دورتموند، النادي الذي أثار قلق مشجعيه وغير مشجعيه في ذهاب الدوري الألماني لكرة القدم- بوندسليغا، بدا وكأنه استعاد بعضا من التفاؤل قبيل نحو أسبوع من انطلاق مرحلةالإياب، بعد أن فاز للمرة الثالثة على التوالي في ثالث مباراة تجريبية، كانت آخرها يوم الأربعاء (21 يناير/كانون الثاني 2015) ضد أوتريخت الهولندي بهدف دون رد. فظهرت الوجوه فرحة عكس ما كان عليه المشهد حين خسر الفريق أمام مضيفه فيردر بريمن المهدد بالسقوط في منافسات المرحلة السابعة عشر، وكانت الهزيمة العاشرة لوصيف الدوري منذ انطلاق الموسم. ورغم أن مباراة الأربعاء ساهمت في تعزيز الشعور بالثقة بين اللاعبين إلا أن رد المدرب يورغن كلوب كان واضحا: "عليّ بذل المزيد، علينا جميعا بذل المزيد!".

وأضاف كلوب، نعم لدي شعور جيّد في ما يتعلق بموسم الذهاب، لكن، لا أستطيع الابتسامة لأنني أدرك جيدا أننا لم نصل بعد إلى المستوى المطلوب". بطبيعة الحال يعي كلوب جيدا حجم الضغط الذي يواجهه وسيواجهه اعتبارا من 31 من الشهر الجاري، موعد انطلاق موسم الذهاب بالنسبة للنادي بمباراة قمة أمام باير ليفركوزن الثالث في الترتيب. كما أن كلوب يعرف أيضا أنه مطالب مثل باقي المدربين بالنتائج حتى وإن كان رصيده في قلوب مشجعيه مرتفع جدا لا يقدر بنقاط، لكن انزلاق الفريق إلى المركز قبل الأخير برصيد 15 نقطة، وضع الجميع أمام ضغط غير مسبوق، جعل كلوب، يحدد المهمة القادمة عبر الإقرار بأن مسابقة دوري أبطال أوروبا لم تعد مهمة بالنسبة للنادي، بقدر ما سيتم التركيز على ضمان بقاء النادي ضمن دوري الأضواء، مضيفا "أمامنا 17 مباراة لتنفيذ هذه المهمة"، يقول مدرب دورتموند.

البحث عن خطط جديدة

في مباراة أوتريخت أشرك كلوب 21 لاعبا في عملية البحث عن أسلوب جديد للعب، في ظل غياب عدد من اللاعبين وعلى رأسهم بير-إيمريك أوبامينغ المشارك في بطولة كأس الأمم الإفريقية، وميتشل لانغراك المشارك في بطولة آسيا. وذلك إلى جانب سيباستيان كيل وكيفن غروسكروتز بعد أصابتهما في المباراة التحضيرية السابقة أمام ستيوا بوخارست يوم السبت الماضي والتي فاز فيها دورتموند بهدف دون مقابل.

المباراة شهدت أيضا عودة نجم الفريق ماركو رويس الذي لعب سبعين دقيقة كاملة بعد تعافيه من إصابة في كاحل القدم أبعدته عن الملاعب شهرين كاملين. وذلك في وقت اشتدت التكهنات بشأن مغادرة رويس النادي الموسم القادم. غير أن اللاعب سارع قبل أيام عبر حوار أدلى به للقناة الألمانية الأولى للتأكيد أن الأهم الآن هو مستقبل دورتموند وليس عقده الذي سينتهي قريبا. ووردت أسماء أندية كبرى في سياق المنافسة للحصول على خدمات رويس ومن بينها نادي ريال مدريد وبايرن ميونيخ. في المقابل تحدث رئيس نادي دورتموند هانس يوآخيم فاتسكه عن وجود "فرصة" لبقاء رويس في دورتموند، غير أن ضياع جميع الفرص الحقيقة بالنسبة لدورتموند الفائز بثنائية موسم 2012 في ضمان مقعده ضمن مسابقة أبطال أوروبا، ستجعل رويس يفكر مرتين قبل أن يقرر البقاء في دورتموند.

كيمبل وغينتر

ولعل أكثر ما أثار انتباه مشجعي دورتموند في مباراة أوتريخت أداء الوافد الجديد السلوفيني كيفين كيمبل الذي أحرز هدف الفوز في الدقيقة 17. كيمبل جاء إلى دورتموند قادما من فريق سالسبورغ النمساوي مقابل 12 مليوين يورو. وقد لعب ضمن سلسلة خط الوسط إلى جانب بلاشيكوفسكي وماركو رويس، وفق خطة 4-2-3-1، وأظهر رويس وكيمبل تناغما في اللعب، أسفر عن هدف الفوز عبر تمريرة ذكية من رويس التقطها كيمبل وسددها بمهارة.

أما في ثنائي الارتكاز فاعتمد كلوب على غوندوغان وزميله شاهين، فقدم الثنائي عملا جيدا على مستوى عملية الاستحواذ على الكرة وفي الهجمات المرتدة. لكن وبعد ظهور مساحة كبيرة بين الخطوط أدخل المدرب كلوب، ماتياس غينتر لاعب فرايبورغ السابق ومعه تحسن مستوى الدفاع، وبشهادة كلوب الذي قال إنه لعب "أفضل" مباراة تحضيرية في موضع الارتكاز.

ويبقى أمام درتموند مباراة تجريبية أخيرة، سيواجه فيها فورتونا دوسلدورف السبت القادم قبل أن يخوض رهانا مصيريا بالنسبة لكلوب ولدورتموند معا.