يورو 2020: نهاية قصة لوف والـ"مانشافت" بخيبة أمل جديدة
٣٠ يونيو ٢٠٢١
عصري ولكن محافظ، عبقري ولكن عنيد، يواخيم لوف يترك منصبه بعد خمسة عشر عامًا على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الألماني بخروج مخيب من الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا في كرة القدم.
إعلان
عقب خسارة المنتخب الألماني الثلاثاء (29 يونيو/حزيران 2021) أمام إنكلترا (صفر-2)، رحل المدرب يواخيم لوف تاركًا صورة رجل لم يتمكن على الأرجح من استعادة أيامه الخالدة مع المانشافت. قوّته، ونقطة ضعفه تحدّث عنهما أحد مساعديه المقربين خلال المشاركة الكارثية في نهائيات كأس العالم في روسيا: "يوغي يرى نفسه مدربًا بطلا للعالم ويعيش في عالمه الخاص".
سيتذكر التاريخ لقبه العالمي عام 2014 في البرازيل، والذي أوصله إلى قمة الشهرة في بلاده، ولكن أيضًا السجل السيئ في نهاية عهده، بعد الإقصاء المهين في الدور الأول لمونديال روسيا 2018. يترك المنصب لمساعده السابق هانزي فليك الذي صنع لنفسه اسمًا بفوزه بثلاثية تاريخية (الدوري الألماني والكأس المحلي ودوري أبطال أوروبا) مع بايرن ميونيخ في عام 2020.
لوف يفقد الإجماع
منذ فترة طويلة، لم يعد المدرب البالغ من العمر 61 عامًا يحظى بالإجماع في بلاده. طالب نجوم كرة القدم الألمانية السابقون مرارا وتكرارا باستقالته على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكن بدون جدوى. صمد لوف مقتنعًا بأنه يسير على الطريق الصحيح. وبعد سلسلة من العروض المتواضعة في خريف عام 2020، ومع استمرار الرأي العام ضده، ردّ لوف الذي حافظ دائمًا على اللهجة القوية لمقاطعته (فرايبورغ-اون-بريسغو)، بغطرسة: "أنا فوق كل شيء". جملة مؤسفة ساهمت في قطع حبل الود مع الجماهير.
خلال النسخة الحالية لكأس أوروبا، سطع نجمه لفترة وجيزة. على الرغم من الخسارة (صفر-1)، أظهر المنتخب الألماني مستوى رائعا أمام فرنسا الوصيفة وبطلة العالم، والفوز 4-2 على البرتغال حاملة اللقب جعله يؤمن بانتعاش دائم. لكن إنكلترا القوية فازت بهدفين متأخرين وأعادته إلى أرض الواقع.
الرجل، صاحب الطموحات الهائلة المخبأة وراء خطاب غارق في القيم الإنسانية، وصل ببطء إلى أعلى مستوى. مهاجم عادي إلى حد ما خلال مسيرته كلاعب، فتح سجله التدريبي بكأس ألمانيا مع شتوتغارت (1997)، ثم خسر نهائي كأس الكؤوس الأوروبية (أدمجت لاحقا مع كأس الاتحاد الأوروبي لتصبح الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" حاليا) في العام التالي.
اللقاء مع كلينسمان
بعد فترة قضاها في فنربهشه التركي، أصبح بطل النمسا عام 2002 مع إنسبروك. في ذلك الوقت، التقى يورغن كلينسمان أثناء إحدى الدورات التدريبية، فكر فيه الأخير في صيف عام 2004 ليصبح مساعده على رأس منتخب ألماني في محنة، بعد إقصائه في الدور الأول لكأس أوروبا عام 2004، قبل عامين من استضافة بلاده نهائيات كأس العالم 2006.
معًا، لكن بمساعدة تألق جيل ذهبي، سيبدآن تغييرًا تاريخيًا في فلسفة أسلوب اللعب الألماني، حيث اعتمدا على الهوس التكتيكي، وتطوير لاعبين بارعين وأذكياء بدلا من القوة الجسدية.عيِّن لوف مدربًا للمانشافت في عام 2006، بعد نهائيات كأس العالم في ألمانيا، ليكون رائدًا في استخدام الإحصائيات والإعلاميات، لإدارة الشكل البدني للاعبيه ولتحليل أسلوب اللعب.
