انتقد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، طريقة التعامل مع المغنية الإسرائيلية التي شاركت في نهائي مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي أقيمت في مدينة مالمو السويدية.

وحصلت المغنية الإسرائيلية إيدن غولان على المركز الخامس في هذه المسابقة.

وفي تصريحات لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، قال شوستر اليوم الأحد (12 أيار/ مايو 2024) قال :" اتضح خلال مسابقة يوروفيجن للأسف مدى ما وصلنا إليه في أوروبا بالفعل"، معربا عن اعتقاده بأنه كان من الخطأ إقامة الفعالية بالأساس في مالمو، وأوضح: " ذلك أنه إذا كانت هناك مدينة في أوروبا تتسم بطابع معاداة السامية على نحو خاص، فتلك هي مالمو".

واستنكر شوستر عدم تمكن فنانة إسرائيلية من التحرك بحرية في وسط أوروبا، واضطرارها إلى الإقامة في الفندق الذي تقيم فيه، وعدم تمكنها من تقديم عروضها إلا في ظل ظروف معينة وبحماية الشرطة.

من جانبه أدان مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، الاحتجاجات ضد مشاركة إسرائيل في نهائي مسابقة الأغنية الأوروبية والدعوات لمقاطعة المغنية الإسرائيلية إيدن جولان "بأشد العبارات الممكنة". 

وقال كلاين لمجموعة صحف "فونكه" الإعلامية أن هذا الأمر "يتوافق مع نمط شائع من معاداة السامية هو تحميل الإسرائيليين مسؤولية جماعية عن تصرفات حكومتهم أو جيشهم، والتي يدينونها هم أنفسهم في كثير من الأحيان". وأضاف كلاين بأن "الساحة الثقافية الإسرائيلية التقدمية على وجه الخصوص تعاني بشكل كبير بالفعل من هذا التوجه، وتواجه عزلة دولية متزايدة" لهذا السبب.
وقوبل كل من أداء غولان والنقاط الممنوحة لإسرائيل، على نحو متكرر بتصفير وصيحات استهجان من جانب أشخاص في القاعة حاولوا التشويش على العرض في نهائي المسابقة.

وبدورها، منحت ألمانيا المغنية غولان الدرجة النهائية (12 درجة) على أدائها . وعلق شوستر على ذلك قائلا:" هذه إشارة رائعة بالفعل، ولكن الأمر لا علاقة له بالإعراب عن التضامن. فأغنيتها لاقت استحسانا كبيرا في المقام الأول، وينبغي لهذا الأمر أن يحتل الصدارة في مثل هذه الفعاليات".

أما رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أشاد بمشاركة مغنية بلاده إيدن غولان في مسابقة الأغنية الأوروبية . 

وتحدث نتنياهو إلى إيدن غولان هاتفيا، اليوم الأحد وقال لها: "يا له من نجاح، ويا له من شرف، هذا شيء عظيم – أحسنت."

وجرت مظاهرات في محيط مكان انعقاد مسابقة يوروفيجن في مدينة مالمو، موجهة ضد قرار المنظمين بالسماح لإسرائيل بالمشاركة في المسابقة 
وحظر رفع الأعلام الفلسطينية خلال المسابقة. وأبعدت الشرطة، مساء أمس السبت، الناشطة المؤيدة لقضايا الحفاظ على المناخ  غريتا تونبرغبالإضافة إلى متظاهرين آخرين عن موقع المظاهرات. 

وتشارك إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية منذ 51 عامًا، وانعكس الصراع في الشرق الأوسط على المسابقة عدة مرات خلال العقود الخمسة الماضية. ففي عام 1973، ظهرت المغنية الإسرائيلية إيلانيت كأول فنانة إسرائيلية في المسابقة وتحت إجراءات أمنية صارمة للغاية.

وبالعودة إلى تاريخ مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، أقيمت أول نسخة منها سنة 1956 في مدينة لوغانو السويسرية. وكان الهدف من هذا الحدث هو تعزيز التفاهم بين الشعوب. وكان الأمر مثيرا للغاية لأن الدول التي شاركت في المسابقة، كانت قد حاربت بعضها البعض بشراسة قبل 11 أو 12 سنة في الحرب العالمية الثانية.

ع.أج/ ع ج م (د ب ا، أ ف ب، رويترز)