يهود سوريون قادمون من أمريكا يصلّون في كنيس في دمشق
٢٩ أبريل ٢٠٢٥
أدى وفد من اليهود السوريين المقيمين في أمريكا الصلاة في كنيس يهودي في دمشق القديمة، فيما التقى وزير الخارجية السوري بوفد من الجالية اليهودية السورية في نيويورك. ومؤخرا تعرض قبر أحد الحاخامات بدمشق لأعمال تخريب و"تدنيس".
اليهود السوريون في دمشق - رجل يصلي في كنيس إفرانج في الحي اليهودي في دمشق القديمة في 29 أبريل 2025صورة من: BAKR ALKASEM/AFP
إعلان
شهدت المدينة القديمة في العاصمة السورية دمشق زيارة وفد من اليهود السوريين، قادمين من الولايات المتحدة، حيث أدوا الصلاة في كنيس الإفرنج.
يتزامن هذا من لقاء عقده وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني مع وفد آخر من الجالية السورية اليهودية في مدينة نيويورك.
ووفق الوكالة السورية للأنباء (سانا)، الثلاثاء (29 أبريل/نيسان 2025)، التقى الوزير الشيباني وفدا من الجالية السورية اليهودية في مدينة نيويورك، حيث جرى الحديث عن أهمية تعزيز جسور التواصل والتفاهم. وأشارت إلى أنه تم عرض القضايا التي تهم أبناء الجالية وروابطهم الثقافية والتاريخية بالوطن الأم، كما تم التأكيد على أهمية دورهم في عملية إعادة البناء.
حاخام يفتح مخطوطة التوراة في كنيس إفرانج في الحي اليهودي في دمشق القديمة في 29 أبريل 2025صورة من: BAKR ALKASEM/AFP
وتأتي زيارة اليهود السوريين إلى دمشق عقب إعلان رئيس الطائفة اليهودية في سوريا بخور شمنطوب أن مجهولين اقتحموا منتصف الأسبوع الماضي مقبرة اليهود حيث قاموا بأعمال تخريب قرب قبر الحاخام حاييم فيتال الذي يعد من رموز التصوف اليهودي.
وضم الوفد الزائر شخصيات بينهم الحاخام هنري حمرا، نجل يوسف حمرا الذي كان آخر حاخام غادر سوريا، وكان في عداد آلاف اليهود السوريين الذين سافروا منها مطلع التسعينات. وهو كان زار دمشق مع ابنه في شباط/فبراير، وذلك للمرة الأولى منذ مغادرته. وترأس هنري حمرا الصلاة صباحا في كنيس الإفرنج، وهو واحد من أكثر من عشرين معبدا يهوديا في سوريا، بحضور أعضاء الوفد بينهم فيكتور كميل، من الجالية اليهودية السورية في بروكلين. وقال كميل لفرانس برس إن الزيارة تأتي في إطار "الإعداد لزيارة وفد أكبر في وقت قريب إلى سوريا"، مضيفا "نريد تجهيز الكنيس والمجتمع هنا لاستقبال الزوار على الأقل، ونأمل أن تتحسّن الأوضاع هنا في البلد، فيبدؤون بالتفكير أكثر في العودة أو القدوم للسياحة". وتابع "نحن يهود سوريون فخورون للغاية، ويعرف أولادنا أننا فخورون جدا، وسيحبون بالتأكيد هذا التراث وهذا التاريخ".
وأحيا الوفد في دمشق الإثنين ذكرى وفاة الحاخام فيتال المدفون في مقبرة اليهود في دمشق، وفق ما قال كميل. وجاء إحياء الذكرى بعدما كان مجهولون اقتحموا الأسبوع الماضي الغرفة التي تضم مرقده في المقبرة. وفي منشور على فيسبوك الجمعة، كتب رئيس الطائفة اليهودية في سوريا إن المجهولين "حفروا الأرض بجانب القبر بحثا عن الآثار"، مضيفا "أخبرنا الهيئة المسؤولة عن المنطقة وعاينت مكان التخريب ووعدتنا بالبحث عن المسؤولين عن الحادثة".
وقال تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية في بيان نشره شمنطوب الأحد، "نشعر بصدمة وحزن عميقين إزاء تدنيس قبر الحاخام حاييم فيتال"، داعين "الحكومة السورية بإلحاح إلى تأمين (ضمان أمن) الأماكن المقدسة اليهودية والمعابد والمقابر فورا". وقال كميل لفرانس برس "لا نعرف الغرض من الحادث، ونحاول معرفة ما إذا كان الهدف لمس عظام الحاخام أو نقلها أو تدنيسها". وأكد أن ما حصل "لن يغيّر شيئا. فالحاخام مهم جدا لنا وسيبقى مهما لنا إلى الأبد، لا سيما المكان الذي دفن فيه".
معبد "إلْياهو هانابي" في ريف دمشق
02:24
This browser does not support the video element.
وخلال سنوات النزاع، تعرض كنيس عريق في حي جوبر للنهب ولدمار كبير، بعدما شكّل محجا لليهود من أنحاء العالم. وتمتع اليهود الذين يعود وجودهم في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، بحرية ممارسة شعائرهم الدينية خلال حكم عائلة الأسد. لكن نظام الأسد الأب قيّد حركتهم ومنعهم من السفر حتى عام 1992. وبعد السماح لهم بالسفر، انخفض عددهم من نحو خمسة آلاف إلى سبعة مسنّين فقط يقيمون حاليا في دمشق. وتعهدت السلطات الجديدة بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، إشراك الطوائف كافة في بناء مستقبل سوريا، وضمان أمنها، وسط مخاوف لدى الأقليات مع تسجيل انتهاكات متفرقة.