بين الوصول إلى القمة والفشل
قاد المنتخب إلى المربع الذهبي للبطولات الخمس الكبرى التالية: من كأس أوروبا 2008 إلى كأس أوروبا 2016، بلغ الذروة باللقب الأغلى في 2014 في البرازيل (1-صفر في المباراة النهائية على حساب الأرجنتين). ستكون تحفته إلى الأبد هي الفوز 7-1 على البرازيل في نصف النهائي في الثامن من تموز/يوليو 2014.
كان ذلك هو الوقت الذي أصبح فيه لوف رمزًا ساحرًا: ظهر في إعلانات مستحضرات التجميل، وشرحت صحافة المشاهير ملابسه المدروسة، وسترته الزرقاء على شكل حرف "في" في مونديال 2010، ثم أصبح القميص الذي ارتداه في مونديال 2014 شائعًا جدا حتى نفذ من جميع المتاجر.
لكن كأس العالم 2014 ستبقى لقبه الكبير الأغلى (توج أيضا بكأس القارات 2017) في مسيرته التدريبية. كما سيبقى للوف مكان في دفتر السجلات القياسية، لأنه قاد المانشافت في 198 مباراة، وهو رقم من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة جدًا، خمسة عشر عامًا على الأقل.
ع.ش/ع.ج.م (أ ف ب)
يوآخيم لوف.. مسيرة بطل حاصرته إخفاقات مؤلمة!
وصلت حقبة المدرب يوآخيم لوف إلى نهايتها مع المنتخب الألماني لكرة القدم. لوف أعلن رحيله عن تدريب "المانشافت" بعد كأس الأمم الأوروبية المقررة منتصف هذا العام. أبرز محطات لوف اللاعب والمدرب في ألبوم الصور التالي.
صورة من: Markus Gilliar/GES/picture alliance
حاسة تهديفية كبيرة
لم يكن أحد يتوقع أن يتم في يوم ما الاحتفال بيوآخيم لوف كواحد من أشهر أبناء مسقط رأسه "شوناو" في منطقة الغابة السوداء. وتمتع لوف بحاسة تهديفية كبيرة وذلك أثناء مسيرته كلاعب كرة قدم، فقد سجل 83 هدفاً منها 81 في دوري الدرجة الثانية، إذ يعد لوف من بين الهدافين الكبار لفريق فرايبورغ. أما على مستوى المنتخب الألماني، فقد لعب لوف أربع مباريات فقط مع منتخب ألمانيا لكرة القدم للشباب تحت 21 سنة.
صورة من: picture alliance/dpa
بداية المسيرة التدريبية
بعمر الـ 35 عاما، أنهى يوآخيم لوف مسيرته كلاعب لكرة القدم مع فريق "ف س فراونفيلد" السويسري. وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي انطلقت مسيرته التدريبية، إذ قاد فريق شتوتغارت سنة 1997 إلى الفوز بكأس ألمانيا على حساب فريق كوتبوس. وحقق لوف هذا اللقب من دون أن يتوفر على رخصة تدريب. وفي سنة 1998وصل لوف مع شتوتغارت إلى نهائي كأس الكؤوس الأوروبية، بيد أنه خسر بهدف دون رد أمام فريق تشيلسي الإنجليزي.
صورة من: imago sportfotodienst
تجارب متعددة
انفصل يوآخيم لوف عن فريق شتوتغارت الألماني سنة 1998 ورحل لتدريب فريق فنربخشه التركي، إلا أن تجربته التدريبية هناك لم تدم طويلاً ليعود إلى ألمانيا من بوابة فريق كارلسروهى. كما درب لوف أيضا فريق تيرول آنسبروك النسماوي، وفاز معه بلقب الدوري النمساوي لكرة القدم سنة 2002.
