يعوي كالذئاب ويفترس كالنمور .. فأر فريد يعيش في أمريكا!
٣٠ ديسمبر ٢٠١٧
هل شاهدت يوماً فأراً يعوي كالذئاب عندما يكتمل القمر وينقض على فرائسه كالقطط البرية؟ يتعلّق الأمر بفصيلة من الفئران تسمى فأر الجندب. هذا الفأر يمتلك خصائص فريدة منها أنه لا يتأثر بسم العقارب التي تحاول النجاة من شراسته.
إعلان
هل شاهدت يوماً فأراً يعوي كالذئاب عندما يكتمل القمر وينقض على فرائسه كالقطط البرية؟ إنه فأر الجندب، الذي يسمى أيضاً "الفأر الذئب"، والذي يعيش في أمريكا الشمالية ويمكن إيجاد بعض سلالاته في أمريكا الوسطى. وبعكس غالبية الفئران في العالم التي تتغذى أساساً على ما هو نباتي، فهذا الفأر يعد تقريباً الوحيد في عائلة الفئران الذي يصطاد الفرائس.
يختلف هذا الفأر عن أيّ فئران يمكنك أن تصادفها، رغم تشابه شكله معها، خاصة وأن عاداته في الحياة متفردة، فهو يكره الاختلاط ببني البشر ويحب العيش في المناطق الجافة غير المأهولة.
وحذار أن تفكر في تربيته، فهو عدواني للغاية وسيفكر على الدوام في الهرب والعودة إلى البرية. أما إذا وضعت معه فأراً آخر في القفص، فستكون قد قدمت له وجبة سمينة دون أن تدري. أما إذا وضعت فأريْ جندب من الجنس نفسه مع بعضهما البعض، فقد يؤدي بهما الجوع إلى العراك ومن يفوز سيلتهم الآخر.
يُعرف هذا الفأر بالصيد ليلاً، وكثيراً ما يُسمع صوته من بعيد وهو يعوي. لحدّ الآن، لم يعرف السبب الكامن وراء عوائه كالذئاب. لكن ما جرى التأكد منه أن عواء الذئاب يكون غالباً نوعاً من التواصل بين أفراد القطيع أو مع قطيع آخر، فيما يعوي فأر الجندب غالباً قبل قتل فريسته. بينما يشترك الاثنان في العواء عند اكتمال القمر.
يتغذى هذا الفأر الغريب عادة على الحشرات والعقارب والثعابين الصغيرة، ومن أفضل وجباته حشرة الحريش، فرغم أنها قد تقتلته وتفترسه بدورها، إلّا أنه يتجنب لسعاتها السامة حتى يتمكن من قتلها والتهامها.
وكما لو أنه نوع من القطط الكبيرة التي تحرس مساحات صيدها، فهذا الفأر المنعزل يخصّص لنفسه مساحة صيد كبيرة يُمنع أي فأر جندب آخر من اختراقها. لا يتوالد هذا الفأر كثيراً، ولكن المعروف أن صغاره بمجرد ما تخرج إلى الحياة، تبدأ هي الأخرى في تعلّم الصيد، بل إنها قد تهاجم فرائس تكبرها حجماً.
وقد أثبتت عدة دراسات علمية أن سم العقارب لا يؤثر في هذا الفأر، بل على العكس، يعمل على تسكين آلامه. وهو ما جعل هذا الفأر مادة خصبة للعلماء لأجل دراسة تفاعل الجهاز العصبي مع السموم.
إ.ع/ ي.أ
فئران مدربة للكشف عن الألغام الأرضية
انضمت الفئران في تنزانيا إلى طاقم وكوادر اكتشاف المتفجرات والألغام الأرضية، ويتم في هذا البلد الإفريقي تدريب تلك الفئران على اكتشاف الألغام اعتماداً على حاسة الشم القوية التي تمتلكها تلك الحيوانات.
صورة من: Lieve Blancquaert
الفأر البني ينقذ من الموت
تقوم منظمة المجتمع المدني البلجيكية "أبوبو" في منطقة موروغور بتنزانيا بتدريب الفئران البنية على اكتشاف الألغام الأرضية عوضاً عن الاستعانة بالكلاب. هذه الحيوانات تتمتع بحاسة شم قوية تفوق الكلاب، علاوة على أن وزنها أقل بحوالي كيلوغرام واحد على الأقل من الوزن الذي يتسبب عادة في تفجير اللغم.
صورة من: Lieve Blancquaert
تدريب الفئران
منذ الصغر، يتم تدريب الفئران على التعرف على مادة "تي.إن.تي" المتفجرة. ومنذ سنة 2000 بدأت منظمة "أبوبو" عملها داخل مبنى معهد الزراعة الجامعي في تنزانيا. وفي سنة 2006 باشرت الفئران عملها رسمياً ضمن كوادر كسح الألغام في موزمبيق. وقبل أن يتم الاستعانة بالفئران، يتم إخضاعها إلى اختبار، الذي يتم على ضوئه يتم تحديد مدى جاهزيتها لتولي المهمة.
صورة من: Lieve Blancquaert
بحث ممنهج
تتعلم الفئران طريقة بحث ممنهجة وشاملة عن الألغام. ويتم ربطها بأوان مشابهة للأواني المنزلية، فيما يقف مدربان على طرفي الحبل. وتبحث الفئران في الأرض بشكل أفقي منتظم، لتنتقل بعد ذلك إلى الجهة الأخرى. وفي مراحل التدريب الأولى، تتعلم الفأرة التعرف على مادة "تي.إن.تي" داخل إناء لتحضير الشاي.
صورة من: DW/A. Schmidt
الألغام الأرضية
بعد انتهاء التدريب، يتم نقل الفئران إلى حقول بها ألغام غير قابلة للانفجار. وعندما تكتشف الفئران لغماً، فإنها تظهر ذلك للمدربين، تماماً مثل الكلاب، إذ تحفر الأرض بحوافرها. ويستمر التدريب ستة أشهر، كما أنه يكلف حوالي ستة آلاف يورو.
صورة من: APOPO
جوائز تحفيزية
وفي حال نجحت الفئران في مهمتها، يتم تحفيزها عبر جوائز مثل قطع الموز. وتحتاج الفأرة المدربة إلى يوم واحد لمسح قطعة أرض بمساحة 400 متر مربع. ويحتاج الإنسان إلى أسبوعين لمسح نفس المساحة.
صورة من: DW/A. Schmidt
استقلالية
ما يميز الفئران عن الكلاب أنها تعمل بشكل مستقل ولا تعول على مدربيها بشكل كامل. كما أنها تعمل بكدّ ويمكن الاعتماد عليها في أي وقت وأي مكان، فالفئران التي تلقت تدريبها في تنزانيا يمكنها بسهولة العمل في موزمبيق أيضاً.
صورة من: Lieve Blancquaert
موزمبيق
وحتى اللحظة، قام الطاقم العامل في موزمبيق بمسح 6.5 مليون متر مربع من الأرض، تم فيها العثور على ألفي لغم وألف قطعة ذخيرة و12 ألف قذيفة. وحالياً تعمل نحو سبع فرق تضم 54 فأرة مدربة.