ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
عباس الخشالي د ب أ
١٩ يونيو ٢٠٢٥
أنقذ حارس المرمى الدولي المغربي ياسين بونو فريقه الهلال السعودي من خسارة قاسية أمام ريال مدريد بتصديه لركلة جزاء في الوقت القاتل. ياسين بونو عاد من جديد ليثبت أنه حارس المهمات الصعبة.
أنقذ حارس المرمى المغربي ياسين بونو فريقه الهلال السعودي من خسارة قاسية أمام ريال مدريد ليثبت أنه حارس المهمات الصعبة. صورة من: Lynne Sladky/AP/dpa/picture alliance
إعلان
أثبت ياسين بونو دائما أنه الحارس الذي يعتمد عليه في اللحظات الحاسمة، فبعد أن منح فريقه الهلال السعودي نقطة ثمينة أمام ريال مدريد الإسباني في بطولة كأس العالم للأندية، يؤكد المغربي حضوره البارز في بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد سنوات من التألق مع منتخب بلاده بكأس العالم 2022 وحين احتسب الحكم الأرجنتيني فاكوندو تيو ركلة جزاء لصالح ريال مدريد بالدقائق الأخيرة من مواجهته أمام الهلال في افتتاح مشوارهما بكأس العالم للأندية، المقامة حاليا في الولايات المتحدة، كان على لاعبي الفريق الملكي تأجيل احتفالاتهم قليلا، لأن الحارس، الذي كان يقف تحت عارضة الفريق السعودي ليس خصما سهلا في مثل هذه المواقف.
وبالطبع، الإسبان يعرفون ذلك جيدا، لأنه قبل 3 أعوام في قطر، تصدى ياسين بونو لركلتي ترجيح في مواجهة دور الـ 16 من كأس العالم 2022 بين إسبانيا والمغرب، ليقود (أسود الأطلس) إلى تأهل تاريخي لدور الثمانية.
بونو يمنح فريقه الهلال نقطة تاريخية أمام الريال
وفي صيف 2025، كان بونو في الموعد مرة أخرى ليجدد كابوسه أمام العملاق الإسباني ريال مدريد بالتصدي لركلة جزاء الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي، ليمنح الزعيم نقطة تاريخية أمام الملكي، ويواصل رحلته التي بدأت منذ الطفولة، وفيها تحققت الأحلام تباعا.
وتحدث الموقع الإلكتروني الرسمي لفيفا عن بونو، حيث أوضح أنه بدأ رحلته الحالمة في قطاع الناشئين بنادي الوداد البيضاوي المغربي، بعد عودته من كندا التي عاش فيها حتى سن الثامنة من عمره برفقة والديه كمهاجر مغربي. وتدرج بونو في الفئات السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول ليصبح الحارس الأساسي، لكن طموحه لم يتوقف عند النجاح في بلاده، حيث لم يتردد في قبول عرض أتلتيكو مدريد الإسباني.
واختار بونو اللعب مع الفريق الرديف لأتلتيكو على مكانته الأساسية في الوداد حتى يبدأ رحلته الاحترافية الأوروبية، حيث أظهرت هذه الخطوة عزيمته الكبيرة لتحقيق أحلامه، ولكنها اصطدمت بصخرة اسمها يان أوبلاك، حيث تألق الحارس السلوفيني مع فريق العاصمة الإسبانية ليسيطر على المركز الأساسي.
بونو اضطر للبحث عن فرصة عبر رحلتي إعارة إلى ريال سرقسطة ثم جيرونا الإسبانيين، ومع هبوط الأخير للدرجة الثانية، ذهب في إعارة ثالثة إلى إشبيلية في عام 2019 .
بونو يحتفل بعد فوز فريقه السابق إشبيلية في المباراة النهائية للدوري الأوروبي على حساب نادي روما بملعب بوشكاش في 31 مايو/ أيار 2023 في بودابست، المجر.صورة من: Sportinfoto/DeFodi Images/picture alliance
وخلال عام، تحول بونو إلى حارس إشبيلية الأساسي، وقضى سنوات من التألق في الملاعب الإسبانية، وكان خصما صعبا لريال مدريد طوال الوقت، ولكي تكون نهاية قصته مع الفريق الأندلسي سينمائية، فاز بجائزة زامورا كأفضل حارس في الدوري الإسباني لموسم 2021 / 2022، وهو إنجاز غير مسبوق لأي حارس عربي أو إفريقي. وبهذا التتويج، أضاف بونو فصلا جديدا إلى حكايته، قبل أن يقود الفريق للقب الدوري الأوروبي في 2023، مسدلا الستار على رحلة استثنائية، انتقل في نهايتها إلى الهلال في صيف 2023، لكن قبل ذلك، وبعدها، كان على موعد مع التاريخ على المسرح العالمي مرتين.
