات الطاقة الشمسية. ومن أجل هذا الغرض، قامت شركته بتطوير منزل لا تتم تدفئته إلا بالطاقة الشمسية دون الحاجة للاعتماد على مصادر التدفئة الأخرى. ويعتمد لويكفيلد في عمله كثيراً على الطلبة، حيث يكلفهم بالمهام التي يمكن أن تساهم في تطويرهم من الناحية العملية، وهو ما يراه وسيلة فعالة لتطوير إمكانيات الأجيال القادمة.

اللغة الألمانية من شروط النجاح

يعمل في شركة سوليفير الآن 30 عاملاًصورة من: solifer.de

ويرى لويكفيلد أن من الشروط المهمة للتطور هو الثقافة العامة والإلمام باللغة الألمانية، لكنه يرى عجزاِ واضحاً لدى الشباب في هذا الجانب، كما يوضح قائلاً: "تقدم لدينا 50 شخصاً للعمل في وظيفة تعليمية، خمسة فقط من بينهم كانت لديهم ثقافة عامة، لكن الحال كان أسوأ فيما يتعلق باللغة الألمانية". لذلك اتفق رجل الأعمال الشاب مع رابطة اللغة الألمانية على تنظيم حلقات دراسية، أوضح فيها للمتقدمين للعمل أهمية التمكن من اللغة الأم في مقابلات التقديم للحصول على عمل ما. كما حمس العاملين في شركته على استخدام لغة ألمانية مفهومة، فليس أسوأ من التحدث إلى احد الزبائن بلغة تقنية غامضة على حد قوله.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW