ولي العهد السعودي يعتبر الإصلاحات الجديدة "علاجا بالصدمة"
٢٨ فبراير ٢٠١٨
أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن موجة الإصلاحات الجديدة في المملكة جزء من "علاج بالصدمة" يعد ضروريا من أجل تحديث الحياة الثقافية والسياسية في المملكة.
إعلان
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ديفيد إغناتيوس، ونشرته الصحيفة اليوم (الأربعاء 28 فبراير/ شباط 2018)، إنه يحظى بدعم شعبي، ليس فقط من السعوديين الأصغر سنا وإنما أيضا من العائلة الملكية. ورفض الانتقادات التي تتعلق بسياساته الداخلية والإقليمية، والتي توصف أحيانا بالخطيرة، وأكد أن "التغييرات ضرورية لتمويل تنمية المملكة ومحاربة الأعداء، مثل إيران".
وعما إذا كان يعتزم إطلاق سراح نشطاء حقوقيين قبل زيارته للولايات المتحدة المقررة أواخر آذار/ مارس، قال إن "المعايير السعودية مختلفة عن تلك الأمريكية"، وقال الكاتب إن ولي العهد أضاف لاحقا عبر مساعد له أنه قد ينظر في إدخال إصلاحات في هذا المجال، كما فعل في مجالات أخرى. كما قلل ولي العهد من أهمية المخاوف لدى بعض المؤيدين في الولايات المتحدة من أنه يحارب على الكثير جدا من الجبهات وأنه يخاطر كثيرا، مشيرا إلى أن اتساع وتيرة التغيير أمر ضروري من أجل النجاح.
تدور عجلة التغيير بوتيرة متسارعة في السعودية
01:31
ووصف ولي العهد حركة الإعفاءات والتعيينات الواسعة التي تم إعلانها في السعودية أمس الأول الاثنين بأنها مسعى لتعيين أشخاص "يتمتعون بطاقة عالية" قادرين على تحقيق أهداف التحديث، مضيفا "نريد العمل مع من يؤمنون" بالأهداف.
وقال إن التغييرات العسكرية الأخيرة "مخطط لها منذ العديد من السنوات لتحقيق نتائج أفضل للإنفاق العسكري السعودي ... المملكة صاحبة رابع أكبر ميزانية للدفاع في العالم، وترتيب جيشها العشرون أو الثلاثون فقط بين أفضل الجيوش". وأوضح أن حملته على الفساد في تشرين الثاني/ نوفمبر كانت صورة من صور "العلاج بالصدمة" الذي تحتاجه المملكة بسبب استشراء الفساد. وقال "لديك جسد يوجد به سرطان في كل مكان، سرطان الفساد. تكون بحاجة إلى علاج كيميائي، صدمة العلاج الكيميائي، وإلا سيلتهم السرطان الجسد"، مشيرا إلى أن "المملكة لن تكون قادرة على تحقيق أهداف موازنتها دون وقف هذا النهب".
وأضاف أن "الصدمة" كانت أيضا ضرورية لقطع الطريق على التطرف الإسلامي في المملكة. وقال إن إصلاحاته، التي تعطي المزيد من الحقوق للنساء وأقل للشرطة الدينية، هي "ببساطة محاولة لإعادة الممارسات التي كانت قائمة في زمن النبي محمد".
ح.ز/ ع.ج (د.ب.أ)
مسار السلطة الدينية في تاريخ السعودية
تأسست المملكة العربية السعودية على أساس السلطة الدينية، لكن تأثير هذه السلطة على السياسة السعودية مر بمراحل مختلفة. في ألبوم الصور هذا نتعرف على أهم هذه المراحل.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/Str
التأسيس الديني للسعودية
يعود التأثير الواضح للدين على السياسة في تاريخ السعودية إلى الدولة السعودية الأولى، حيث تحالف أمير الدرعية (التي كانت بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى) محمد آل سعود مع محمد بن عبدالوهاب، مؤسس "الوهابية"، لبسط السيطرة على الجزيرة العربية، حيث اتفقا معاً على نشر الدعوة سياسيا ودينيا.