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، ا.ف.ب)
تدمر: جوهرة سورية تنتظر الانقاذ بعد أعوام من النهب
تقف تدمر، لؤلؤة الصحراء السورية، جريحة اليوم بعد سنوات من النزاع المسلح. أصاب الدمار والنهب معالمها التاريخية الفريدة، لكن الأمل يبقى في استعادة بريق هذا الموقع الأثري العالمي الذي طالما كان ملتقى الحضارات.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
معبد في حالة خراب
تُعد تدمر، وهي أحد المواقع الستة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في سوريا، مدينة تاريخية تقع على طريق الحرير القديم، وقد اشتهرت بآثارها التي يعود تاريخها إلى ألفي عام من العصر الروماني. وبعد ثلاثة عشر عاماً من الحرب الأهلية، باتت المعابد والأعمدة المدمرة تطبع صورة المدينة القديمة. ويعود الخبراء اليوم إلى الموقع الثقافي لمعاينة الأضرار وتقييمها.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
تراث عالمي لليونسكو
يعود تاريخ أقدم القطع الأثرية في تدمر إلى العصر الحجري الحديث، بينما ازدهرت المدينة الواحية في عهد الإمبراطورية الرومانية. وفي عام 1980، أُدرجت تدمر الواقعة بالقرب من مدينة تدمر الحديثة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقبل بداية الحرب الأهلية، كان يتدفق نحو مئة وخمسين ألف سائح إلى المدينة شهرياً لمشاهدة معالمها الأثرية.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
تدمير منهجي من قبل إرهابيي داعش
دارت حرب أهلية وحشية في سوريا لمدة ثلاثة عشر عامًا، وفي بعض الأحيان سقط موقع التراث العالمي في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي. قام مقاتلو التنظيم بتدمير معبدي بل وبعلشمين وقوس النصر في تدمر بشكل ممنهج، حيث اعتبروا ذلك عبادة للأصنام. وقد قُتل بوحشية عالم كان يشرف على الآثار.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
"تمتلك سوريا كنزاً دفيناً من الآثار"
أطفال يلعبون على أنقاض الرواق العظيم، وهو الرواق القديم الذي كان يمتد من معبد بل لمسافة 1.2 كيلومتر تقريباً إلى معبد الموتى. زار أيمن نبو، الخبير في آثار سوريا التاريخية تدمر بعد أيام قليلة من سقوط نظام الأسد. ويقول نابو: "تمتلك سوريا كنزاً دفيناً من الآثار". وتريد الحكومة الانتقالية التريث في عملية الترميم.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
حلم جذب السياح
يأمل الخبراء أن تؤدي عملية إعادة إعمار تدمر إلى زيادة كبيرة في عدد السياح وبالتالي توفير مصدر ضروري للاقتصاد السوري. قبل بداية الحرب الأهلية كانت المدينة الأثرية المدمرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم إلى محافظة حمص. زائر لتدمر يرسم بقايا الرواق الشهير في تدمر.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
صورة من الماضي
صورة من عام 2010 تظهر قنطرة محفوظة بشكل جيد في رواق تدمر، قبل تدميرها على يد تنظيم داعش الإرهابي. لا يمكن حتى الآن تقييم مدى الدمار والخسائر التي لحقت بالممتلكات الثقافية التي لا يمكن تعويضها بشكل كامل.
صورة من: Giovanni Ausserhofer/JOKER/picture alliance
التماثيل المسروقة والمقابر المنهوبة
تم إجراء العديد من الحفريات غير القانونية على طول الرواق وفي المسرح الروماني خلال السنوات الماضية. أُزيلت المنحوتات ونُهبت المدافن وطُمست اللوحات الجدارية والنقوش البارزة. سُرقت العديد من القطع الأثرية والوثائق التاريخية من متحف تدمر. ويقول أيمن نابو: "ليس لدينا أي فكرة عما حدث هنا".
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
قاعدة عسكرية بدلاً من موقع تراث ثقافي عالمي
على تلة بالقرب من المدينة القديمة المدمرة تقع قلعة فخر الدين المعاني وهي قلعة محفوظة بشكل جيد في الأصل، بُنيت بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر. خلال سنوات الحرب الأهلية، سقطت تدمر في البداية في أيدي تنظيم داعش الإرهابي ثم الجيش السوري. وبعد استعادتها من قبل قوات الأسد، بدعم من الجيش الروسي تم إعلان القلعة قاعدة عسكرية روسية.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
لا تزال عملية الترميم بعيدة جداً
تدعم منظمة اليونسكو حماية التراث الثقافي السوري من خلال التحليلات والتوثيق والتوصيات التي تقدمها الأقمار الصناعية منذ عام 2015. ولكن وبسبب الوضع الأمني المتوتر لم يتواجد أي خبير من اليونسكو في الموقع حتى الآن. أعلن خبراء دوليون من المنظمة الثقافية في عام 2019 أن إعادة الإعمار لن تكون ممكنة إلا بعد إجراء تقييم مفصل للأضرار.