إعلان
بونو يكتب التاريخ مع المنتخب المغربي
لقد كانت اللحظة الأبرز في مسيرة ياسين بونو هي تلك التي حقق فيها إنجازا غير مسبوق مع منتخب المغرب، بالحصول على المركز الرابع في كأس العالم 2022، وهناك، كشف للعالم عن براعته، خاصة في ركلات الترجيح أمام إسبانيا، حيث تصدى لركلتين كأول حارس عربي في التاريخ يتصدى لأكثر من ركلة جزاء في المونديال.
وقبل ذلك، أذهل يونو الجميع بأدائه المميز أمام كرواتيا، ثم البرتغال، مؤكدا أنه حارس من طراز عالمي، حيث نقل موقع فيفا حديثه، إذ قال "أحاول القيام بعملي، أحيانا أنجح وأحيانا لا، هذه هي كرة القدم". قاده ذلك، لدخول القائمة النهائية لأفضل حارس مرمى في العالم، قبل أن يصبح أول حارس أفريقي يتصدى لركلة جزاء في كأس العالم للأندية في نسختها الأولى الموسعة بمشاركة 32 فريقا.
وليكون الحدث استثنائيا، جاء أمام ريال مدريد، وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع. ليؤكد لفيفا بعد المباراة: "أرى ركلات الجزاء مزيجا من الحدس والحظ، واليوم كان علي أن أنجح في التصدي لها، أحيانا تسير الأمور كما نخطط، وأحيانا لا. هذه هي طبيعة كرة القدم".
قبل البطولة، أبدى بونو رغبته في تشريف الهلال بالمونديال في حواره مع فيفا، وبعد المباراة ضد ريال مدريد أكد: "لعبنا بذكاء، وضغطنا عندما لزم الأمر، وصنعنا الكثير من الفرص كذلك. لقد عانينا بدنيا، وكذلك ريال مدريد. أجرينا تبديلات كثيرة قبل 20 دقيقة من النهاية. أداؤنا الفني كان ممتازا، وأنا سعيد بذلك". كما امتدح بونو ريال مدريد، حيث قال "إنه فريق لديه أفكار جديدة، لكن ليس من السهل أن يأتي مدرب جديد وبعد أسبوع يتغير كل شيء. أعتقد أن ريال مدريد قدم مباراة كبيرة، وأعتقد أنهم سيتطورن أكثر مع تشابي ألونسو لأنه مدرب عظيم".
وفي النهاية، كان له ما أراد في فصل جديد من رحلته بدأت في الطفولة ووصلت إلى المجد، في قصة سينمائية آمن فيها البطل بأحلامه رغم صعوبة الطريق، وأبدى استعداده لتقديم التضحيات على مدار أكثر من 20 عاما، لتأتي النهاية السعيدة في أكثر من فصل، ويتحول إلى ملهم لملايين الأطفال الحالمين حول العالم.
ألمانيا موطن حراس مرمى كرة القدم بمستوى عال
تعد ألمانيا من البلدان التي انجبت حراس مرمى كرة القدم في العالم بمستوى عال. في هذه الجولة نتعرف على أشهر هؤلاء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن.
صورة من: Getty Images
يعد مانويل نوير (30 عاما) أفضل حارس مرمى في تاريخ ألمانيا، فهو فعلا أسطورة في تمتيع الجماهير بأدائه الراقي. ولا يكاد يوجد لاعب آخر مثل نوير فاز بالألقاب التي حصل عليه هذا الأخير. فقد حصد كأس العالم بالبرازيل، ودوري أبطال أوروبا. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم ثلاث مرات، وقد صعد نجمه بالخصوص عام 2014، حيث حصل فيه على عدد كبير من الجوائز. كما إنه تولى أيضا مهمات جديدة في الفريق، مثل الدفاع.
صورة من: Bongarts/Getty Images/L. Baron
حتى وقت قريب كان العملاق أوليفر كان (47 عاما) أفضل حارس ألماني في رأي الكثيرين. فقد فاز بلقب أفضل حارس مرمى في العالم 3 مرات، واختير عام 2002 كأفضل لاعب في مونديال كوريا واليابان، رغم خسارة النهائي أمام البرازيل. ويعد أوليفركان الحارس الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في كأس العالم. ألقابه مع بايرن ميونيخ كثيرة، مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
سيب ماير (72 عاما) هو صاحب الرقم القياسي لحراسة مرمى منتخب ألمانيا حيث خاض معه 95 مباراة. وكان يمثل مع غيرد مولر وبكنباور ثلاثي الأحلام في بايرن ومنتخب ألمانيا. حقق إنجازات كبيرة مع المنتخب الوطني وبايرن أبرزها الفوز بكأس العالم في ميونيخ 1974، وكأس الأمم الأوروبية 1972. وقد أجبر عام 1979 على الاعتزال بسبب حادث سيارة. تم اختياره كحارس القرن في ألمانيا، وحل رابعا على قائمة حراس القرن في العالم.