صورة من: Getty Images/AFP
الدولة السعودية الثانية
بعد تدمير الدرعية بأوامر من العثمانيين، اجتمعت القبائل مرة أخرى حول الفكر الوهابي، واستطاع تركي بن عبدالله، حفيد محمد آل سعود، أن يؤسس إمارة نجد التي تسمى بـ"الدولة السعودية الثانية"، وذلك بعد أن عاد حفيد أبن عبد الوهاب من المنفى وهو (عبد الرحمن بن حسن آل شيخ) ليدعو القبائل إلى العودة إلى "الإسلام الأصيل".
صورة من: picture-alliance/dpa
الدولة السعودية الثالثة
بعد سقوط الدولة السعودية الثانية على أيدي العثمانيين، بقي الفكر الوهابي يجذب الكثيرين في الجزيرة العربية، حتى قامت الدولة السعودية الثالثة بعد ضعف الخلافة العثمانية. وكان ذلك نتيجة تحالف مؤسس المملكة الثالثة عبدالعزيز آل سعود مع الوهابيين.
صورة من: Saudi National Museum
تراجع للوهابيين أمام النفط
كان الملك عبدالعزيز يسعى لإقامة دولة قائمة على تحالفات دولية، لكن الوهابيين عارضوا إحدى اتفاقياته مع شركة أمريكية للتنقيب على النفط لأنها –بحسب رأيهم- ستؤدي إلى دخول غير المسلمين فواجههم الملك عسكرياً في معركة السبلة في 29 آذار/مارس عام 1929 فهزمهم وسجن قائدهم.
صورة من: Getty Images/Evans/Three Lions
تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
طاوع الملك عبدالعزيز الوهابيين حيث كان يخشى من قوتهم فأنشأ لهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تعرف أيضاً باسم "المطاوعة"، حيث نشطت في تبليغ الدعوة الوهابية بأكثر من عشرة آلاف مركز ومئات آلاف الموظفين.
صورة من: picture alliance/dpa7AP Photo
جهيمان العتيبي
اقتحم جهيمان العتيبي الذي كان عضواً سابقاً في الحرس السعودي المسجد الحرام مع أتباعه وحاول السيطرة عليه، وفقاً للرواية السعودية الرسمية، لكنه استسلم بعد مقتل بعض أتباعه وأعدم بعد ذلك. يعتبر البعض أن حركة التطرف في السعودية بدأت بعد حركة جهيمان، كالمحلل السياسي السعودي عبدالمجيد الجلّال.
صورة من: AFP/Getty Images
حرب الخليج الثانية
أدى قدوم القوات الأمريكية لتحرير الكويت عام 1990 لإعادة تشكيل التيار السلفي في السعودية بسبب السخط على قدوم "قوات احتلال" غير مسلمة لبلد مسلم، فانضم آلاف السعوديين للجماعات الإسلامية وتأثروا بها، وساهم السعوديون الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان بتكوين نواة للجهاد السلفي في السعودية وفي المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الجيل الملكي
تعاقب أبناء الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، على استلام الحكم منذ عام 1953 واحداً تلو الآخر. لكن الملك سلمان قام بعد توليه السلطة بتغيير هذه المتوالية مانحاً ولاية العهد للجيل الثاني من أبناء الملك عبدالعزيز، حيث استلمها الأمير محمد بن نايف، وبذلك فقد تم نقل ولاية العهد إلى الجيل التالي.
صورة من: Imago
"ثورة" الجيل الثالث
في حزيران 2017 حدث تغيير كبير في البيت السعودي بإعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف من منصبه وتصعيد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ليحل محله، وتعهد بن سلمان بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Saudi Press Agency
إصلاحات اقتصادية واعتقالات
وبموازاة الاصلاحات ضمن خطة "رؤية 2030" لتنويع الاقتصاد، يؤكد الامير محمد بن سلمان من خلال حملة اعتقالات أن القيادة الجديدة للمملكة لن تتسامح مع اي معارضة للمسار الحالي الذي تمضي به، حيث شهدت المملكة السعودية في أيلول/سبتمبر توقيف رجال دين بينهم الداعيان البارزان سلمان العودة وعوض القرني، من دون أن توضح أسباب اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
القيادة الإصلاحية تسمح للمرأة بالقيادة
نتيجة الإصلاحات التي برزت مع صعود الأمير محمد ابن سلمان، حصلت المرأة السعودية وبموجب أمر ملكي على حقها في قيادة السيارة بعد نضال دام 27 عاماً.