مع بدء عمل محاكم التحكيم الجديدة في ألمانيا، تتصاعد المطالب بإعادة الممتلكات اليهودية الفنية المنهوبة خلال الحقبة النازية، وسط تقديرات بوجود مئات الآلاف من القطع الفنية والثقافية التي لم تُسترد بعد.
تتصاعد المطالب في ألمانيا بإعادة الممتلكات اليهودية المنهوبة خلال الحقبة النازيةصورة من: Stephanie Pilick/dpa/picture alliance
إعلان
طالب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ومؤتمر مطالبات اليهود "جويش كليمز كونفرانس" اليوم الأحد (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) باتخاذ خطوات إضافية لإعادة الأعمال الفنية التي "نهبها" النازيون، مع بدء عمل المحاكم التحكيمية الجديدة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل للفصل في النزاعات بين المتاحف العامة وورثة المالكين الأصليين.
وشدد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، على ضرورة إصدار قانون الاسترداد المعلن عنه.
وقال شوستر إنه "حتى تكون هناك أسس قانونية للمطالبة بهذه الممتلكات الثقافية الموجودة أيضا في حيازة خاصة، يجب تنفيذ قانون الاسترداد الذي نص عليه اتفاق الائتلاف الحكومي".
وبدوره، قال روديغر مالو، ممثل مؤتمر المطالبات في أوروبا، إن الائتلاف الحكومي بين الاتحاد المسيحي و الحزب الاشتراكي الديمقراطي التزم بإصدار هذا القانون، مضيفا: "نثق بأنه سيتم الوفاء بهذا الوعد في وقت قريب".
سوف تبدأ المحاكم التحكيمية الجديدة الشهر المقبل عملها للفصل في النزاعات بين المتاحف العامة وورثة المالكين الأصليين.صورة من: Alina Novopashina/dpa/picture alliance
"التزامنا الأخلاقي تجاه الضحايا وورثتهم"
ويتعلق الأمر بأعمال فنية وممتلكات ثقافية فقدها ضحايا النازية، غالبيتهم من اليهود، خلال الفترة بين عامي 1933 و1945، فيما تشير التقديرات إلى وجود ما يصل إلى 600 ألف قطعة منهوبة.
أما القطع التي أعيدت لأصحابها أو لورثتهم، فيبلغ عددها، وفقا للمركز الألماني للممتلكات الثقافية المفقودة، ما لا يقل عن 9864 "قطعة متحفية" و34 ألفاً و864 مادة مكتبية.
ولا يزال النزاع قائما بشأن العديد من الأعمال الفنية، وبعضها أعمال شهيرة، الموجودة في المجموعات العامة.
ومن المفترض أن تسهم المحاكم التحكيمية الجديدة في حل هذه القضايا، إذ يمكن للورثة اللجوء إليها من جانب واحد في معظم الحالات، كما ستكون قراراتها ملزمة.
ومع ذلك، تظل النزاعات مع المالكين الأفراد لهذه الأعمال محل جدل خارج نطاق هذه الآلية. وأشاد وزير الدولة الألمانية للثقافة، فولفرام فايمر، بمحاكم التحكيم الجديدة، مؤكداً أن الدولة تتحمل مسؤوليتها التاريخية.
وقال إن "إنشاء نظام التحكيم يتجاوز كونه إصلاحاً مؤسسياً، فهو تعبير عن التزامنا الأخلاقي تجاه الضحايا وورثتهم".
تحرير: عماد غانم
نصب تذكارية يهودية في برلين ـ شاهد على جرائم النازية ضد الإنسانية
مضت على المحرقة النازية بحق اليهود (الهولوكوست) ثمانية عقود، لكنها لم ولن تُنسى. العديد من النصب الكبيرة والصغيرة تذكر في جميع أنحاء العاصمة الألمانية بجرائم النازيين.
صورة من: DW/M. Gwozdz
نصب الهولوكوست
حقل ضخم من الأعمدة يذكر في وسط العاصمة الألمانية بالماضي، وهو من تصميم المهندس المعماري النيويوركي بيتر آيزنمان. وتذّكر حوالي 3000 كتلة حجرية بالستة ملايين يهودي الذين قتلوا في أوروبا على يد النازيين.
صورة من: picture-alliance/Schoening
حجارة العثرات
صغيرة الحجم هي تلك الألواح النحاسية التي توجد تقريبا على جميع الأرصفة في برلين. وتذكر حجارة العثرات بالأشخاص الذين عاشوا في المباني المجاورة قبل أن يتم ترحيلهم من قبل النازيين. ويوجد إجمالا حوالي 10,000 من هذه الحجارة في برلين.
