يورو 2024.. "الماكينات" تسعى للعودة إلى الدوران لحصد اللقب
عادل الشروعات
٨ يونيو ٢٠٢٤
رغم أنّ الترشيحات تصب لصالح منتخبي فرنسا وإنجلترا، وبدرجة أقل منتخب إسبانيا لإحراز لقب يورو 2024، يبقى المنتخب الألماني منافسا شرسا على لقب البطولة التي تقام على أرضه وأمام جمهوره. فما هي حظوظ الماكينات في التتويج؟
إعلان
لا يفصل عشاق كرة القدم الأوروبية سوى أسبوع فقط على انطلاقالنسخة الـ17 لبطولة كأس أمم أوروبا، التي تحتضنها ألمانيا بمشاركة أفضل 24 منتخبا في القارة العجوز.
وتعيش ألمانيا هذه الأيام على استعادة ذكرياتبطولة كأس العالم 2006، والتي شهدت أجواء احتفالية غير مسبوقة في البلاد، امتدت طيلة مدة البطولة التي توج بلقبها المنتخب الإيطالي حامل لقب آخر نسخة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2020، التي جرت أطوارها عام 2021 بسبب جائحة كورونا، واحتضنت مبارياتها في 11 دولة أوروبية لأول مرة في تاريخ البطولة القارية احتفالا بالذكرى الـ60 لانطلاقها.
وبحسب كثير من المراقبين، لا يدخلالمنتخب الألماني منافسات يورو 2024 في ثوب المرشح الأوفر حظا للظفر باللقب، بالنظر إلى ترتيبه في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يحتل المركز الـ16 فقط، وهو ما يعتبر نتيجة طبيعية للإخفاقات التي عاشها منتخب "الماكينات" في آخر ثلاث بطولات كبرى.
فبعد إقصائه، لأول مرة في تاريخه، من الدور الأول في بطولة كأس العالم في روسيا عام 2018، خرج المنتخب الألماني من دور الـ16 في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020. ثم عاد وخيب آمال جماهيره بتوديع نهائيات كأس العالم في قطر عام 2022 في تكرار لمشهد الإقصاء المذل في روسيا.
المرشحان الأقوى على الورق
وبإلقاء نظرة على بورصة الترشيحات، التي لم يعد يتحكم في توجيهها آراء المحللين والمراقبين الرياضيين فحسب، بل عرفت دخول شركات المراهنات الرياضية على الخط أيضا، نجد أن المنتخب الفرنسي ونظيره الإنجليزي يتصدران القائمة الذهبية للمرشحين لإحراز اللقب.
ولهذه الترشيحات ما يبررها، فمنتخب الديكة يحتل المركز الثاني عالميا والأول أوروبيا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وراء المنتخب الأرجنتيني، فيما وصل إلى نهائي بطولة كأس العالم الأخيرة في قطر، وأحرز اللقب في روسيا عام 2018.
أما المنتخب الإنجليزي، فهو وصيف النسخة السابقة لكأس أمم أوروبا ويتوفر على قائمة مهمة من النجوم الشباب على غرار جود بيلينغهام الذي أحرز لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، وآخرين مخضرمين على غرار هاري كين هداف الدوري الألماني رفقة فريق بايرن ميونيخ برصيد 44 هدفا هذا الموسم في جميع المسابقات.
حدس ناغلسمان وثقة كلينسمان
ورغم كل هذه المعطيات، فهذا لا يعني أن المنتخب الفرنسي أو الإنجليزي سيكون طريقه مفروشا بالورود حتى المباراة النهائية، وفي المقابل لا يعني تراجع مستوى المنتخب الألماني أنه سيتعثر من جديد في بطولة انتظرها طويلا لمصالحة جماهيره واسترجاع هيبته.
ويؤمن المدير الفني للمنتخب الألماني يوليان ناغلسمان بإمكانيات لاعبيه لرفع كأس البطولة. وقال ناغلسمان قبل المباراة الإعدادية التي جمعت فريقه بمنتخب كرواتيا "لدي شعور بأننا قادرون على الفوز بالبطولة"، قبل أن يضيف مبتسما "وفي معظم الأوقات يكون حدسي في محله".
بدوره يرى المدرب الأسبق للمنتخبيورغن كلينسمان أن التشكيلة الحالية للمنتخب الألماني بقيادة مايسترو خط الوسط توني كروس يمكنها التتويج ببطولة كأس أمم أوروبا (يورو 2024) رغم إخفاق "الماكينات" في بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة والنسختين الأخيرتين لكأس العالم.
وقال كلينسمان (59 عاما) في بودكاست "دون ديلز" الرياضي: "المنتخب الألماني من المرشحين لنيل اللقب. هكذا جرت العادة، دائما ما يكون المنتخب الألماني من المرشحين، حتى لو تراجع مستواه في البطولات الأخيرة، فهذا لن يغير أي شيء".
وأكد كلينسمان، الذي قاد المنتخب الألماني للمركز الثالث في بطولة كأس العالم 2006، أن فريق المدرب ناغلسمان "لديه الجودة الكافية" للذهاب بعيدا في البطولة القارية.
التفاهم بين اللاعبين والمدرب
ويأمل المنتخب الألماني في رفع التحدي لإبقاء اللقب في ألمانيا، معولا على الانسجام والتفاهم بين اللاعبين والمدرب يوليان ناغلسمان الذي يحظى بثقة لاعبيه. وهذا ما أكده قائد خط الدفاع أنطونيو روديغر عندما سئل عن سبب إمكانية النجاح في هذه البطولة بعد الفشل في البطولات السابقة بالقول: "الفرق بين هذه البطولة والبطولات السابقة هو أنه لدينا الآن مدرب يناسب الفريق ولديه فكرة واضحة عن كيفية لعب كرة القدم".
وشدد روديغر، الذي قال إنه جلب معه "عقلية الفوز" من ريال مدريد إلى صفوف المنتخب الألماني بعد فوزه رفقة النادي الملكي بـمسابقة دوري أبطال أوروبا، على أهمية المباراة الافتتاحية في البطولة. وقال قلب دفاع المنتخب الألماني "المباراة الأولى في المجموعة هي مفتاح البطولة"، مؤكدا على ضرورة الفوز فيها للمضي قدما في البطولة.
المباراة الأولى مفتاح البطولة
أهمية المباراة الأولى في البطولة أكد عليها أيضا الدولي الألماني السابق توماس هيلمر بطل أوروبا مع المنتخب الألماني عام 1996 في إنجلترا.
وقال هيلمر في تصريح لـDW عربية "لم نذهب كمرشحين إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1996، ولم تكن الجماهير تنتظر منا أي شيء آنذاك". وتابع الدولي الألماني السابق "كنا نتوفر على لاعبين أفضل في مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، لكننا لم نكن نتوفر على فريق متماسك" بخلاف بطولة كأس أمم أوروبا بعد ذلك بعامين.
وأوضح هيلمر "بعد فوزنا في المباراة الأولى في المجموعة أمام جمهورية التشيك (2/0) ظهرت ديناميكية حملت المجموعة حتى المباراة النهائية"، وتابع هيلمر "كل شيء كان مناسبا، وأتمنى أن يحصل نفس الشيء في هذه البطولة".
وويبدأ المنتخب الألماني مشواره بمواجهة اسكتلندا في مباراة الافتتاح يوم 14 حزيران/ يونيو المقبل في ميونيخ، وبعدها سيلعب في الجولتين الثانية والثالثة بدور المجموعات ضد المجر بشتوتغارت وسويسرا في فرانكفورت.
"يورو 2024" بألمانيا - نجوم شبان على موعد مع التألق في البطولة
تتراوح أعمار معظمهم بين 16 و21 عاما ورغم ذلك من المنتظر أن تلمع أسماؤهم في يورو 2024 بألمانيا، منهم من يشارك في البطولة لأول مرة ومنهم من يسير على خطا رونالدو الظاهرة. جولة مصورة مع أبرز نجوم الكرة الشباب بيورو 2024.
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/picture alliance
لامين يمال – الأصغر سنا بتاريخ أمم أوروبا
في كأس الأمم الأوروبية "يورو 24" بألمانيا، سيصبح الإسباني لامين يمال (لامين جمال) أصغر لاعب يشارك بالبطولة منذ انطلاقها عام 1960. وعندما خاض نجم برشلونة مباراة إسبانيا ضد كرواتيا في برلين (15/6/2024) كان عمره 16 عاما و337 يوما تقريبا. ويتميز يمال بالرشاقة والسرعة والقدرة على مراوغة الخصوم بمهارة. يلعب في مركز الجناح الأيمن ويسجل ويصنع أهدافا أيضا، ويطلق عليه جوهرة برشلونة.
صورة من: Samuel Gonzalez/DAX Images/NurPhoto/picture alliance
بيدري - الفتى الذهبي الإسباني
في عام 2021، ظهر الناشئ الإسباني بيدري كموهبة فريدة حيث حصل في ذلك العام على "جائزة كوبا" لأفضل لاعب كرة قدم تحت 21 سنة التي تقدمها فرانس فوتبول، متفوقا على بيلينغهام وموسيالا. وحصل أيضا على جائزة "الغولدن بوي" (الفتى الذهبي) لأحسن لاعب صاعد. يلعب بيدري مع برشلونة كلاعب ارتكاز ولاعب وسط مدافع ويسجل ويصنع الأهداف أيضا. يبلغ عمره حاليا 21 عاما وقيمته السوقية بحسب ترانسفير ماركت 80 مليون يورو.
صورة من: Christophe Ena/AP Photo/picture alliance
الثنائي التركي يلدز وغولر
المهاجم التركي كينان يلدز (يمين الصورة) ولد بريغنسبورغ بألمانيا ويبلغ عمره 19 عاما فقط وهو نفس سن مواطنه أردا غولر (يسار الصورة) نجم الريال. تألق يلدز في صفوف الناشئين في بايرن ميونيخ قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس ويشارك مع الفريق الأول. أما أردا غولر فيلعب بشكل أساسي في مركز خط الوسط المهاجم وتبلغ قيمته السوقية 15 مليون يورو، بحسب ترانسفير ماركت. ويظهر في الصورة أيضا هاكان تشالهان أوغلو.
صورة من: Georg Hochmith/APA/picture alliance
فلوريان فيرتس – أغلى لاعب ألماني في التاريخ
بلغ الألماني فلوريان فيرتس مؤخرا عامه الـ21، قبل أيام قليلة من احتفاله برفع درع الدوري مع بايرن ليفركوزن وكان مساهما كبيرا في تحقيق اللقب لأول مرة في تاريخ النادي. يلعب فيرتس في مركز الوسط المهاجم وأيضا في الجناحين. وبمشاركته في تسجيل وصناعة 38 هدفا هذا الموسم يعتبر فيرتس أفضل هداف في أوروبا تحت 21 عاما. وبارتفاع قيمته السوقية إلى 130 مليون يورو، يكون فلوريان فيرتس أغلى لاعب ألماني في التاريخ.
صورة من: Ulrich Hufnagel/IMAGO
جمال موسيالا – المهارة والسرعة والمراوغة
ولا يمكن الحديث عن فيرتس دون الكلام عن النجم الألماني الشاب جمال موسيالا (21 عاما أيضا). لمع موسيالا مع بايرن في سن مبكرة محققا عددا من الأرقام القياسية. فهو أصغر من سجل للنادي في البوندسليغا بعمر 17 عاما و6 شهور وبدوري أبطال أوروبا وهو في سن 17 عاما و11 شهرا. ويتميز موسيالا بالمهارة ويجيد المراوغة وتسجيل الأهداف وتبلغ سرعته 34 كم في الساعة ومازال الطريق أمامه ليحقق الكثير لبايرن ومنتخب ألمانيا.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/IAMGO
جود بلينغهام – على خطا رونالدو الظاهرة؟
في أول مواسمه مع النادي الملكي، فاز الإنجليزي جود بيلينغهام (20 عاما) بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا على حساب فريقه السابق دورتموند. والآن هو مرشح للكرة الذهبية ولو نجح مع منتخب بلاده في يورو 2024 سيقوي حظوظه للفوز بالكرة الذهبية نهاية العام وهو في سن 21 عاما لينضم للبرازيلي رونالدو نزاريو "الظاهرة" كأصغر لاعب يفوز بالكرة الذهبية. ومن الطريف أن موسيالا كان زميلا له في منتخب إنجلترا للناشئن.
صورة من: Frank Hoermann/SVEN SIMON/picture alliance
كول بارمر - لاعب له شخصية وتأقلم بسرعة
نجم شاب من العيار الثقيل، سيكون بجوار بيلينغهام بمنتخب إنجلترا. إنه كول بارمر (22 عاما) نجم تشيلسي، الذي سجل هذا الموسم بالدوري الإنجليزي 22 هدفا رغم أنه يلعب أصلا في مركز خط الوسط المهاجم. تأقلم بسرعة مع فريقه بعد انتقاله إليه من مان سيتي ويتمتع بالمر بثقة كبيرة بالنفس وهدوء وقال عنه مدربه بوكيتينو: "لقد وصل في اليوم الأخير من الانتقالات، لكنه يلعب كما لو كان هنا منذ عشر سنوات ويظهر شخصيته".
صورة من: Virginie Lefour/PA/empics/picture alliance
تشافي سيمونز – النضج في البوندسليغا
يبلغ الهولندي تشافي سيمونز 21 عاما وتحول للاعب محوري مع لايبزيغ الألماني، الذي جاءه معارا من باريس سان جيرمان. يلعب تشافي كخط وسط مهاجم وكذلك في مركز الجناح وسجل في البوندسليغا هذا الموسم 8 أهداف وصنع 13 هدفا. ويتميز بقدرة رائعة على المراوغة وتحكم دقيق في الكرة ورؤية جيدة لزملائه في الملعب بحسب "شبورت بوزر". ويجري الحديث عن سعي بايرن للتعاقد معه ولو على سبيل الإعارة لأنه مستمر مع باريس حتى 2027.
صورة من: Koen van Weel/ANP/picture alliance
الغزال الفرنسي - إدواردو كامافينغا
بجسمه الرشيق ومجهوده الوفير يفرض إدواردو كامافينغا نفسه كلاعب في ريال مدريد رغم صغر سنه. وفاز النجم الفرنسي البالغ حاليا 21 عاما ببطولات عديدة مع النادي الملكي مثل الدوري الإسباني وأبطال أوروبا هذا الموسم، كما فاز مع منتخب فرنسا بدوري الأمم الأوروبية عام 2021 وسيحاول لاعب خط الوسط مساعدة منتخب بلاده في الفوز بيورو 2024 لتعويض خسارة كأس العالم في قطر 2022.
صورة من: JBAutissier/PanoramiC/imago images
جوسكو غفارديول – صغير السن كبير التجربة
رغم أن سنه 22 عاما إلا أنه يبدو كلاعب مخضرم. الكرواتي جوسكو غفارديول مدافع مان سيتي الإنجليزي الذي انتقل إلى كتبية غوارديولا قادما من لايبزيغ الألماني (الصورة) كأغلى مدافع في العالم، حيث دفع مان سيتي 100 مليون يورو. حصد مع كرواتيا المركز الثالث في الدوحة. في ألمانيا كان يلعب كقلب دفاع لكنه يلعب حاليا كمدافع أيسر وعانى في البداية مع السيتي لكنه الآن أقوى مما كان عليه في لايبزيغ ويتلقى المديح.