صورة من: STAFF/AFP/Getty Images
توني شوماخر (62 عاما) كان يعد أحد أفضل حراس المرمى في العام في الثمانينيات. لعب 76 مباراة دولية، حيث وصل لنهائي مونديال إسبانيا 1982 ومونديال المكسيك 1986. وفاز قبل ذلك مع بلده بكأس الأمم الأوروبية 1980. أثار الكثير من الجدل بسبب ارتطامه باللاعب الفرنسي باتيستو في مونديال إسبانيا. بعد خروجه من المنتخب ومن فريق كولونيا ذهب لتركيا وفاز مع فنربخشه بالدوري هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
بودو إلغنر (49 عاما) كان الحارس الاحتياطي لشوماخر في كولونيا وبعدما طرد شوماخر أصبح أساسيا وخاض مع كولوينا 326 مباراة. انتقل إلى ريال مدريد وخاض معه 91 مباراة حيث فاز مرتين بدوري أبطال أوروبا. خاض مع منتخب ألمانيا 54 مباراة وفاز معه بكأس العالم 1990 بإيطاليا، وهو أصغر حارس مرمى يفوز بكأس العالم. وكان ثلاث مرات من بين أفضل ثلاثة حراس للمرمى في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
ينس ليمان (46 عاما) لعب لشالكه 10 أعوام. وهو أول حارس مرمى في ألمانيا يسجل هدفا أثناء اللعب، عندما سجل في مرمى دورتموند. انتقل إلى ميلانو ثم إلى دورتموند ليفوز معه بالدوري وانتقل إلى أرسنال وخاض معه 147 مباراة. اختاره كلينسمان بديلا عن أوليفر كان ليحرس مرمى ألمانيا في مونديال 2006. ومازال حاضرا في الأذهان تصديه لركلات الترجيح أمام الأرجنتين، حيث أوصل ألمانيا لنصف النهائي الذي خسرته أمام إيطاليا.
صورة من: AP
أندرياس كوبكه (54 عاما) أو "أندي" هو أحد أفضل حراس المرمى في تاريخ ألمانيا. ويدرب حراس مرمى المنتخب منذ كأس القارات عام 2005. لعب 59 مباراة دولية، كما احترف في فريق أوليمبك مرسيليا الفرنسي. فاز مع ألمانيا كلاعب بكأس أمم أوروبا 1996، وهو العام الذي حصل فيه على لقب أفضل حارس مرمى في العالم. وفاز بلقب أفضل حارس مرمى في ألمانيا أربع مرات.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
توني توريك، توفي عام 1984، وعمره 65 عاما. كانت مهنته أصلا خبازا وشارك في الحرب العالمية الثانية ووقع في الأسر، وقد خاض أول مباراة له مع ألمانيا وهو في سن 31 عاما، وهو رقم قياسي لحارس مرمى صمد أكثر من 60 عاما. كان ذلك عام 1950 في أول مباراة دولية يلعبها منتخب ألمانيا بعد الحرب.لعب للمنتخب 20 مباراة دولية فقط واستطاع مع زملائه الفوز بكأس العالم عام 1954 في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/ dpa
هانز تيلكوفسكي (81 عاما) خاض مع المانشافت 39 مباراة في الفترة بين 1957 و 1967، وهو الحارس الذي احتسب ضده "هدف شهير" في ملعب ويمبلي 1996 (الصورة)، رغم أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى، في رأي الكثيرين. وبذلك خسرت ألمانيا نهائي كأس العالم أمام انغلترا. قبلها بعام تم اختياره كأفضل رياضي في ألمانيا وكان يتميز بتمركزه الجيد خلال اللعب.
صورة من: picture-alliance/ dpa
توفي بيرت تراوتمان عام 2013 عن عمر 89 عاما. اختارته جماهير مانشستر سيتي 2007 كأفضل لاعب في تاريخ النادي، الذي لعب له 639 مباراة من عام 1949 حتى 1964. تم تكريمه من طرف الملكة إليزابيث عام 2004 والاتحاد الألماني للكرة 2008 لدوره في التصالح بين ألمانيا وإنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية. وقع له كسر في العنق عندما اصطدم مع مهاجم بيرمينغهام في نهائي كأس عام 1956، لكنه واصل اللعب ليحقق لفريقه اللقب.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان الحضور الجماهيري في حفل تأبين روبيرت إنكه كبيرا جدا روبيرت إنكه. فخلال لحظة يأس من الحياة بسبب مشاكل نفسية ألقى إنكه بنفسه أمام قطار فلقي مصرعه في الحال في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009، وكان عمره 32 عاما. وقد أقام نادي هانوفر حفل تأبين له في ملعب كرة القدم حضره نحو 40 ألف شخص وشارك في حمل نعشه زملاؤه في هانوفر ومن المنتخب الألماني، في منظر حزين سيبقى عالقا في ذاكرة محبيه.