"يدعم سيادة أوكرانيا".. شولتس يشيد ببيان قمة مجموعة العشرين
٩ سبتمبر ٢٠٢٣
أعرب المستشار الألماني شولتس عن اعتقاده بأن الفقرات الخاصة بحرب أوكرانيا التي تم تضمينها في بيان قمة مجموعة العشرين تعتبر نجاحا، مشيدا خصوصا بتأكيد هذه الفقرات على "سلامة أراضي" كل الدول. بيد أنّ أوكرانيا انتقدت البيان.
إعلان
قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن إعلان قمة مجموعة العشرين الذي تم الاتفاق عليه، السبت (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2023)، أظهر موقفا واضحا حيال الغزو الروسي لأوكرانيا بقوله إنه لا يمكن التشكيك في وحدة أراضي الدول باستخدام العنف.
وأضاف شولتس، في تصريحات من مكان انعقاد القمة في نيودلهي: "إنه بيان يدعم وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا".
وتبنت مجموعة العشرين إعلانا توافقيا تجنب إدانة روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، لكنه دعا جميع الدول للامتناع عن استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي.
وأشاد المستشار الألماني، على وجه الخصوص، بتأكيد هذه الفقرات على "سلامة أراضي" كل الدول، مشيرا إلى أنه كان بالنسبة له نجاحا أن "روسيا تخلت في نهاية المطاف عن اعتراضها على مثل هذا القرار ببساطة لأن كل الآخرين تحركوا في هذا الاتجاه"، وهو يعني بذلك الصين التي تعد أقرب الحلفاء إلى روسيا.
هذا وتجنب المستشار الألماني مصافحة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أو الحديث إليه حتى وقت مبكر من مساء السبت (بتوقيت الهند). وردا على سؤال حول ما إذا كان صافح أو تحدث إلى لافروف الذي ينوب عن الرئيس فلاديمير بوتين في تمثيل روسيا، أجاب شولتس بقوله: " لا".
وتعليقا على كلمة لافروف في أول جلسة عمل للقمة، اكتفى شولتس بالقول: "كانت الحكايات المعتادة. أعتقد أنه لم يكن هناك أحد في القاعة يصدق هذا".
وشارك لافروف نائبا عن بوتين أيضا في تمثيل روسيا في قمة مجموعة العشرين في نسخة العام الماضي بجزيرة بالي الإندونيسية، لكنه غادر القمة بشكل مبكر.
أوكرانيا تنتقد: موقف مجموعة العشرين "لا يدعو للفخر"
بيد أنّ أوكرانيا انتقدت بشدة، اليوم السبت، البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في الهند.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، أوليه نيكولينكو، في تغريدة على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي، "نحن ممتنون للشركاء الذين حاولوا إدراج صيغ قوية في النص، ولكن على الرغم مع ذلك، فيما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا، فإن مجموعة العشرين ليس لديها ما تفخر به".
وأرفق نيكولينكو أيضا، في تغريدته، صورة للفقرة المتعلقة بالحرب، مع تعليمها باللون الأحمر.وتابع نيكولينكو بالقول "لا ينبغي أن يتحدث النص عن "حرب في أوكرانيا"، ولكن كان ينبغي الإشارة بوضوح إلى "الحرب الروسية ضد أوكرانيا". وأضاف " كان على دول مجموعة العشرين أن تدين الحرب بالإجماع، وتدعو موسكو إلى إنهاء الغزو بشكل فوري".
وانتقد المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، حقيقة أن النص أشار بشكل متكرر إلى "دول" بعبارات عامة، بدلا من ذكر "روسيا".
وأبدى اعتراضه على صياغة أن "جميع الدول" يجب أن تمتنع عن احتلال الأراضي بالقوة وانتهاك السلامة الإقليمية". وقال إن روسيا هي الدولة المقصودة بذلك.
يشار إلى أنه كان هناك خلاف استمر طويلا بين دول المجموعة التي تضم أهم الاقتصادات الصناعية والصاعدة حول بيان القمة، وفي غضون ذلك الخلاف لم يكن من الواضح ما إذا كان هذا البيان سيصدر عن القمة.
وينص الحل الوسط الذي تم التوصل إليه على عدم إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا من جانب غالبية دول المجموعة كما حدث في العام الماضي على أن تتم الإشارة إلى السلامة الإقليمية أي عدم المساس بالحدود.
وقال شولتس: "عقدنا هنا جلسة ناجحة للغاية لمجموعة العشرين حتى الآن"، مشيرا إلى أن ما تم التوصل إليه تجاوز ما كان من الممكن تحقيقه من وجهة نظر الكثيرين.
ف.ي/أ.ح (د.ب.ا، رويترز، ا.ف.ب)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).