"ضربوني في كل مكان، وركلوني ولكموني"، هكذا وصف يانيس بوتاريس (75 عاما) رئيس بلدية سالونيكي، ثاني أكبر المدن اليونانية الاعتداء الذي تعرض له من قبل مجموعة يمينية متطرفة.
إعلان
تعرض يانيس بوتاريس رئيس بلدية سالونيكي، ثاني أكبر المدن اليونانية، لاعتداء بأيدي متطرفين يمينيين ما أدى إلى نقله إلى المستشفى اليوم الأحد (20 أيار/ مايو 2018). وكان بوتاريس (75 عاما) يشارك في تجمع لإحياء ذكرى مجزرة يونانيي البحر الأسود في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها.
وفي تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الوطنية، قال "ضربوني في كل مكان، وركلوني ولكموني". وأضاف رئيس البلدية، الشخصية المثيرة للجدل في السياسة اليونانية، أنه تعرض "لاعتداء مشين"، لكنه قال إنه "بخير". وذكرت الشرطة أنها اعتقلت شخصين على صلة بالاعتداء.
وتظهر صور من التجمع بوتاريس وهو يتعرض للمضايقة من قبل مجموعة من الشباب. وبينما كان يهم بالمغادرة ألقى عليه أشخاص مقذوفات ثم شوهد وهو يقع أرضا. وحاولت مجموعة من الأشخاص تحطيم الزجاج الخلفي لسيارته فيما كان يغادر المكان. وقال مكتب رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس إن المهاجمين هم "من اليمين المتطرف".
وأشادت أورانيا ميخالولياكو ابنة زعيم حزب النازية الجديدة "الفجر الجديد" بمنفذي الحادث واتهمت بوتاريس بأنه "معاد لليونان". وكتبت على تويتر "أحسنتم لكل شخص أدى واجبه في يوم سالونيكي اليوم. لهم كل احترامي وألف أحسنتم".
وكثيرا ما تعرض بوتاريس لانتقادات المتطرفين بسبب تصريحاته حول مسائل حساسة مثل مقدونيا وتركيا وإسرائيل. وأثار الغضب حين وصف كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة الذي يكرهه اليونانيون، بأنه "قائد كبير". كما وصف بـ "الحمقى" معارضي التوصل إلى تسوية بشأن الخلاف حول تسمية مقدونيا المجاورة.
وعلق الإعلام التركي على الحادث، وذكرت صحيفة حرييت أن بوتاريس وصف الأتراك بـ "الاشقاء" واقترح إعادة تسمية شارع رئيسي في سالونيكي باسم أتاتورك الذي ولد في المدينة التي تستقطب الزوار الأتراك في عام 1881.
م.أ.م/ أ.ح ( أ ف ب)
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.