يهود ألمانيا "مصدومون" من الفوز "التاريخي" لحزب البديل
٢٦ يونيو ٢٠٢٣
لم يخف المجلس المركزي لليهود في ألمانيا صدمته بعد تحقيق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي بأول منصب قيادي في البلديات، فيما يرى محلل سياسي أن تطلعات الحزب لأن يصبح لاعباً رئيسياً في السياسة يمكن أن تتحقق قريباً.
إعلان
أعرب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا عن صدمته الشديدة حيال فوز حزب البديل من أجل ألمانيا في انتخابات في دائرة زونيبرغ بولاية تورينغن شرقي البلاد. ونقلت صحيفة "يوديشه الغماينه" عن رئيس المجلس يوزيف شوستر قوله الأحد (25 حزيران/يونيو 2023): "لنقولها بوضوح: ليس كل ناخب من حزب البديل له فكر يميني متطرف، لكن الحزب الذي تم انتخاب مرشحه، هو حزب يميني متطرف وفقاً لمكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)".
وأضاف شوستر أنه أزعجه للغاية موافقة مثل هذا العدد الكبير من الناس على مرشح البديل: "هذا بمثابة صدع في السد لا ينبغي للقوى السياسية الديمقراطية في هذا البلد أن تتقبله ببساطة".
وكان مرشح حزب البديل روبرت زيسلمان حسم انتخابات الإعادة على منصب رئيس دائرة زونيبرغ أمس الأحد ليفوز الحزب اليميني الشعبوي بأول منصب قيادي على مستوى البلديات في ألمانيا.
وفي ذات السياق، أعربت لجنة اوشفيتس الدولية عن صدمتها حيال فوز مرشح البديل في هذه الانتخابات، وقال نائب الرئيس التنفيذي للجنة كريستوف هوبنر: "اليوم هو يوم حزين لدائرة زونيبرغ ولألمانيا وللديمقراطية. من الواضح أن غالبية من الناخبين انسحبت من الديمقراطية وحسمت اختيارها عن قصد لصالح حزب تدمير يميني متطرف يهيمن عليه النازي".
تجدر الإشارة إلى أن مكتب حماية الدستور في تورينغن يراقب الحزب الذي يترأسه في الولاية بيورن هوكه بعد إثبات تصنيفه على أنه حزب يميني متطرف.
كيف بدأ النازيون بإحراق الكتب أولا ثم البشر
26:06
وتعليقاً على الفوز، قال المحلل السياسي البارز هانز فورلاندر إن تطلعات حزب البديل من أجل ألمانيا لأن يصبح لاعباً رئيسياً في السياسة الوطنية للبلاد يمكن أن تتحقق قريباً بعد أن حقق الحزب اليميني المتطرف المناهض للهجرة الفوز. وفي حين أن المنصب يمكن أن يكون غير ذي أهمية وبسلطات محدودة، إلا أنه يمثل المرة الأولى التي يفوز فيها الحزب في انتخابات مباشرة على منصب حاكم. ويمكن لهذه اللحظة الحاسمة أن تنذر بموجة من الانتصارات.
وقال فورلاندر، عالم السياسة المقيم في دريسدن والذي نشر منشورات عن الشعبوية اليمينية في ألمانيا: "إذا لم يكن هناك تغيير جذري في الحالة المزاجية، فإن انتخابات الولاية والانتخابات المحلية في العام المقبل يمكن أن تكون بداية لانتصارات متواصلة لحزب البديل من أجل ألمانيا".
وشن زيسلمان حملته ضد أجندة التحالف الثلاثي الحاكم في برلين، وركز بشكل خاص على سياسات الطاقة واللاجئين. وتضامنت جميع الأحزاب الألمانية الرئيسة، الاشتراكيون الديمقراطيون بزعامة المستشار أولاف شولتس، والخضر، والديمقراطي الحر الليبرالي المؤيد لحرية السوق، واليسار من أقصى الطيف اليساري، من أجل دعم الرئيس الحالي للمنطقة من الحزب المسيحي الديمقراطي من يمين الوسط. لكن التضامن بين الأحزاب لم يكن كافياً لإقناع الناخبين، وحصل زيسلمان على 52.8 % من أصوات الناخبين الأحد.
وقال فورلاندر إنه من غير المرجح أن يحكم حزب البديل من أجل ألمانيا على مستوى الولاية، وذلك لأن الأحزاب الرئيسية رفضت منذ فترة طويلة الدخول في اتفاقات ائتلافية مع المتشددين. لكنه قال إنه كلما زاد الدعم الذي يحظى به حزب البديل من أجل ألمانيا، زادت قدرته على التغلب على منافسيه. وهذا هو السبب في أن التحالف الكبير بين الأحزاب المنقسمة الأخرى سيكون ضرورياً من أجل الاستمرار في تحقيق الأغلبية في برلمان الولاية.
ع.غ/ خ.س (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)