صورة من: Imago
ثنائي مُتناغم
خلال دورة تدريبية قصيرة للاتحاد الألماني لكرة القدم سنة 2000، ظهر التناغم بشكل واضح بين يورغن كلينسمان (يمين الصورة) ويوآخيم لوف. وبعدما تولى كلينسمان مهمة تدريب المنتخب الألماني سنة 2004، أصبح لوف مساعداً له، حيث بدأ الثنائي مهمة إعداد "المانشافت" لنهائيات كأس العالم، التي احتضنتها ألمانيا سنة 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hannibal
تدريب ألمانيا
بعد عروض كروية قوية للغاية، ودع المنتخب الألماني كأس العالم من دور نصف النهائي أمام المنتخب الإيطالي، الذي فاز باللقب في المباراة النهاية على حساب فرنسا. أداء المنتخب الألماني في كأس العالم نال استحسان الجمهور الألماني. وقرر كلينسمان الرحيل عن المنتخب الألماني، ليحل مكانه يوآخيم لوف في تدريب "المانشافت".
صورة من: picture-alliance/dpa
خسارة أمام البطل
في بطولة الأمم الأوروبية سنة 2008، وبعد خلاف حاد مع الحكم الرابع لمبارة النمسا وألمانيا برسم الدور الأول، اضطر يوآخيم لوف لمواصلة المباراة من المدرجات، كما تعرض للإيقاف في مباراة ربع النهائي أمام البرتغال. ووصل المنتخب الألماني إلى نهائي البطولة، إلا أنه تعرض للهزيمة بهدف دون رد أمام إسبانيا، التي كانت في أوج قوتها الكروية آنذاك.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
استبعاد الهداف كوراني
لم يتقبل يوآخيم لوف قرار مهاجمه الهداف كيفين كوراني (يمين الصورة) مغادرة الملعب دون إذن سنة 2008، فقد غادر كوراني ملعب دورتموند بدون إذن أثناء الاستراحة بين شوطي مباراة ألمانيا وروسيا (غادر كوراني الملعب بسبب إحباطه من عدم اللعب أساسيا). وأعلن لوف في وقت لاحق أن كوراني لن يلعب مرة ثانية للمنتخب الألماني، ليضع بذلك حداً لمسيرة هذا المهاجم الهداف مع "المانشافت".
صورة من: Oliver Berg/dpa/picture-alliance
إسبانيا مرة ثانية
في نهائيات كأس العالم، التي نظمتها جنوب أفريقيا سنة 2010، استطاع المنتخب الألماني أن يجذب الأنظار بقوة بفضل كرته الهجومية المذهلة وتشكيلته، التي كانت تضم عدة نجوم شباب مثل مسعود أوزيل وتوماس مولر وغيرهم، لكن ألمانيا اصطدمت مجدداً مع المنتخب الإسباني القوي، وغادرت البطولة من نصف نهائي البطولة، والتي فازت بها إسبانيا على حساب هولندا. وحلت ألمانيا في المركز الثالث على غرار نسخة 2006.
صورة من: Stephane de Sakutin/AFP/Getty Images
لا تغير الفريق الفائز أبداً!
في بطولة كأس الأمم الأوروبية التي احتضنتها بولندا وأوكرانيا سنة 2012، توقفت مسيرة المنتخب الألماني في نصف النهائي، وذلك بعد الخسارة بهدفين مقابل واحد أمام المنتخب الإيطالي. الهزيمة أمام المنتخب الإيطالي جرَّت على يوآخيم لوف انتقادات شديدة اللهجة بسبب التغييرات الكثيرة، التي أجراها على تشكيلة المنتخب.
صورة من: Jens Wolf/dpa/picture-alliance
أبطال العالم
في مونديال البرازيل سنة 2014، توج المنتخب الألماني بلقب كأس العالم عقب فوزه في النهائي بهدف دون رد على المنتخب الأرجنتيني. وفي طريقه للفوز باللقب، أذل المنتخب الألماني البرازيل بسبعة أهداف لواحد في مباراة نصف النهائي. وتم اختيار يوآخيم لوف مدرب العام سنة 2014، إلا أن شهية لوف لتحقيق الألقاب كانت ماتزال مفتوحة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Gebert
خيبة أمل
ودع المنتخب الألماني بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2016، المُنظمة في فرنسا، من دور نصف النهائي. وجاءت الخسارة هذه المرة أمام المنتخب الفرنسي، الذي انهزم بدوره أمام البرتغال بهدف دون رد في النهائي. وبعد انتهاء البطولة، مدد يوآخيم لوف عقده مع ألمانيا حتى عام 2020، وكان متحمساً للغاية للدفاع عن لقب كأس العالم في مونديال روسيا 2018.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
لقب جديد
ابتسم الحظ مجددا للمدرب يوآخيم لوف، فقبل سنة واحدة فقط من انطلاق فعاليات كأس العالم في روسيا 2018، تمكن المنتخب الألماني من الفوز بكأس القارات. وضمت تشكيلة "المانشافت" العديد من الوجوه الشابة.
صورة من: picture-alliance/M.Meissner
فضيحة في روسيا
تعرض المنتخب الألماني لضربة موجعة للغاية في مونديال روسيا 2018، وذلك بعدما فشل في الدفاع عن لقبه وودع البطولة من الدور الأول. خروج ألمانيا شكل صدمة كبيرة، وكان مفاجأة من العيار الثقيل، بيد أن يوآخيم لوف رفض الرحيل عن تدريب المنتخب وأصر على استكمال عقده المُمتد حتى سنة 2022.
صورة من: Andreas Gebert/dpa/picture-alliance
التضحية بثلاثي مونديال البرازيل
بعد كارثة الخروج من الدور الأول في مونديال روسيا 2018، اعترف يوآخيم لوف بأخطائه، وأعلن أنه سيجري تغييرات كبيرة على تشكيلة المنتخب، وأغلق لوف الباب في وجه الثلاثي الفائز بمونديال البرازيل: جيروم بواتينغ، ماتس هوملز وتوماس مولر.
صورة من: Kirill Kudryavtsev/AFP/Getty Images
"يوم أسود قاتم"
تمكن المنتخب الألماني من التأهل إلى كأس أوروبا، والتي تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا. واعتقد يوآخيم لوف أنه يسير على الطريق الصحيح، إلا أنه تعرض لهزيمة مذلة بستة أهداف دون رد أمام إسبانيا برسم دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم. ووصف يوآخيم لوف الخسارة بأنها "يوم أسود قاتم".
صورة من: Marcelo Del Pozo/REUTERS
الرحيل عن "المانشافت"
بعد 15 عاما على رأس الجهاز الفني للمنتخب الألماني، أعلن يوآخيم لوف (61 عاماً) الثلاثاء (9 /3/2021) رحيله عن المنتخب مع نهاية كأس أوروبا 2020 المؤجلة لصيف 2021 بسبب كورونا. وعبر الاتحاد الألماني عن قبوله لقرار لوف، مبديا امتنانه لما قدمه هذا المدرب للمنتخب الألماني. وعين الاتحاد الألماني المدرب هانزي فليك، خلفا ليوآخيم لوف، الذي كان يبحث عن نهاية سعيدة أو على الأقل مرضية مع المانشافت.
صورة من: Markus Gilliar/GES/picture alliance
نهاية حزينة على ملعب ويمبلي
وقاد لوف المانشافت بمنافسات يورو 2020. وخسر مباراته الأولى بدور المجموعات 0-1 أمام فرنسا، ثم كشر المانشافت عن أنيابه وهزم البرتغال 4-2، ثم تعادل بشق الأنفس مع المجر (2-2) وصعد لثمن النهائي ليواجه المنتخب الإنجليزي ويخسر على ملعب ويمبلي صفر-2 (الثلاثاء 29/6/2021). ويواسي المدرب الإنجليزي ساوثغيت نظيره الألماني بعد المباراة، التي كانت آخر مباريات لوف مع المانشافت. إعداد: شتيفان نيستلر/ر.م/ ص.ش