يورغن كلوب ودورتموند..رحيل لابد منه!
١٥ أبريل ٢٠١٥ بين كرة القدم وقصص الإغريق القدامى خيط دراماتيكي رفيع تتضارب فيه المصائر بين الانتصار والتألق وبين الحزن والرومانسية. هكذا بدا المشهد أثناء المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه مدرب دورتموند يورغن كلوب اليوم الأربعاء (15 أبريل/ نيسان 2015)، للإعلان رسمياً عن قرار مغادرته النادي نهاية الموسم، وذلك قبل ثلاث سنوات من انتهاء عقده.
كلوب الذي رفع حجرة سيزيف منذ بداية الموسم ليقود فريقه في نهاية المطاف إلى المركز العاشر في ختام المرحلة 28 من الدوري الألماني "بوندسليغا"، أكد أنه اتخذ القرار "الصحيح"، لأنه لم يعد يشعر بأنه "المدرب المثالي لهذا الفريق".
وحول محطته القادمة بعد دورتموند لم يفصح كلوب عن أي خطط مستقبلية أو وجهة محتملة للموسم القادم. أيضاً لم ينف ولم يؤكد تقارير صدرت قبل يومين من تاريخ هذا المؤتمر الصحفي عن نيته القيام بعطلة لعام أو أكثر على غرار ما قام به بيب غوارديولا حين ترك برشلونة وقبل مجيئه إلى ميونيخ، أو توماس توخيل بعد أن أنهى مشواره "السعيد" مع ماينز ليغيب عن الملاعب لعام كامل بحثاً عن مجالات إبداع جديدة.
قرار صائب لجميع الأطراف!
لا يختلف اثنان حول انجاز كلوب خلال سبعة مواسم قاد خلالها دورتموند إلى التتويج بلقب الدوري المحلي مرتين عامي 2011 و2012 وكأس ألمانيا مرة واحدة عام 2012 ونهائي دوري الأبطال عام 2013. وهو ما لخصه مدير الكرة بالنادي ميشائيل تسورك بالقول: "سطرنا في السنوات السبعة الأخيرة أسطورة حديثة لكرة القدم. لقد منحتَ النادي ومنحتني أنا شخصياً الكثير من التفاؤل والحماسة".
بيد أن قرار كلوب لم يكن مفاجئاً بل ومنطقياً، بعد أن حان وقت الرحيل عقب سلسلة انتكاسات عجز المدرب على مواجهتها، فدورتموند الفريق الذي أعجب به عشاق الكرة في المواسم السابقة، لم يعد له وجود، حقيقة بدت مؤكدة بعد هزيمة دورتموند أمام اليوفي في إياب دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا (3-0). الصورة التي ظهر بها دورتموند في تلك المباراة إضافة إلى مستواه في البوندسليغا يدلان على أن الفريق سيغيب لفترات طويلة عن البطولات الأوروبية.
أخفق كلوب خلال هذا الموسم في إحكام الثغرات بخطي الدفاع والهجوم، تماماً كما أخفق في إذكاء روح الحماسة لدى لاعبيه وهو المدرب الذي اعتمد أكثر من غيره على الحوار والعلاقة الحميمة مع لاعبيه. ماتس هوميلز الذي كان أقوى مدافعي دورتموند فتح أكثر من غيره مساحات استغلها المنافس بإحكام على غرار مهاجمي يوفينتوس تورين.كما أن خط الوسط لم يكن أحسن حالاً والدليل أن دورتموند وفي هذا الموسم لم يهيمن إلا نادراً على وسط الميدان حيث تُصنع الأهداف.
كلوب لم ينجح أيضاً في صد الفراغ الكبير الذي تركه المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والذي كانت جميع الخطط متمحورة على شخصه كرأس حربة، وما جعل المهمة أصعب إصابة ماركو رويس عند انطلاق الموسم وأنه لم يسترد مستواه بعد. ومن ثمة فيمكن الإيجاز أن دورتموند بحاجة إلى قيادة جديدة، تماماً مثل ما يحتاج مدرب كلوب إلى مهام متجددة.
توخيل بديل محتمل؟
وبعد أن أفسح كلوب المجال في دورتموند، بدأت جميع الأنظار تتجه إلى توماس توخيل الذي عود جمهوره على ملاحقة كلوب. فبعد أن ترك الأخير ماينز تعاقد توخيل مع الفريق فقضى معه خمسة مواسم، تاركاً إياه الموسم الماضي في المركز السابع في مسابقة أوروبا ليغ.
في الأسابيع الأخيرة تمّ تداول اسم توخيل بقوة مع هامبورغ وعرض النادي على المدرب الشاب (41 عاماً) نحو 13 مليون يورو مقابل الحصول على خدماته، لكن الأخير رفض في نهاية الأمر. ومن المنطقي أن دورتموند أكثر إغراءا لتوماس توخيل المعروف بصرامته الشديدة، من الذهاب إلى هامبورغ الذي بات على وشك النزول إلى دوري الدرجة الثانية.