صورة من: DW/T.Walker
فيلا مؤتمر فانزي
في الـ 20 يناير 1942 اجتمع 15 مسؤولًا رفيع المستوى من الحزب القومي الاشتراكي الألماني النازي في هذه الفيلا على بحيرة فانزي لبحث كيفية القضاء على اليهود في أوروبا بطريقة منهجية، وسموها "الحل النهائي لقضية اليهود". واليوم تعتبر الفيلا موقعا تذكاريا، حيث تقدم معلومات حول البعد الذي لا يمكن تصوره للإبادة الجماعية التي تم تقريرها هنا.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
نصب رصيف 17
ورود بيضاء عند منصة القطار رقم 17 في محطة غرونفالد تكريمًا لأكثر من 50,000 يهودي في برلين تم إرسالهم من هنا إلى الموت. على 186 لوحة فولاذية مدرجة تواريخ ومحطات جميع قطارات الترحيل، إضافة إلى عدد المرحلين. أول قطار غادر في 18 أكتوبر 1941 إلى غيتو ليتسمانشتات وآخر قطار في الـ 5 يناير 1945 إلى معسكر زاكسنهاوزن.
صورة من: imago/IPON
ورشة المكفوفين أوتو فيدت
هاكيشن هوفه في وسط برلين يظهر اليوم في كل دليل سياحي، وهو متاهة من الفناء الخلفي حيث عاش وعمل العديد من الأشخاص اليهود، على سبيل المثال في المصنع الخاص برجل الأعمال الألماني أوتو فيدت. في زمن النازيين، قام فيدت بتوظيف العديد من اليهود الكفيفين والصم، وبذلك أنقذهم من الترحيل والموت. واليوم تُعتبر ورشة الكفيفين متحفًا.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
مركز الموضة هاوسفوغتايبلاتس
هنا كان ينبض قلب عاصمة الموضة في برلين. نصب مكون من مرايا عالية يذكر بمصممي الأزياء اليهود والخياطات وصناع الأقمشة الذين كانوا يصنعون الملابس لجميع أنحاء أوروبا في هاوسفوغتايبلاتس. وأجبر النازيون الملاك اليهود على البيع القسري وفرضوا حظرًا على ممارسة المهنة. وفي الحرب العالمية الثانية تم تدمير مركز الموضة السابق في برلين بشكل لا يمكن استعادته.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
نصب تذكاري في كوبنبلاتس
قبل الهولوكوست كان يعيش 173,000 يهودي في برلين، وفي عام 1945 لم يتبق منهم سوى 9000. ويقع نصب "الغرفة المهجورة" في منتصف المنطقة السكنية في كوبن بلاتس في وسط برلين. ويذكر النصب بالمواطنين اليهود الذين تم نقلهم فجأة بدون إنذار مسبق من منازلهم في حي الحظائر ولم يعودوا أبدًا. وكان حي الحظائر مركز الهجرة اليهودية الشرقية.
صورة من: Jörg Carstensen/dpa/picture alliance
المتحف اليهودي
اختار المهندس المعماري دانيال ليبسكيند تصميمًا دراماتيكيًا: من الأعلى يبدو المبنى وكأنه نجمة داود مكسورة. ويُعتبر متحف اليهود في برلين واحدًا من أكثر المتاحف زيارة في برلين، حيث يقدم نظرة عامة على التاريخ الألماني-اليهودي المتنوع.
صورة من: Miguel Villagran/AP Photo/picture alliance
المقبرة اليهودية فايسينزي
توجد ثماني مقابر يهودية محفوظة في برلين، وأكبرها تقع في منطقة فايسنزي. بأكثر من 115,000 موقع دفن، فهي تُعد أكبر مقبرة يهودية في أوروبا. العديد من اليهود المضطهدين اختبأوا في هذه الأراضي خلال فترة الحكم النازي. وبدأت الخدمة الدينية اليهودية مجددًا هنا في 11 مايو 1945، ثلاثة أيام فقط بعد التحرير من الحكم النازي.
صورة من: Schoening/Bildagentur-online/picture alliance
كنيس جديد
تم تدشين المعبد اليهودي الجديد في شارع أورانينبورغ لأول مرة في عام 1866؛ وكان يُعتبر أكبر وأفخم معبد يهودي في ألمانيا. في الحرب العالمية الثانية تعرض للحرق. وتم تدشين المعبد المعاد بناؤه مرة أخرى في عام 1995. منذ ذلك الحين، عادت القبة الذهبية، التي يبلغ ارتفاعها 50 مترًا، لتشكل واحدة من معالم وهوية برلين مرة أخرى.
صورة من: Stephan Schulz/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance