لوف يأخذ العبر من أخطاء يورو فرنسا، ليظهر المنتخب الألماني بأسلوب لعب أكثر فاعلية وجاذبية، يقوده إلى الفوز في مباريات التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وإلى صدارة المجموعة الثالثة.
إعلان
نجح المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف في أول امتحان له في رحلة الدفاع عن اللقب العالمي، محققا مع فريقه الفوز في جميع مباريات التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، بدء بأول مباريات المجموعة أمام منتخب النرويج الضعيف (3-0)، ثم أمام فريق التشيك الشجاع بالنتيجة ذاتها، وأخيرا أمام منتخب إيرلندا الشمالية المقاتل (2-0)، يوم أمس الثلاثاء (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) على ملعب هامبورغ الألمانية.
وبهذا باتت ألمانيا متصدرة لترتيب المجموعة الثالثة برصيد تسع نقاط متفوقة بنقطتين على أذربيجان التي تعادلت سلبا مع مضيفتها جمهورية التشيك. تليها أيرلندا في المركز الثالث بأربع نقاط. وتضم المجموعة أيضا سان مورينو متذيلة الترتيب العام.
والملاحظ في المباريات الثلاث أن بطل العالم، الذي لم تهتز شباكه إلى غاية اللحظة، لعب في هذه المباريات الثلاث كرة سريعة مقارنة بأدائه أثناء نهائيات يورو 2016 بفرنسا والتي فازت بلقبها البرتغال.
وبعد أن كان الألمان بقيادة لوف يلتزمون بمبدأ الاستحواذ على الكرة، مع الاعتماد في الغالب على التمريرات العرضية والتريث في اصطياد الفرص، بدا الأسلوب الألماني في المباريات الأخيرة مختلفا عبر المضي نحو التمريرات الأفقية بهدف التقدم بشكل أسرع نحو الأمام، دون أن يعني ذلك التفريط في الكرة، إذ كانت سيطرة أصحاب الضيافة في ملعب هامبورغ على 75 في المائة من الكرة، وهو ما عجز منتخب إيرلندا على مجاراته يوم مساء أمس الثلاثاء.
المقصود هنا أن لوف بدا يبتعد قليلا عن أسلوب "تيكي - تاكا" الشهير، نحو ما أطلقت عليه الصحافة الألمانية أسلوب "تساكي -تساكي". و"تساكي - تساكي" وهو مصطلح في اللغة الألمانية يستعمل في الاستخدامات الشفوية للتعبير عن السرعة وأن مهمة ما ستنجز أو أنجزت بسرعة زائدة.
الأسلوب الجديد الذي ينتهجه لوف لم يكن فقط أكثر فاعلية وإنما أكثر جاذبية أيضا. وصحيح أن المنتخبات الثلاث التي واجهها بطل العالم في التصفيات الأوروبية لا تشكل الخطورة ذاتها التي تتسم بها منتخبات كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا، ولكن، أداء المنتخب الألماني كان أكثر تناغما وخطورة على الملعب مقارنة بمبارياته أثناء يورو فرنسا وقبله.
وقد كشفت المباريات الأخيرة عن نقاط ضعف كثيرة، خاصة أمام أيرلندا الشمالية حين مالت الماكينات إلى المجازفة وبلغت ذروتها في نهاية الشوط الأول من المباراة، ما فتح المجال لهجمات مرتدة كادت أن تقلب الكفة على الماكينات لولا إخفاق منتخب أيرلندا الشمالية من استغلالها. الا أن المانشافت يبدو على المسار الصحيح.
بالطبع ألمانيا من أقوى المرشحين لنيل لقب كأس العالم في روسيا، والمشوار لا زال طويلا، لكن بعد خيبة يورو 2016 وخروج المانشافت من الدور نصف النهائي إثر خسارته أمام "الديوك" بهدفين نظيفين، حقق لوف نتيجة طيبة طمأن بها جمهوره، كما أن الأداء كان مقنعا في المجمل. وهو ما تنطلق منه الصحافة المحلية، وعبر استبيانات الآراء، لفتح النقاش حول ما إذا كان صائبا تمديد عقد يواخيم لوف الذي سينتهي عام 2018 بشكل مبكر.
المزج بين الخبرة والشباب.. وصفة لوف في يورو 2016
أعلن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني عن القائمة الأولية التي تضم 27 لاعبا استعدادا لبطولة كأس أوروبا. فبالإضافة إلى اللاعبين المخضرمين ضمت القائمة لاعبين شباباً، تُوجه لهم الدعوة لأول مرة لتعزيز صفوف المانشافت.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
قبل أيام من إعلانه عن القائمة الأولية للمنتخب الألماني استعدادا لمنافسات يورو 2016، أعلن المدير الفني يواخيم لوف أن قائمته لن تخلو من مفاجآت. وقال لوف في تصريحات صحفية. "أحيانا يكون عنصر المفاجأة مفيدا من الناحية التكتيكية ويمد هيكل الفريق ككل بالطاقة". ولم يخلف لوف وعده، حيث ضمت اللائحة وجوها شابة جديدة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
أحد هذه الوجوه يوليان فايغل لاعب خط وسط بوروسيا دورتموند. تألق فايغل (19) رغم صغر سنه جعله يحظى بثقة المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Chai von der Laage
يوشوا كيميش (21 عاما) لاعب بايرن ميونيخ تمكن أيضا من إقناع لوف بضمه إلى القائمة الأولية للمنتخب الألماني. ويتميز اللاعب البافاري بإمكانياته الفنية العالية بالإضافة إلى قدرته على اللعب في خط الدفاع والوسط على حد سواء.
صورة من: picture alliance/HMB Media/O. Zimmermann
ساهم يوليان براندت (20 عاما) في المراحل الأخيرة من الدوري الألماني بشكل كبير في عودة فريقه باير ليفركوزن بقوة ليحتل المركز الثالث المؤهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا. لذلك كان من الطبيعي أن يمنحه لوف فرصة المشاركة في المعسكر التدريبي للمنتخب للوقوف عن كثب على إمكانياته الفنية.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Steinbach
باستدعائه من طرف المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف، أصبح حلم جناح فريق شالكه ليروي سانيه (20 عاما) باللعب في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016 قاب قوسين أو أدنى من التحقق. وأعرب مهاجم شالكه في أكثر من مناسبة عن رغبته الأكيدة في المشاركة في هذه التظاهرة القارية التي ستقام الشهر القادم في فرنسا التي يحمل جنسيتها أيضاً.
صورة من: picture alliance/Promediafoto/M. Deines
لم تضم القائمة الأولية للمنتخب الألماني رون روبرت تسيلر حارس مرمى فريق هانوفر الهابط إلى دوري الدرجة الثانية. وبدلا من تسيلر فضل لوف استدعاء حارس مرمى باير ليفركوزن بيرند لينو.
صورة من: Getty Images/S.Steinbach
شغل لاعب ليفربول الإنجليزي إيمره جان في مشاركاته الأخيرة مع المنتخب الألماني مركز الظهير الأيمن، لكنه لم يقنع في جل المباريات التي لعبها في هذا المركز. ورغم ذلك استدعاه لوف من جديد لتعزيز صفوف المانشافت، ويٌتوقع أن يعتمد عليه لوف في وسط الميدان، وهو نفس المركز الذي يشغله بجدارة مع فريقه ليفربول، خاصة في ظل غياب إيلكاي غوندوغان بسبب الإصابة.
صورة من: picture alliance/Eibner-Pressefoto/J. Schueler
عرفت القائمة الأولية للمنتخب الألماني عودة مدافع شالكه بينيدكت هوفدس بعدما تعافى من الإصابة. وبإمكان هوفدس أن يلعب كظهير أيمن أو أيسر، وهما المركزان اللذان يشكلان نقطة ضعف المنتخب الألماني منذ اعتزال القائد السابق للمنتخب الألماني فيليب لام بعد نهائيات كأس العالم في البرازيل.
صورة من: picture-alliance/dpa
يعول المدرب يواخيم لوف على خبرة وتجربة الثنائي ماتس هوملس وجيروم بواتينغ لمنح الاستقرار لدفاع المنتخب الألماني في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. يشار إلى أن هوملس وبواتينغ سيلعبان أيضا ابتداءً من الموسم القادم جنبا إلى جنب في فريق بايرن ميونيخ بعدما انتقل هوملس إلى الفريق البافاري قادما من دورتموند.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
كانت بعض التقارير قد تحدثت عن سقوط اسم بودولسكي من اللائحة الأولية للمنتخب الألماني، لكن المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف فاجأ المتتبعين باستدعاء مهاجم غلاطة سراي التركي لتعزيز صفوف المنتخب الألماني. يشار إلى أن بودولسكي لعب 126 مباراة مع المنتخب الألماني، وهو ثالث أكبر عدد من المباريات الدولية بعد لوثر ماتيوس (150) وكلوزة (178).