1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"يجب أن يكون دور الناتو في ليبيا بحجم دوره في يوغسلافيا سابقا"

٩ أبريل ٢٠١١

يرى الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية جميل عفيفي أن نقاط ضعف الثوار الليبيين تكمن في عدم قدرتهم على المناورة وافتقارهم للأسلحة الثقيلة، ويضيف أنه إذا ما أراد الناتو أن يسقط القذافي، فلا بد له أن يكون أكثر حزماً

عفيفي: "عدد العسكريين في صفوف الثوار فهو قليل للغاية ولا يكفي لمواجهة قوات العقيد معمر القذافي"صورة من: AP

أعطت المكاسب السريعة التي حققتها المعارضة الليبية في بداية ثورتها في شباط/ فبراير الماضي انطباعاً بأن سقوط نظام معمر القذافي بات مسألة وقت فحسب. وكان هذا اتجاه التفكير أيضاً لدى الدول الغربية، التي بدأت بعد ذلك بتنفيذ غارات جوية من أجل إضعاف نظام القذافي، وإتاحة الفرصة أمام قوات الثوار الليبيين لتحقيق مكاسب كبيرة على الأرض في صراعها مع القوات الموالية للقذافي. بيد أن الهزائم التي تبعت ذلك كشفت حدود القدرة العسكرية للمعارضة، كما أظهرت أن القذافي وقواته أكثر قدرة على إعادة تنظيم الصفوف، وأكثر براعة من الناحية التكتيكية. فما هي نقاط الضعف لدى قوات الثوار الليبيين وكيف يمكن من تغيير معادلة الصراع الذي أصبح كراً فراً؟ طرحنا هذه الأسئلة وغيرها على جميل عفيفي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية في جريدة "الأهرام" المصرية.

لم يحقق ثوار ليبيا تقدماً عسكرياً ملحوظاً في صراعهم مع قوات القذافي، فأين يكمن ضعف قوات الثوار الليبيين عسكرياً، هل هو ضعف التسليح أم ضعف الجوانب التنظيمية؟

جميل عفيفي، الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية في جريدة "الأهرام" المصرية.صورة من: Gamil Afify

جميل عفيفي:

اعتقد أن نقاط الضعف لدى قوات الثوار تكمن في ضعف الإمكانات العسكرية عموماً، فهناك ضعف في التسليح، وفي الجوانب اللوجستية المتعلقة بالإمداد بالأسلحة والذخيرة للمواقع المتقدمة. لكن الجانب الأهم هنا هو قلة الخبرة العسكرية لدى الثوار وقلة قدرتهم على المناورة والتكتيك. كل هذه الجوانب تعاني من ضعف كبير، مقارنة بالقوات الموالية للقذافي المنظمة تنظيماً جيداً.

وعلى الرغم من وجود بعض العسكريين بين الثوار، إلا أنه لا يوجد تنظيم العمليات العسكرية لمواجهة قوات القذافي، فمواقع تمركز قوات الثوار غير سليمة وغير وواضحة، وهذا ما يؤثر كثيراً على تكتيك هذه القوات. وعندما ينجحون في احتلال بعض المواقع، فغالباً ما يتم التراجع عنها بشكل سريع وغير منظم بسبب ضعف المناورة والتكتيك المتأتي من أن هذه القوات لا تتمتع بالخبرة العسكرية الميدانية الكافية، كما أسلفنا.

عملياً ممَّ تتكون قوات الثوار الليبيين؟

تتكون هذه القوات من كل من هب للثورة على نظام معمر القذافي، سواء أكانوا مدنيين أم عسكريين. وعلى الرغم من وجود بعض العسكريين، الذين رفضوا ممارسات نظام القذافي وانضموا إلى الثوار، فإن غالبية هذه القوات من المدنيين، الذين تدربوا على السلاح لفترة قصيرة. فهم غير قادرين على قيادة دبابة أو استخدام الآر بي جي أو المواجهة بالصواريخ على مختلف أنواعها، وقدرتهم على المناورة على الأرض ضعيفة للغاية، ناهيك عن تنفيذ العمليات التكتيكية الصغيرة. أما عدد العسكريين في صفوف الثوار فهو قليل للغاية ولا يكفي لمواجهة قوات العقيد معمر القذافي، الذي يقاتل بجيش نظامي، يمتلك الدبابات والمدرعات الصورايخ.

وماذا بشان الدعوات لتسليح الثوار الليبيين، هل يمكن أن يغير هذا من معادلة الصراع، وما هي أصناف الأسلحة التي يفتقرون إليها؟

تفتقد قوات الثوار الليبيين لأغلب الأسلحة، فلديهم على سبيل المثال صواريخ ضعيفة وغير فعالة للغاية، وأفضل صواريخهم هي الآر بي جي لمواجهة الدروع أو صواريخ الكاتيوشا كتلك التي تُطلق من قطاع غزة، وهي أسلحة ومعدات ضعيفة جداً لا تكفي لمواجهة جيش نظامي.

أتصور أن الحظر الجوي الذي تفرضه قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" في الوقت الراهن وعمليات القصف هو الملاذ الأخير للثوار الليبيين. إن تدمير الأسلحة الرئيسية لقوات معمر القذافي هو الهدف الأول والأخير لحلف الناتو من أجل الإبقاء على الثورة الليبية.

أرى أنه من الضروري تسليح الثوار الليبيين، لكننا نلحظ أن تصريحات مسؤولي حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي تذهب في اتجاه عدم تسليح الثوار في الوقت الحالي والاكتفاء بتنفيذ الحظر الجوي وتدمير القوات البرية للقذافي التي تحاول الدخول إلى المدن الواقعة تحت سيطرة الثوار والآهلة بالمدنيين. لكني أتمنى أن يتم تسليح الثوار الليبيين بأسلحة ثقيلة وبصورايخ لمواجهة الدبابات ولمواجهة الضربات الصاروخية، فالأسلحة الخفيفة كالمدافع الرشاشة لن تجدي نفعاً.

صورة من: dapd

اذا كان دور حلف الناتو يُسهم في ترجيح كفة الصراع على الأرض لصالح الثوار. لماذا لم ينعكس هذا الدور على تقدم الثوار وإضعاف قوات القذافي؟

بالفعل ما زالت المعارك بين قوات القذافي وقوات الثوار تتراوح بين الكر والفر، فدور حلف الناتو لم يكن بحجم عملياته السابقة في يوغسلافيا سابقا مثلاً. أعتقد أن حلف الناتو لو نفذ ضرباته الجوية بالشكل الصحيح، لكان هناك تقدم واضح للثوار. لكن ضرباته الجوية لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، فقد سقط العديد من المدنيين ضحية لهذه الضربات. أرى أن الحلف بدأ يتحفظ قليلاً في ضرباته حتى لا يصبح هدفاً لانتقادات الدول الأخرى بسبب سقوط ضحايا مدنيين.

وهنا يجب على حلف الناتو أن يكون أكثر حزماً وأكثر مساندة لثوار ليبيا، بحجم دوره في عمليات عسكرية سابقة في دول أخرى، ويجب تدمير جميع دبابات وقواعد الصواريخ الليبية التي تستخدم في استهداف المدنيين. ومواقع كل تلك الأسلحة معروفة لدى حلف الناتو مرصودة بواسطة الأقمار الاصطناعية ومن سفن القيادة المركزية الأمريكية المتواجدة في البحر المتوسط.

أجرى الحوار: عماد م. غانم

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW