1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يورو 2020..مباراة ألمانيا والمجر تستحضر "معجزة بيرن"

٢٢ يونيو ٢٠٢١

تختم ألمانيا والمجر منافسات دور المجموعة السادسة من بطولة كأس الأمم الأوروبية، بمباراة مباشرة بينهما، هي الأولى منذ نهائي مونديال سويسرا 1954 الذي فاز فيه المانشافت باللقب، وبقي محفوراً في ذاكرة الشعبين.

Das Wunder von Bern
صورة من: picture-alliance/kpa

يعود الألمان والمجريون الأربعاء (23 يونيو/ حزيران 2021)، في الذاكرة إلى "معجزة بيرن" حين يتواجهون للمرة الأولى في نهائيات بطولة منذ مونديال 1954، وذلك في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة لكأس أوروبا على ملعب "أليانس أرينا" في ميونيخ.

صحيح أن المنتخبين تواجها في 14 مناسبة بعد ذلك النهائي، إلا أن جميعها كانت ودية من دون حسابات مباريات المجر مع ألمانيا الشرقية سابقاً.

عندما يتحدث الألمان عن ألقابهم العالمية الأربعة، تلمس أن ذكرى التتويج الأول عام 1954 له "نوستالجيا" خاصة ليس لأنه اللقب الأول وحسب بل لأنه جاء خلافاً للتوقعات ضد منتخب مجري يضم في صفوفه الأسطورة فيرينتس بوشكاش لم يذق طعم الهزيمة لأربعة أعوام، وفاز عليهم بنتيجة كاسحة 8-3 في الدور الأول من النهائيات ذاتها. كما أنها كانت أول مناسبة يفرح فيها الألمان بعد ويلات الحرب العالمية الثانية.

وعندما وطأت أقدام القائد فريتس فالتر وهيلموت ران وماكس مورلوك وباقي أفراد المنتخب الألماني أرض ملعب وانكدورف في بيرن في تمام الساعة 16:45 من الرابع من يوليو/تموز 1954، لم يكونوا يعلمون بأنهم بصدد كتابة تاريخ كرة القدم الألمانية لما بعد الحرب.

لاعبو المنتخب الألماني محمّلون على الأكتاف بعد إحراز أول لقب عالمي. صورة من: picture-alliance/dpa

وحين تسأل عشاق الكرة الألمانية عن الهدف الحاسم الذي سجله هيلموت ران في نهائي "بيرن"، سترى الأعين متوهجة بالحماس، ووقع جملة المعلّق الشهيرة في آذانهم: "يتعين على ران أن يسدد من بعيد، ران يسدد...هدف! هدف! هدف! ألمانيا بطلة العالم!". هذه كانت العبارات الشهيرة التي أطلقها معلق الإذاعة هربرت تسيمرمان، وهي لا تزال تشعر كل شخص يتكلم الألمانية بقشعريرة.

"معجزة بيرن"

 كان أول منتخب ألماني يشارك في بطولة كبرى بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت ثالث مشاركة ألمانية في كأس عالم. وحققت ألمانيا قبل بلوغ النهائي أربعة انتصارات، ضد تركيا (4-1 و7-2) ويوغوسلافيا (2-صفر) والنمسا (6-1) مقابل هزيمة نكراء أمام المجر 3-8.

في المقابل كان الأمر مختلفا تماما بالنسبة للمنتخب المجري الذي لم يخسر أي مباراة منذ 14 أيار/مايو 1950. كانت أولى ضحاياه تركيا (7-صفر)، وألمانيا بالطبع، بالإضافة إلى انتصارين على البرازيل (4-2) وأوروغواي (4-2) في ربع ونصف النهائي على التوالي.

كان الجميع يتوقع "للمنتخب الذهبي" تحقيق باكورة ألقابه في سويسرا. كما تمّ الإعداد لحفل استقبال للاعبين والمسؤولين الكبار والصحافيين في اليوم التالي للمباراة النهائية. وفي المجر، تمّ إصدار طوابع بريدية، وأطلقت الاستعدادات لإقامة تمثال ضخم للاعبين. كل هذا يبيّن جليّاً أن لا أحد كان يشكك في قدرة المجر على إحراز أول لقب عالمي.

" استمر في العطاء!"

عزّزت الأمطار التي هطلت قبيل انطلاق المباراة من تفاؤل المجريين، في حين كان المنتخب الألماني يستعد لتلقي خسارة جديدة أمام المنتخب الذي اعتبر الأفضل في العالم في ذلك الوقت.

بعد مرور ست دقائق، نجح بوشكاش في افتتاح التسجيل لبلاده من تسديدة بعيدة المدى، قبل أن يستغل تزولتان تشيبور خطأ بين حارس مرمى ألمانيا توني توريك ومدافعه فيرنر كوهلماير ليضيف الهدف الثاني بعد دقيقتين.

بيد أن روح أفراد المنتخب الألماني لم تتأثر كما لخص الأمر فالتر في سيرته الذاتية بعد سنوات عدة بقوله: "نظرنا إلى بعضنا البعض بذهول... نجح ماكس مورلوك في تحفيز اللاعبين ما أن وضعنا الكرة لتحريك الضربة من جديد وقال وهو يجهش بالبكاء 'لا يهم'. في المقابل همس أوتمار (فالتر) الذي لم يفقد الأمل أيضاً في أذني: 'فريتس، استمر في العطاء، نستطيع أن نقلب الأمور في مصلحتنا' ".

أشهر معلّق إذاعي ألماني إلى غاية اللحظة هربرت تسيمارمانصورة من: picture-alliance/dpa

ولم يمر وقت طويل قبل أن يرد المنتخب الألماني حيث سار ران بالكرة على الجهة اليسرى، وانحرفت تسديدته إثر ارتطامها بساق بوتشيك، لتتهيأ أمام ماكس مورلوك الذي غمزها في الشباك بعد 10 دقائق فقط على البداية.

 كانت ثقة الألمان بأنفسهم قوية وبات الأمر واضحا من خلال كرة نفذها القائد فالتر من ركلة ركنية مرت من فوق خط دفاع المنتخب المجري بأكمله ليتابعها ران المتربص على القائم البعيد في الدقيقة 18.

وأصبحت المباراة سجالا بين الفريقين، وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت في جعل الملعب رطبا وثقيلا ما منح المنتخب الالماني الأكثر حيوية أفضلية.

وما زالت عبارة "طقس فريتس فالتر" تستعمل حتى أيامنا هذه في كل مرة تحول فيها الأمطار الغزيرة أرض الملعب إلى مستنقع.

هدف ران

استهل المنتخب المجري الشوط الثاني بقوة وقدم عرضا كرويا رائعا لكن لاعبي "مانشافت" كانوا يرتمون للتصدي لكل كرة باتجاه مرماهم.

في الدقيقة 84، حدث ما لا يصدق. كان المعلق الألماني تسيمرمان يتابع سرد أحداث المباراة وقال "الكرة مع ألمانيا على الجهة اليسرى. الدفاع المجري يقطع كرة تشيفر باتجاه مورلوك-بوتشيك، لا تزال الكرة بحوزة بوتشيك الجناح الأيمن المجري. لقد خسر الكرة لمصلحة شيفر-  شيفر يمرر الكرة الى منتصف الملعب-مقطوعة- يتعين على ران أن يسدد من بعيد- ران يسدد! هدف! هدف! هدف! 3-2 لمصلحة ألمانيا!

وبعد ثوان كانت الكرة قد استقرت في الشباك الألمانية، لكن الحكم الإنكليزي ويليام لينغ لم يحتسب الهدف الذي سجله بوشكاش بداعي التسلل.

وتسمّر ملايين الألمان بالقرب من جهاز الراديو يتابعون بشغف كل كلمة يتفوه بها تسيمرمان. وكانت بضع دقائق متبقية إلى أن نطق المعلق بالكلمات التي كانوا ينتظرونها: "انتهت! انتهت! انتهت! انتهت المباراة! ألمانيا بطلة للعالم، بفوزها على المجر 3-2 في النهائي في بيرن". لقد تمت المعجزة!

و.ب/م.س (د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW