يسرى وسارة في خدمة اللاجئين في ألمانيا ـ سفيرتان للاندماج
١١ يوليو ٢٠١٧
البراعة في السباحة مكنت أختين سوريتين من إنقاذ عدد من اللاجئين من غرق مؤكد. وبعد وصولهما إلى ألمانيا التزمت يسرى وسارة في خدمة شؤون اللاجئين.
إعلان
في الوقت الذي عجت فيه الشوارع بمظاهر الاحتجاج في هامبورغ عشية انعقاد قمة مجموعة العشرين، ساد الهدوء قاعة باركلاي في حي ألتونا بهامبورغ عندما صعدت بنت شابة بشعر أسود طويل المنصة وقالت:"اسمي سارة مارديني وأنا من سوريا، أنا لاجئة استفادت من سخاء ألمانيا".
الجمهور هلل لها، فانتظرت قليلا لتضيف:"ومن أجل إبداء الشكر لهذا السخاء يمكن لي الآن مساعدة لاجئين آخرين للحصول على تكوين مثلا من خلال بناء مدارس في اليونان". كما هو الشأن بالنسبة إلى كثير من اللاجئين كانت اليونان لسارة وشقيقتها يسرى نقطة تحول دراماتيكي في حياتهما. ولكن بدون الأختين الشابتين لما تمكن 18 شخصا من الوصول إلى شاطئ جزيرة ليسبوس اليونانية.
في أغسطس 2015 فرت الأختان من سوريا حيث تركتا خلفهما حياة رياضيتين موهوبتين في منتخب سوريا حيث تدور حرب أهلية. وهربت الأختان من دمشق عبر الأردن إلى تركيا وتحديدا إلى إزمير.
السباحة في البحر المتوسط إلى ليسبوس
وفي قارب مطاطي ممتلئ عن آخره باشرت الأختان عملية العبور الخطيرة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وعندما شرع القارب في الغرق، أخذت الأختان الرياضيتان المبادرة وسحبتا وراءهما لساعات طويلة في الليل في البحر بالتناوب حبل القارب الممتلئ. إنه عمل بطولي أنقذ 18 شخصا من الغرق ومنح الأختين شعبية عالمية.
وهما تريدان الآن توظيف هذه الشعبية في خدمة سياسة اللجوء. فخلال تلك الفاعلية في هامبورغ أعلنت سارة في فخر:"أختي سارة أصبحت أولمبية، ونحن الاثنان نجونا وأصبحنا مشهورتين". وبالفعل تمكنت سارة الأخت الصغيرة من التأهل في 2016 لفريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو. والفريق لم يكن يتطلع لنيل ميداليات، بل إلى النصر من خلال المشاركة.
وأعلنت يسرى في بداية العام عندما عُينت سفيرة خاصة لهيئة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين :"أريد نشر الرسالة التي مفادها أن اللاجئين أناس عاديون يعيشون في ظروف صادمة ومثيرة".
الأختان تريدان تبيان أن "اللاجئين قادرون على أشياء غير عادية عندما يحصلون على الفرصة لذلك"، كما قالت يسرى البالغة من العمر 19 عاما. وهذا يعني بالنسبة إليها أيضا "مثالا قويا على قوة المقاومة والحزم " لدى اللاجئين "لبداية حياة جديدة والمساهمة داخل المجتمع المضيف".
وقالت سارة أمام آلاف المتفرجين داخل القاعة في هامبورغ:"أعتقد أن كل شخص أينما يأتي له الحق في الحصول على فرصة العيش في أمان وتحقيق أحلامه". وأوضحت أنها قادرة الآن بمساعدة ألمانيا على الانضمام الى الجامعة حيث ستدرس في برلين تخصصي الاقتصاد والسياسة.
ماكسميليان كوشيك/ م.أ.م
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو